هدد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض «ضريبة كبيرة» على سيارات تويوتا المستوردة إلى الولايات المتحدة من المكسيك، ضمن آخر حلقة فى سلسلة من هجمات ترامب على صناعة السيارات. ومثلما فعل مع كل من چنرال موتورز وفورد، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية على السيارات التى تأتى من المكسيك، مشيرا إلى خطط تويوتا لبناء مصنع جديد فى باجا المكسيكية لصناعة سيارات Corolla لتصدير السيارات إلى الولايات المتحدة. وعبر حسابه الرسمى على موقع تويتر «غرد» ترامب قائلا: «مستحيل! ابنوا المصنع فى الولايات المتحدة أو ادفعوا ضريبة كبيرة على الحدود». ويبدو أن الأمر اختلط على الرئيس ترامب، بين خطط الشركة لاستثمار ما يقرب من مليار دولار لبناء مصنع جديد فى جواناهواتو بالمكسيك، وبين مصنعها القائم حاليا بالفعل فى باجا، وهى منطقة بغرب المكسيك تجاور ولاية كاليفورنيا. ويقوم مصنع تويوتا ذاك فى باجا ببناء شاحنات Tacoma، فى حين أن المصنع الجديد المقرر إنشائه فى جواناهواتو من المقرر أن يبدأ إنتاج Corolla فى عام 2019. وكانت تويوتا قد أعلنت عن خطط لبنائه فى إبريل الماضى ليوظف حوالى 2000 شخص، بقدرة إنتاجية تصل إلى 200 ألف سيارة سنويا، مما يساعد على تعويض إنتاج Corolla الذى يتم نقله الآن تدريجيا من مصنع تويوتا الكندى فى أونتاريو، والذى سيبدأ بناء طرازRAV4. وستواصل الشركة بناء Corolla فى مصنع Blue Springs الأمريكى والذى خرج منه 170 ألف و177 سيارة فى الأشهر الإحدى عشر الأولى من عام 2016. تويوتا باعت 360 ألف و483 سيارة Corolla فى الولايات المتحدة العام الماضى، وهذا يعنى أن الشركة تحتاج إلى أكثر من ضعف طاقتها الإنتاجية الأمريكية للحفاظ على مستوى المبيعات الحالى فى الولايات المتحدة وحدها. تهديدات ترامب من شأنها أن تتعارض مع خطط الشركة لتحويل جزء كبير من إنتاج سيارتها الأرخص سعرا -وهى Corolla- إلى المكسيك حيث التصنيع أقل كلفة، فى حين تحتفظ بصناعة سيارات الكروس أوڤر والشاحنات وSUV ذات هامش الربح المرتفع فى الولايات المتحدة حيث تكلفة الصناعة أعلى. التعريفة الجمركية التى يهدد ترامب بتطبيقها لن تكون عقبة أمام Corolla فقط بل أيضا أمام شاحنات Tacoma والتى تعانى من تناقص مبيعاتها بعد أن كانت رائدة السوق فى قطاعها، بسبب دخول منافسة جديدة ونقص فى سلاسل التوريد، لذا فإن استثمارات تويوتا فى مصنع باجا الذى ينتج تلك الشاحنات كان الهدف منه الحفاظ على مبيعات تلك الشاحنة فى السوق الأمريكية وفى الوقت نفسه توفير بعض السعة الإنتاجية من مصنع آخر تمتلكه تويوتا فى ولاية تكساس لصناعة الشاحنة الأكبر حجما Tundra. تويوتا أعلنت من مقرها الرسمى فى طوكيو أنها لن تلتزم بأية استثمارات حتى تتضح سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة بعد يوم التنصيب الرسمى، ولكن الأمر المؤكد أنها لن تغلق أية مصانع أمريكية أو تقلل من إنتاجها. بعد تهديدات ترامب بأيام قليلة، ومن ناحية أخرى أعلنت مجموعة فيات كرايسلر مباشرة بعد تهديدات ترامب لتويوتا عن خططها لاستثمار ما يقرب من مليار دولار فى تطوير مصانعها الأمريكية بما فيها إدخال بعض التحديثات على مصنع وارين لكى يكون قادرا على إنتاج موديلات من چيپ لا يتم تصنيعها فى الوقت الحالى سوى فى المكسيك، وعلى الرغم من ذلك إلا أن مصادر بالشركة أخبرت وكالة رويترز أن القرار لم يكن له أية علاقة بتهديدات ترامب وأن إدارة الشركة لم تستشير الإدارة الأمريكية الجديدة قبل الإعلان عن هذه الاستثمارات التى من شأنها توفير 2000 فرصة عمل أمريكية جديدة.