شهد المسرح الصغير بدار الأوبرا، أمس الأثنين، حفل توزيع جوائز مؤسسة ساويرس الثقافية، في دورتها الثانية عشرة، والذي شهد حضورا حاشدا من الفنانين والكتاب والنقاد ورجال السياسة.
وحضر حلمي النمنم وزير الثقافة، والدكتورة غادة والي وزير التضامن الاجتماعي، ونجيب ساويرس وسميح ساويرس والدكتور جابر عصفور والروائي رؤوف مسعد والروائي إبراهيم عبدالمجيد والمخرج داوود عبدالسيد، والمخرج سمير سيف، والفنان عزت العلايلي والفنان محمود الجندي والناقد طارق الشناوي وسميرة عبدالعزيز، وسميحة أيوب.
وشهدت الجائزة مشاركة كبيرة، وبلغ عدد المشاركين في كل أفرع الجائزة 576 عملا بين الرواية والمجموعات القصصية، والسيناريوالسينمائي، والنص المسرحي والنقد الأدبي.
وتعد «جائزة ساويرس الثقافية» واحدة من أهم المؤسسات الأهلية الداعمة للثقافة والإبداع، وقد بدأت نشاطها في 2005 بتنظيم هذه المسابقة، غير أنه قد غاب عنها نوع مهم من الإبداع العربي الأصيل، وهو الشعر سواء الفصحي أو العامية.
وفي مفتتح الحفل تحدث السفير محمد ابراهيم شاكر، رئيس مجلس أمناء مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، واصفا المناسبة بأنها «يوم عيد وفرحة للمصريين».
وفاز إبراهيم فرغلي، فرع كبارالأدباء عن روايته «معبدأنامل الحرير»، وفاز علاء فرغلي بالمركز الأول في الرواية فرع شباب الأدباء عن روايته «خير الله الجبل»، مناصفة مع محمد ربيع عن روايته «عطارد»، فيما حصل أحمد الفخراني على المركز الثانى عن روايته «ماندرولا» مناصفة مع هيدرا جرجس عن روايته «صياد الملائكة».
وفي مجال القصة القصيرة للكبار فاز الدكتور أحمد الخميسي بالمركز الأول عن مجموعته «أنا وأنت»، وفي فرع القصة القصيرة لشباب الأدباء حصل على المركز الأول أحمد مجدي همام عن مجموعته «الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة»، وحصل طه عبدالمنعم على الجائزة الثانية عن مجموعته «ثلاثة تمارين كتابة لميلان كونديرا»، مناصفة مع هند جعفر عن مجموعتها «عدودة».
وفي فرع السيناريو السينمائي فاز بالجائزة الأولى لكبارالكتاب الشاعر محمود نسيم عن سيناريو «رجل الحكايات»، وفي فرع الشباب فاز هيثم دبور عن سيناريو «عايش».
وفي مجال المسرح لفئة الكبار فاز أسامة نور الدين الذي رحل عن عالمنا قبل إعلان الجوائز بالمركز الأول عن مسرحية «مصرايم»، وتسلم الجائزة أبناؤه، كما أعلن عن فوز أسامة الزيني بنص «العرض الأخير» فرع شباب الكتاب بالمركز الثانى.
وأشادت الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، بالنصوص التي تقدمت لجائزة أفضل نص مسرحي، والتي بلغت 100 نص، قائلة إن «ضمير اللجنة تعب أثناء اختيار الأفضل لتقارب الأعمال في المستوى وجودتها»، موجهة الشكر لمؤسسة ساويرس على إقامة مثل تلك الفعاليات.
وأضافت «أيوب» أن «مثل هذه المسابقة قد أثبتت أن مصر معين لا ينضب، غني بالمواهب الإبداعية والتي تنتظر من يدعمها ويكتشفها لأن في ذلك إزاحة لموجة الفن الهابط».
فيما نصح سميح ساويرس، الذي قدّم جائزة أفضل نص مسرحي، رجال الأعمال بالتوجه للاستثمار في العمل المجتمعي، والذي قال إنه «أفضل من الاستثمارات التجاريّة والاقتصادية والتي تواجه خسائر كبيرة في الفترة الحالية، إلى أن يستعيد اقتصاد البلاد قوته مرة أخرى».
وأضاف «ساويرس» أن «مصر تمر الآن بفترة صعبة وعصيبة، وأننا مررنا بفترات أصعب من تلك لكن الشعب المصري نسي، لأننا (اتدلّعنا) خلال سنوات ما قبل قبل ثورة يناير، شهدنا فيها رواجا كبيرا».
وخلال تقديمه جائزة أفضل عمل في فرع النقد الأدبي للدكتورة هالة فؤاد بعنوان «المثقف بين سندان السلطة ومطرقة العامة»، قال رجل الأعمال نجيب ساويرس، إنه سيشتري هذا الكتاب فور انتهاء الحفل، مضيفًا أنه «ليس المثقف وحده هو من يقع بين سندان السلطة ومطرقة العامة».
وكان وزير الثقافة حلمي النمنم قد وصف مناسبة إعلان جوائز جائزة ساويرس الثقافية، بـ«عيد سنوي بما تقدمه للثقافة المصرية بتقدير الكبار واكتشاف شباب الكتاب، وأنها حافظت على أدائها طوال 12 عاما، وأكد على شفافيتها ونزاهة لجان تحكيمها».
وقالت وزيرة التضامن غادة والي: «أن دور جائزة ساويرس لا يقل أهمية عن محاربة الإرهاب، فيما تقدمه من دعم فكري ومعرفي، مما يقضى على ما يمكننا أن نسميه عشوائيات الفكر، والتي هي أشد خطرا من المناطق العشوائية».
وقال الدكتور محمد أبوالغار، عضو مجلس أمناء جائزة ساويرس، إن «الجائزة تشهد عاما بعد عام إقبالا كبيرا من المتسابقين، مما يؤكد أن الأمل ما زال موجودا وأن الفن والحرية توأمان لا ينفصلان وبدون الحرية لا يوجد فن، ولا بد لمحبي الفن والفنانين والمبدعين أن يقفوا في صف الدفاع عن حرية الفكر والإبداع»، ونعى للحاضرين رحيل المبدع الكبير أبوالمعاطي أبوالنجا.