شهد قصر الاتحادية، الثلاثاء، قمة مصرية جنوب سودانية، جمعت الرئيس عبدالفتاح ونظيره السوداني سالفاكير، بحث خلالها الأوضاع في القارة الأفريقية وجنوب السودان وعملية السلام، وعقد الرئيسان جلسة مباحثات مغلقة أعقبها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، وضمت من الجانب المصري صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وسامح شكري وزير الخارجية، ومصطفي مدبولي وزير الإسكان، وأشرف الشيحي وزير التعليم العالي.
وقال الرئيس عبدالفتاح في كلمته، أود أن أؤكد على المكانة الخاصة لجنوب السودان وأهلها في قلوب المصريين، وعلى العلاقات التاريخية التي تربطنا بشعبها الطيب الكريم، والصلات المتميزة التي تربط بين البلدين، كما أشدد على أن استقرار جنوب السودان وتحقيق السلام فيه هو أولوية رئيسية لمصر.
وأضاف، لقد كانت مصر ثاني دولة تعترف بجنوب السودان عند إعلان استقلالها في 9 يوليو 2011 بعد جمهورية السودان الشقيق، وسعت مصر وتسعى دوماً لتقديم كل ما تستطيع من دعم لجنوب السودان الشقيق في مختلف المجالات.
وتابع، تناولت المباحثات مع الرئيس سالفا كير، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تنخرط مصر بحكم مسؤوليتها تجاه أشقائها في جنوب السودان في دفع عملية التنمية في العديد من الجوانب والمجالات، سواء بالمنح الدراسية في الجامعات المصرية، أو الدورات التدريبية المقدمة من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، أو في مشروعات تنموية مباشرة مثل إنشاء محطات الآبار ورفع المياه، والكهرباء، ودعم قطاع الصحة والمستشفيات بالأدوية والشحنات الغذائية وغيرها.
وأردف، أكدت لأخي الرئيس سلفا كير على مواصلة مصر دعمها لجنوب السودان على مختلف الأصعدة، كما عبرنا عن الرغبة المشتركة في زيادة وفتح مجالات للاستثمار أمام المستثمرين المصريين، خاصة عند استقرار الأوضاع الذي نتمنى أن يتحقق في القريب العاجل إن شاء الله.
وأوضح السيسي، أن اللقاء تطرق أيضاً إلى عملية السلام في جنوب السودان وأهمية الالتزام باتفاق التسوية السلمية الموقع في أغسطس 2015، باعتباره الآلية الأساسية لاستعادة السلم والاستقرار والرخاء لأهلنا في جنوب السودان، وتناولنا سبل تضافر كل القوى لتقديم الدعم لحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية برئاسة الرئيس سالفا كير، لتحقيق هذا الهدف الهام كما تباحثنا في الدور الإيجابي لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان، وقوات الحماية الإقليمية المقرر نشرها تحت مظلة البعثة الأممية، واهتمام مصر بالمشاركة فيها، وذلك في إطار اهتمام مصر بدعم كل ما من شأنه تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان الشقيق، ودعمنا لكافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية لذلك.
وتابع الرئيس السيسي، أشيد بما لمسته من إرادة سياسية قوية لدى الرئيس سالفا كير للعمل على احتواء الصراع الداخلي في جنوب السودان الشقيق، وتنفيذ اتفاق السلام والتعاون مع المجتمع الدولي لتهيئة المناخ لذلك، خاصة على ضوء الآثار الإنسانية والاقتصادية الصعبة لاستمرار أي توترات داخلية ونتائجها على شعب جنوب السودان، كما أكدنا من جانبنا على أهمية أن تكون العملية السلمية وفق اتفاق السلام شاملة لكل المكونات العرقية والقبلية لجنوب السودان، على نحو يعلي الهوية الوطنية لجنوب السودان، ويساعد على منع تصاعد أي أحداث عنف واحتوائها، مع تحمل كافة الأشقاء في جنوب السودان لهذه المسئولية، وقيام المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي بدعم هذا التوجه.
فيما قال رئيس جنوب السودان سيلفا كير، إن هناك 6 آلاف طالب يتلقون التعليم في مصر، مشيرا إلى أن بعض قادة جيش بلاده تخرجوا من مصر، وأنهم «ممتنون لمصر»، واعدًا بإتمام عددا كبيرا من المشروعات.
وأضاف، «كل هذه الأمور إنما هي عمليات لبناء القدرات وسنستفيد منها ونشكر للرئيس السيسى لدعوته لنا في بلدنا الثاني وعلى دعمه لجنوب السودان في مجلس الأمن بالأمم المتحدة»، لافتا إلى أنه كانت هناك أمور تستهدف فرض حظر أسلحة على جنوب السودان، ما كان سيعيق الحكومة عن توفير السلاح وحماية المواطنين، لكنه لن يعيق المتمردين لأنهم يعرفون كيف يحصلون على السلاح.
وتابع سالفا كير، رئيس جنوب السودان، «وفيما يخص اتفاق السلام فأنتم تعرفون إن هناك تقلبات ومنذ أن وقعنا اتفاق السلام مع المعارضة في أغسطس 2015 لم نتحرك نحو جوبا حتى أبريل 2016، ولكننا تحركنا بالقوة بعد ذلك، هذه القوة دفعتنا إليها أشخاص يمثلون أنهم يميلون للسلام، وحاولوا تشكيل حكومة موازية».
وتساءل: «كيف كانت ستسير الأمور بعد ذلك، وعندما جاء يوم 8 يونيو 2016، الذي كنا سنحتفل فيه باستقلالنا كان هذا اليوم الذي دشن فيه ريك مشار هجماته، وهو الآن في جنوب إفريقيا وحاول العودة لكن الدول الإقليمية رفضت عودته»، مشيرًا إلى أن هناك أشخاصا يدمرون بلاده، ومن يعمل على إعاقة عملية السلام في جنوب السودان.
وأكد على أن اتفاقية السلام لن تنهار، مشيرًا إلى أن المتمردين يعقدون اجتماعا الآن يعتمد عليهم فقط، لافتًا إلى أنه لم يكن أحد يرغب في أن تسير الأمور بهذا الشكل بعد أن حصلوا على الاستقلال، وأنهم لا يرغبون في الحرب بل في السلام والتنمية.