x

أرقام صادمة عن صحة الأسنان: 100% من البشر يعانون من أمراض الفم

دراسة حديثة تقترح طريقة تُمكن الأسنان من معالجة نفسها ذاتيا
الثلاثاء 10-01-2017 14:32 | كتب: محمد منصور |
أرقام صادمة عن صحة الأسنان: 100% من البشر يعانون من أمراض الفم أرقام صادمة عن صحة الأسنان: 100% من البشر يعانون من أمراض الفم تصوير : آخرون

يعد التدهور الحادث في الأسنان إحدى المشاكل التي يواجهها البالغون والأطفال على السواء، إذ تُصيب آلام الفم والفك الجميع- في فترة ما من حياتهم- دون أي استثناءات، فحتى مع استخدام فرشاة الأسنان والمستحضرات الطبية المختلفة؛ تتعرض الأسنان للنخر بسبب عوامل الزمن.

وبحسب تقارير نشرها موقع منظمة صحة الأسنان، فإن الحفاظ على صحة الفم واحدًا من ضمن الأمور الأساسية للحفاظ على الصحة العامة، ومهمة لجودة الحياة، إذ إن التدهور الحادث في اللثة أو الأسنان أو الفك قد يؤدي إلى مجموعة من الاضطرابات التي تبدأ بحدوث التقرحات والعدوى وتنتهي بسرطان الفم؛ الذي يعد أحد مسببات الوفاة الرئيسية حول العالم.

ونشرت منظمة الصحة العالمية مجموعة من الأرقام الصادمة حول صحة الفم في العالم حول العالم جاء فيها أن حوالى 90% من أطفال المدارس ونحو 100% من البالغين في جميع أنحاء العالم يُعانون من حفر الأسنان، بسبب نقص مادة الفلوريد، وتشير المنظمة إلى أن نحو 30 % من البالغين في الفئة العمرية من 65 إلى 74 عاماً لا يملكون أسنانًا طبيعية، مشيرة إلى أن نحو 20 % من ذوى الأعمار المتوسطة يعانون من تدهور شديد في اللثة، وقد يفقدون أسنانهم في وقت لاحق.

وتقول المنظمة إن معدلات وقوع سرطان الفم بين حالة واحدة إلى 10 حالات لكل 000 100 نسمة في معظم البلدان، وتشير المنظمة إلى أن معدلات انتشار هذا السرطان أكثر ارتفاعاً نسبياً بين الرجال والمسنين والفئات ذات المستوى التعليمي المتدني والدخل المنخفض. ويُعد التبغ والكحول أهمّ العوامل المسبّبة لهذا المرض.

وسجلت منظمة الصحة العالمية في التقرير المنشور على موقعها الرسمي أن حوالى 40% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما يصابون برضوح في أسنانهم بسبب الملاعب أو المدارس غير المأمونة أو حوادث المرور أو العنف.

ويتعرض نحو 90% من الأطفال المصابين بـ«آكلة الفم» لخطر الموت، وهي آفة تصيب صغار الأطفال الذين يعيشون في فقر مدقع في أفريقيا وآسيا بالدرجة الأولى وتسبب مرض لثوي وخيم يتبعه نخر- موت الخلايا مبكّراً في نسيج حي- الشفتين والذقن. ويعاني الأطفال المصابون بآكلة الفم من عداوى عامة مثل الحصبة وعدوى فيروس الأيدز.

ونشر موقع هيئة الإذاعة البريطانية دراسة حديثة أكدت أن مجموعة من العلماء قالوا إنه من الممكن تقوية الأسنان على نحو يجعلها تعالج نفسها ذاتيا بطريقة تضع حدا لعمليات حشو الأسنان التقليدية، عبر استخدام بعض المواد الكيميائية التي يمكنها تحفيز الخلايا داخل لب الأسنان وعلاج الثقوب الصغيرة التي تتطور لتحدث مشاكل أكبر عبر الزمن وقد تؤدي إلى حدوث نخر الأسنان.

واستخدم العلماء إسفنجة قابلة للتحلل مشبعة بعقار دوائي ثم وضعها داخل تجويف الأسنان، ويعزز الدواء نشاط الخلايا الجذعية في لب الأسنان على نحو أمكنه إصلاح ثقوب بقدر 0.13 ميلليمتر في أسنان الفئران.

وتعتبر تلك الدراسة أحدث طرق علاج الأسنان، فيما تعتقد مجموعة أخرى من جامعة كينغز في إمكانية استخدام الكهرباء لتقوية الأسنان من خلال دفع معادن- معادن مثل الكالسيوم والفوسفات بشكل طبيعي إلى الأسنان- في طبقة مينا الأسنان وتحفيزها عبر استخدام تيار كهربائي صغير لدفعها بعمق إلى داخل الأسنان.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن من عوامل الخطر المرتبطة بأمراض الفم اتباع نظام غذائي غير صحي وتعاطي التبغ وتعاطي الكحول على نحو ضار. علاوة على وجود علاقة مباشرة بين صحة الفم والأمراض المزمنة الرئيسية الأربعة- القلب والسرطان والأمراض التنفسية والسكري- بالإضافة إلى أن تدني نظافة الفم يدخل أيضاً ضمن عوامل الخطر المرتبطة بأمراض الفم.

ويختلف معدل انتشار أمراض الفم حسب المناطق الجغرافية، حسب منظمة الصحة العالمية التي تقول إن الخدمات الخاصة بصحة الفم وإمكانية الحصول عليها قد تحد من الإصابة بتلك الأمراض إذ يتزايد انتشار أمراض الفم في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، كما يُلاحظ، في جميع البلدان، أنّ عبء أمراض الفم أفدح بكثير بين الفئات السكانية الفقيرة والمحرومة.

ويمكن التخفيف من عبء أمراض الفم وعبء الأمراض المزمنة في الوقت ذاته باتخاذ ما يلزم من إجراءات للتصدي لعوامل الخطر المشتركة بينها عن طريق الإقلال من تناول السكاكر وضمان تغذية متوازنة لتجنّب تسوّس الأسنان وفقدانها في مراحل مبكّرة من العمر؛ تناول الخضر والفواكه التي تسهم في الحماية من سرطان الفم؛ الإقلاع عن التدخين والإقلال من تعاطي الكحول للحد من مخاطر الإصابة بسرطانات الفم والأمراض التي تصيب دواعم الأسنان ومن مخاطر فقدان الأسنان، ضمان مستوى مناسب من نظافة الفم؛ استخدام معدات الحماية اللازمة لدى ممارسة الرياضة وقيادة المركبات في الحد من مخاطر إصابات الوجه.

ويمكن توقّي حفر الأسنان بتزويد تجويف الفم بكمية قليلة من الفلوريد على نحو منتظم. حسب منظمة الصحة العالمية التي تقول إن الفلوريد موجود في مياه الشرب المزوّدة به أو في الملح أو اللبن أو محاليل الفم أو معجون الأسنان، وكذلك في أنواع الفلوريد التي تُستخدم لأغراض مهنية أو لأغراض المضمضة. ويسهم تعريض الأسنان لكمية مثلى من الفلوريد على المدى البعيد في تخفيض عدد حفر الأسنان لدى الأطفال والبالغين على حد سواء.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن معظم أمراض الفم تحتاج رعاية للأسنان من قبل مهنيين متخصصين. غير أنّ نسبة اللجوء إلى خدمات صحة النفس لا تزال، نظراً لمحدودية تلك الخدمات وفرص الحصول عليها، منخفضة بشكل ملحوظ بين المسنين وسكان المناطق الريفية والفئات ذات الدخل والمستوى التعليمي المتدنين. كما يُلاحظ انخفاض مستوى التغطية بخدمات رعاية الفم في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
يطرح علاج المشاكل التقليدية التي تصيب الأسنان عبئاً اقتصادياً فادحاً على عاتق الكثير من البلدان ذات الدخل المرتفع، حيث تستأثر صحة الفم بنحو 5% إلى 10% من مجموع النفقات الصحية العمومية. أمّا في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل فإنّ البرامج العمومية لصحة الفم لاتزال نادرة. ويمكن، باتخاذ تدابير فعالية في مجالي الوقاية وتعزيز الصحة، تلافي التكاليف الباهظة المرتبطة بعلاج الأسنان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية