x

ثوار ليبيا يحاصرون مسقط رأس القذافي ويتوعدون بـ«محاسبة» حكومة الجزائر

الأحد 28-08-2011 21:31 | كتب: أ.ف.ب |
تصوير : اخبار

أكد المتحدث العسكري باسم الثوار الليبيين، في مؤتمر صحفي، عقده بمدينة بنغازي، مساء الأحد، أنه ينبغي«محاسبة» الجزائر على موقفها من ثورة ليبيا. وميدانيا حقق الثوار تقدما كبيرا في اتجاه سرت في شرق البلاد، آخر معقل كبير لمعمر القذافي، حيث فرضوا عليها حصارا مشددا.

وقال العقيد أحمد عمر باني :«لقد اثبتنا للعالم أننا نستحق الاعتراف بنا والدول الكبرى قامت بذلك، أما الآخرون فلا ننتظر اعترافهم..سيأتي يوم يحاسبون فيه على موقفهم حيال الثوار»، في إشارة إلى الجزائر.

ولم تعترف الجزائر التي تتقاسم حدودا طويلة مع ليبيا، بالمجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار، ولم تبادر رسميا الى طلب تنحي معمر القذافي.

لكن الجزائر قامت بتجميد أرصدة عائلة القذافي والقريبين منه بناء على طلب الأمم المتحدة.

وأضاف باني «نحن نميز بين الشعب الجزائري العظيم والحكومة الجزائرية.. لقد اعترف بنا الجزائريون كمقاتلين من أجل الحرية وكمحررين لبلادنا». وتابع «يعلم الجزائريون أن هناك مقابر لليبيين في الجزائر سقطوا إلى جانب الجزائريين خلال معاركهم من أجل الاستقلال».

وفي أول رد فعل رسمي بعد تمكن الثوار الليبيين من دخول طرابلس في 21 أغسطس، أعلن الناطق باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني أن الجزائر تواصل التزام «الحياد التام» رافضة التدخل «بأي صفة كانت في الشؤون الداخلية لليبيا».

ونفت الجزائر «بشكل قاطع»، مساء السبت، خبر مرور موكب من السيارات المصفحة على متنها عائلة القذافي، كما سبق أن ذكر مصدر في المجلس العسكري الليبي لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية.

حصار سرت

ميدانيا، حقق الثوار الليبيون حتى مساء، الأحد، تقدما كبيرا في اتجاه سرت في شرق البلاد، آخر معقل كبير للعقيد المخلوع معمر القذافي، لكنهم تعرضوا لهجوم عنيف من قوات العقيد في إحدى القرى غربي البلاد.

وبعد سلسلة انتصارات في الغرب، أعلن الثوار الأحد سقوط مدينة بن جواد في الجبهة الشرقية على بعد 140 كلم شرق سرت، وهي منطقة حاولوا مرارا السيطرة عليها في بداية النزاع دون جدوى.

وباتت سرت مسقط راس القذافي الذي قد يكون لجأ اليها، محاصرة من جانب قوات الثوار التي أتت من بنغازي، وتمركزت على التوالي على بعد 130 كيلو متراً من المدينة.

وتحدثت مصادر عدة عن مفاوضات تجري مع زعماء القبائل في سرت بهدف تسليم المدينة، لكن متحدثا باسم الثوار نبه إلى أن هذه المفاوضات «لن تستمر إلى ما لا نهاية، وفي حال عدم التوصل الى اتفاق سريع سيتم اللجوء الى الحل العسكري».

وفي الغرب، نصبت قوات القذافي كمينا للثوار في قرية رقدلين على بعد ستين كلم شرق الحدود التونسية. وطوال بعد الظهر، كانت قوات القذافي تطلق قذائف الهاون والصواريخ فيما يرد الثوار بالمدفعية الثقيلة.

في هذا الوقت، كانت وحدة من المقاتلين تستعد للتوجه إلى الصحراء الجنوبية بهدف قطع الطريق المؤدية إلى الجزائر أمام قوات القذافي الفارة.

واستهدفت قوة أخرى للثوار، قرية بن وليد على بعد 100 جنوب شرق طرابلس، وهي معروفة بولائها للقذافي واتجهت اليها السبت قافلة لقوات الزعيم الليبي تضم ما بين 60 إلى 80 آلية عسكرية.

50 ألف مفقود

من جهة أخرى، أعرب الثوار عن قلقهم حيال مصير نحو 50 ألف شخص اعتقلوا منذ بداية الثورة الليبية التي انطلقت في 17 فبراير الماضي، ولا يزال مصيرهم مجهولا حتى الآن.

وفي بنغازي، صرح العقيد أحمد عمر باني المتحدث العسكري للثوار أنه تم تحرير أكثر من 10 آلاف سجين من معتقلات نظام القذافي منذ دخول الثوار طرابلس، لكن قرابة 50 ألفا أخرين لا يزالون في عداد المفقودين.

وأعرب باني عن قلقه على مصيرهم، في حين «يكتشف العديد من سكان طرابلس في هذه الأثناء مقابر جماعية في محيط مراكز الاحتجاز السابقة وسجن أبو سليم».

وأضاف :«نأمل أن يكون القذافي لا يزال في ليبيا لنستطيع إنقاذ العالم من هذه الحشرة»، وذلك بعدما رصد الثوار مكأفاة بقيمة 1.7 مليون دولار لكل من يساعد في اعتقال القذافي حيا أو ميتا.

خميس القذافي

من جهة أخرى، أعلن الثوار أن أحد أبناء القذافي، خميس، قد يكون قتل، السبت، في مواجهات عسكرية. وأعلن مقتل خميس القذافي مرارا منذ بدء النزاع من دون تأكيد هذا الأمر.

وفي العاصمة يبدو أن الحياة بدأت تعود الى طبيعتها بعد ستة أشهر من انتفاضة مسلحة دامية على حكم القذافي الذي استمر 42 عاما، غير أن أصوات إطلاق رصاص متقطع سمعت مساء السبت.

ويعمل الثوار على عجل لاستعادة المرافق في العاصمة ويوجهون مناشدات للمساعدة، في الوقت الذي حثت فيه جامعة الدول العربية في وقت مبكر من يوم الأحد، مجلس الأمن الدولي على الإفراج عن مليارات الدولارات من الأرصدة الليبية المجمدة.

وقال مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن 70 % من المنازل في وسط طرابلس لا تتوافر فيها مياه الاستخدام المنزلي بسبب الأضرار التي لحقت بالشبكة، غير أنه يتم توزيع مياه الشرب من المساجد. وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوي انفجارات وأصوات نيران رشاشات في طرابلس مساء السبت.

استعدادات تونسية

من جانبها، عاودت تونس فتح معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا بعدما أغلقته لستة أيام، وفق ما أوردت وكالة الأنباء التونسية الرسمية.

وكان معبر رأس جدير قد أغلق الإثنين الماضي، من الجانب التونسي لـ«تفادي تسلل مسلحين»، حيث لم تسمح السلطات التونسية إلا للجرحى والحالات الإنسانية بدخول الأراضي التونسية.

وأعلنت وزارة الداخلية التونسية، صباح الأحد، اعتقال ليبي موال للقذافي وثلاثة تونسيين في جنوب شرق البلاد، متهمين بالتخطيط لهجمات ضد الثوار الليبيين الذين لجأوا إلى تونس.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية