أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن سفن مزودة بصواريخ تابعة لسلاح البحرية ستنتشر قبالة شواطئ قطاع غزة مساء اليوم بهدف اعتراض قافلة السفن الدولية التي تسعى لكسر الطوق الامني المفروض على القطاع ومنعها من الوصول الى الشاطئ.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن المصادر اعرابها عن اعتقادها بان قافلة السفن ستصل الى هذه المنطقة خلال ساعات الليل وذلك رغم تضارب الانباء الواردة من نقطة التقاء السفن المشاركة في القافلة جنوبي قبرص.
وكان منظمو أسطول الحرية المتجه الي غزة اكدوا أنهم لا يستبعدون أن يكون هناك عمل تخريبي وراء تعطل اثنتين من سفن الأسطول التسع أمس الجمعة.
وحسب المنظمين اليوم السبت فإنه من غير المرجح أن تواصل هاتان السفينتان اللتان تحملان المتضامنين مع سكان قطاع غزة ضمن أسطول الحرية رحلتهما ضمن الأسطول بسبب تعطل نظام التوجيه الهيدروليكي بهما في "ظروف غامضة".
ولم يستبعد المنظمون وجودعمل تخريبي وراء هذا العطل خاصة وأن الفحص الفني الذي خضعت له السفينتان قبل انطلاقهما باتجاه قطاع غزة أكد سلامتهما.
كان «أسطول الحرية» الذي يضم العديد من السفن التي تهدف لكسر الحصار على قطاع غزة، انطلق اليوم السبت وذلك بعد أن حالت التهديدات الإسرائيلية وبعد العيوب الفنية دون انطلاقه أمس مثلما كان مقررا.
وقالت «اودري بومسي» من حركة «غزة الحرة» التي نظمت الحملة "لقد غيرنا الاحداثيات مرتين لأنه تردد أن اسرائيل هددت باحتجاز السفينة التركية، ولذلك قررنا تأجيل انطلاق كل السفن"، مضيفة "وهذا يعني تاجيل كل شيء يوما واحدا لأن تغيير الإحداثيات يستغرق وقتا .. كما واجه أحد القوارب مشكلات فنية ولذلك اضطررنا الى نقل الركاب منه الى قارب تركي".
وتلتقي سفينتا شحن و7 قوارب صغيرة في المياه الدولية قبالة جزيرة قبرص محملة بآلاف الأطنان من الإمدادات ومئات المسافرين لتبحر الى غزة على الرغم من التهديدات الاسرائيلية باعتراض «اسطول الحرية» الذي يحمل مساعدات الى القطاع المحاصر.
وقال المنظمون إن السفينة الثانية التي تحمل اسم «ريتشل كوري» (ناشطة أمريكية قتلتها الجرافات الإسرئايلية) غادرت ايرلندا إلا أنها ستتأخر وستتجه إلى غزة بشكل منفصل.
وقالت «بومسي» إن "الحكومة القبرصية لا تريدنا أن نغادر إلى غزة من قبرص. واعتقد انها تعرضت للضغوط"، مؤكدة أنه تم كذلك الغاء خطة بنقل نحو 26 نائبا من جنسيات مختلفة من قبرص الى السفن. واكدت بومسي ان المجموعة ستحاول الان نقل النواب من "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة، ولكن بدون النواب من اليونان وقبرص اللتين تعتبران تلك الجمهورية كيانا غير قانوني.
وقال الدكتور «محمد البلتاجي» أمين العلاقات بالكتلة البرلمانية للإخوان بمجلس الشعب والمشارك في القافلة في اتصال هاتفي لـ«المصري اليوم» أن المنظمين اتفقوا على تأجيل الانطلاق الى القطاع بعد تاخر عدد من المشاركين في الالتحاق بالقافلة صباح أمس، فأختار المشاركون أن يأجلوا دخولهم للقطاع حتى يكون الدخول في وضح النهار وليس ليلا، مشيرا الا أنهم مصرون على الدخول الى القطاع، وأضاف أن تحديهم للتهديدات الاسرئيلية لا يعني قيامهم بأي اعمال عنف، مؤكدا على "سلمية" تحركات القافلة.
وأضاف «البلتاجي»: هدفنا الوصول الى باقي القطاع وفي حالة منعنا، سيتم تكرار التجربة لحين كسر الحصار الظالم المفروض على القطاع.
وعلى صعيد متصل، دعت وزيرة الخارجية في الاتحاد الاوروبي «كاثرين اشتون» إلى الانهاء الفوري للحصار الاسرائيلي على قطاع غزة، في الوقت الذي تستعد مجموعة من السفن التي تحمل مساعدات للتوجه الى القطاع رغم الحصار، مضيفة في بيان لها أن "سياسة الاغلاق المستمرة غير مقبولة وتاتي بنتائج عكسية من الناحية السياسية".
كما دعت فرنسا اسرائيل الى "المسارعة الى رفع الحصار" عن غزة عملا بقرار للامم المتحدة فيما تستعد سبع سفن محملة بالمساعدات للتوجه الى القطاع الفلسطيني، وقال المتحدث باسم الخارجية «بيرنار فاليرو» "ما زالت فرنسا قلقة حيال الوضع الانساني في قطاع غزة وتحث على على تطبيق احكام القرار الدولي رقم 1860 بالكامل"، وذلك في لقاء صحافي حول العملية الانسانية التي وصفتها اسرائيل بانها "استفزاز سياسي اعلامي".