تحمل قسماته ملامح شاب فى العشرينيات، بدأ ارتباطه بالعمل الدعوى منذ أن كان طالبا بكلية التجارة جامعة أسيوط، وكان له نشاط بارز فى هذا المجال، تنتمى أصوله إلى محافظة المنيا، التى لم يعش فيها طويلا، إذ انتقل منها بعد إنهاء دراسته إلى القاهرة ليقيم فى حى عين شمس، وكان مسؤولا عن الجماعة فى العاصمة فى الفترة من 1984 إلى 1987.
هو محمد شوقى الإسلامبولى، شقيق خالد الإسلامبولى المتهم الأول فى قضية مقتل السادات، والعائد إلى القاهرة بعد 20 عاما من الترحال خارج الوطن، جاب خلالها العالم متنقلا ما بين أفغانستان وباكستان وتركيا وإيران، ولم يستطع تجسيد حلم شقيقه بإقامة الدولة الإسلامية، ليعود على متن طائرة خاصة من دبى محمولا، فحالته الصحية دليل على المعاناة التى عاشها فى الغربة طيلة هذه السنوات.
ترك الإسلامبولى أثرا لا ينسى فى شقيقه الأصغر خالد، فكان وراء التزامه سواء الأخلاقى أو التنظيمى داخل الجماعة الإسلامية، وكان محركا لـ«خالد» نحو العمل الجماعى من خلال الجماعة التى نشأ وترعرع بداخلها منذ كان طالبا جامعيا.
كان الإسلامبولى ملهما لأخيه، قاتل السادات، كونه الشقيق الأكبر والقدوة الذى سبقه فى الانتماء التنظيمى والالتزام داخل الجماعة الإسلامية، وربما يكون المحرض الأول على الإسراع بعملية مقتل الرئيس الراحل تم إلقاء القبض عليه ضمن قرارات التحفظ التى شملت أغلب قيادات الحركة الإسلامية فى سبتمبر 1981، وهو ما دفع شقيقه خالد إلى تنفيذ عملية قتل الرئيس الراحل.
لم يخرج محمد شوقى الإسلامبولى من سجنه بعد التحفظ عليه، فقد ظل معتقلا طيلة ثلاث سنوات، ليخرج فى 1984، ليمارس العمل الدعوى مسؤولا عن محافظة القاهرة حتى 1987، تم اعتقاله والتحقيق معه خلال هذه الفترة عشرات المرات، خاصة أن كل قيادات الجماعة كانت خلف القضبان.
خرج محمد شوقى الإسلامبولى من البلاد بعد مطاردات طويلة مع أجهزة الأمن، رغم أنه لم يكن له دور عسكرى ضمن الجناح المسلح للجماعة، لسببين أولهما نشاطه الدعوى وثانيهما أنه شقيق خالد، الذى نفذ عملية مقتل الرئيس الراحل، وعاش كرحالة فى بلاد العالم متنقلا بينها جميعا إلا مصر، إذ سافر إلى السعودية ومنها إلى باكستان ثم أفغانستان ثم عاد إلى باكستان عندما اشتدت ضربات الأمريكان الجوية على أفغانستان فبحث مع زملائه عن ملاذ، وعندما نشطت القوات الأمريكية ومعها المخابرات الباكستانية فى تعقب بعض المجاهدين لم يجد بدا من السفر إلى إيران، وقضى 8 سنوات هناك ما بين السجن والإقامة الجبرية.
يعد الإسلامبولى، أحد القلائل من قيادات الجماعة الذى أجمعت عليه الجماعة أفرادا وقيادات بسبب تورعه وخلقه وحضوره، ويعرف عنه، فضلا عن ذلك، أنه كان تنظيميا لا يخالف ما يؤمر به.