«تكنولوجيا في متناول الجميع» هذا هو الشعار الذي ساد في عام 2010 الماضي في مجال التكنولوجيا وبالأخص في قطاع الكمبيوتر.
وانتشرت بداية العام الماضي فئة أجهزة كمبيوتر «نت بوك» NetBookبغزارة وسط المستخدمين، للدرجة التي دفعت العديد من الشركات أمثال «هيوليت باكارد» HPللخوض في إنتاج تلك النوعية بالرغم من سيطرة شركات مثل «أسوس» Asusو«آسر» Acerعليها. كان ما سبق هو ما يحدث أوائل العام الماضي وبالتحديد حتى شهر أبريل الماضي عندما تم طرح «الحلقة المفقودة» بين الهاتف الذكي وجهاز الكمبيوتر من شركة أبل الأمريكية وهو جهاز «آي باد» iPad.
جهاز iPadهو جهاز كومبيوتر محمول من نوع tabletيطلق عليه بالعربية كمبيوتر لوحي لأنه جهاز صغير بلا لوحة مفاتيح وتستخدم أصابع اليد للكتابة على شاشته مباشرة. وهو مزود بشاشة تعمل باللمس قياس 9.7 بوصة بدرجة نقاء 768 × 1024 بكسل مزودة بتقنية LED backlit multi-touchالتي تضمن أفضل سطوع ورؤية للشاشة من مختلف زوايا النظر إليها. الجهاز يمكنه الدخول على شبكات المحمول من الجيل الثالث 3Gلاستخدام خصائصها في نقل البيانات فقط وليس لإجراء المكالمات، وهو مزود بمعالج Apple A4بقوة 1 جيجا هيرتز يحقق أعلى درجات الاستخدام وفي نفس الوقت موفر جدا في ستخدام الطاقة، ويساعد المعالج في أدائه ذاكرة من نوع RAMبحجم 512 ميجا بايت. الجهاز يعمل بنظام تشغيل آبل والإصدار الحالي لنظام التشغيل هو OS 4.2.1..
وفي حوار مع جريدة «وول ستريت جورنال» قال «برايان دان»المدير التنفيذي لمتاجر«بست باي» Best Buyحول الأثر على سوق أجهزة الكمبيوتر بعد طرح آي باد، حيث قال إن الكمبيوتر اللوحي وتحديداً «آي باد» iPadأثر سلبياً على مبيعات جميع أجهزة الكمبيوتر بمختلف أنواعها حتى الكمبيوتر الشخصي وأيضا أجهزة الـلاب توب، وهو ما يبدو واضحاً في مبيعات هذه الأجهزة في المتجر. وأكد أن الأثر تعدى شركات إنتاج الكمبيوتر ليصل للشركات المنتجة للبرمجيات، حيث أصبح iPadبمثابة صداع في رأس شركة مايكروسوفت التي تعد أكبر شركة مطورة لبرمجيات الكمبيوتر الشخصي عالمياً ويقلقها ظهور نوع جديد من الأجهزة يسحب البساط من تحت جميع أجهزة الكمبيوتر، خصوصاً أن أجهزة الكمبيوتر اللوحية لن تعتمد على أنظمة ويندوز إلا في أندر الحالات.
في الحقيقة لا يمكن انكار النجاح الذي حققه جهاز iPadمنذ لحظة ظهوره في الأسواق، حيث سجل مبيعات بلغت ثلاثة ملايين جهاز في أول 80 يوما من طرحه متغلباً على مشغل أسطوانات الـ DVDالذي نال لقب الجهاز الإلكتروني الأسرع انتشاراً بين الأجهزة الإلكترونية باستثناء الهواتف ببيع 350 ألف جهاز في السنة الأولى.
وكانت دراسة أخيرة لمؤسسة Bernsteinللأبحاث أكدت أن معدل شراء أجهزة iPadسيكون الأعلى على الإطلاق متوقعاً أن يستقر المعدل على 4.5 ملايين جهاز في الربع السنوي الواحد.
ومن ناحية القيمة المادية فإن مؤسسة Bernsteinأشارت إلى أن مبيعاته ستبلغ العام المقبل نحو تسعة مليارات دولار ليتفوق على الهواتف المحمولة وأجهزة الألعاب.
وكان من أبرز ما صاحب ظهور الجهاز هو ظهور العديد من التقنيات الجديدة التي تعمل عليه مثل تطوير غشاء حماية رقيق يوضع على شاشات «آي باد» يسمح للمستخدمين بمشاهدة أنواع معينة من المواد ثلاثية الأبعاد دون أن يكونوا في حاجة لاستخدام نظارات خاصة.
وحتى آخر العام ظل جهاز آي باد هو محور الأحداث الهامة التكنولوجيا لعام 2010، فقد أشار استطلاع نشر مؤخرا من قبل رابطة الفيديو البريطانية شمل نحو 2000 شخص، إلى أن أجهزة «آي باد» ومنصات الألعاب الإلكترونية ومشغلات MP3هي الهدايا التي يرغب الناس في تلقيها في أعياد ميلاد 2011.
من ناحية أخرى، بدأت التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد في الانتشار منذ بداية عام 2010. ويبدو أن تطورها ودمجها في بقية الأجهزة في الأعوام القادمة سيكون هو التطور الطبيعي لها. ففي مجال التليفزيونات أعلنت شركة «إل جي الكترونيكس» الكورية الجنوبية ثاني أكبر منتج في العالم لأجهزة التليفزيون من حيث الصادرات، أنها تستعد لتقديم جهاز تليفزيون بشاشة عرض LEDبحجم 72 بوصة ومجهز بالتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد. كما أعلنت شركة «نينتيندو» اليابانية عن طرحها لجهاز ألعاب محمول 3DSيعمل بتقنية الأبعاد الثلاثية دون الحاجة لنظارات ولكنها لم تغفل أن تؤكد على ضرورة حماية منع الأطفال من التعرض لجهازها لفترة تزيد عن 30 دقيقة لحماية نمو النظر عند الأطفال كما أكدت أن نفس التقنية من الممكن أن تؤثر سلبا على الكبار أيضا.
