x

آخر ليالى اعتصام السفارة: الأعداد تتراجع.. وانقسام حول البطل الحقيقى لـ«موقعة العلم»

تصوير : محمد هشام


انخفضت أعداد المعتصمين أمام السفارة الإسرائيلية، لتصل إلى العشرات فى الليلة التاسعة للاعتصام، السبت، وحاول أحد ضباط الجيش إقناع الشباب بفض الاعتصام، مؤكداً لهم أن المجلس العسكرى يعرف مطالبهم ويدرسها ويناقشها مع القوى السياسية المصرية من أجل اتخاذ موقف، وأنه لا نية للتدخل بالقوة لفض الاعتصام. من جانبهم، رفض الشباب التحاور مع الضابط، مرددين هتافات «يا مشير ساكت ليه بعد سينا فاضل إيه».


وأدى المتظاهرون صلاة العشاء والتراويح، أمام مقر السفارة،ثم عاودوا الهتاف بعد الانتهاء مباشرة من الصلاة والدعاء للجنود المصريين الذين استشهدوا على الحدود الإسرائيلية. وغابت الصواريخ والشماريخ، عن الحضور فى أول ليلة يقضيها الشباب بعد «مليونية طرد السفير».


وفى حوالى الحادية عشرة والنصف، بدأ باعة الجرائد يتوافدون على مقر الاعتصام، وانقسم المعتصمون بين مصدق ورافض للخبر المنشور فى «المصرى اليوم»، الذى يكشف الشخصية الحقيقية لمتسلق مبنى السفارة الإسرائيلية، وبطل «موقعة العلم» وأنه يدعى «مصطفى كامل» وليس «أحمد الشحات»، وتحول الاختلاف إلى مشادات كلامية، كادت تطور إلى اشتباكات لولا نجاح بعض العقلاء فى تهدئة الجانبين.


وبعد دقائق من هذه الواقعة انتشرت شائعة حول رفع إسرائيل دعوى قضائية دولية ضد «أحمد الشحات»، تتهمه فيها بإهانة الدولة العبرية، لتنكيسه العلم الإسرائيلى، وتفاعل المعتصمون مع هذه الشائعة، واقترح بعضهم تحرير محضر فى أقرب قسم شرطة، لإثبات أنهم حرضوا «الشحات» على إنزال العلم.


وأكد مقترحوا الفكرة، أن هذا المحضر سيمنع محاكمة «الشحات» دوليا، لأنه سيثبت أنه نكس العلم تحريضاً من الشعب، وبالتالى لن يستطيعوا مقاضاة الشعب كله، ولقى الاقتراح قبولا من عدد كبير من المتظاهرين، الذين رددوا هتافات «احنا احنا حرضناه.. والشعب المصرى كله معاه» و«كلنا الشحات.. كلنا الشحات».


وأثناء ترديد الهتافات، سقط شاب يدعى محمد عبدالباسط، مغشياً عليه، من أثر الانفعال، وحاول عدد من المتظاهرين إسعافه برش الماء على وجهه، الا أنه لم يفق، وهو ما تسبب فى حالة مؤقتة من الذعر، انتهت بنجاح أحد المارة فى إفاقة «عبدالباسط»، وحضرت سيارة الإسعاف بعد أن عاد إلى الهتاف «تسقط تسقط إسرائيل». وبعد فترة من الهتاف، بدأ المعتصمون فى تشكيل حلقات نقاشية حول الموقف المصرى، وطبيعة التعامل مع إسرائيل فى المرحلة المقبلة، ثم توجهوا الى عربة «الفول» المتواجدة بجوار اعتصامهم ليتسحروا، ثم عادوا الى النقاش مرة أخرى وهم يحملون أكواب الشاى. وعلى بعد خطوات من حلقات النقاش السياسى، جلس أحد الشباب يقرأ فى المصحف على ضوء أحد الأعمدة الكهربائية، نظرا لانقطاع الكهرباء عن منطقة الاعتصام لليوم الثانى على التوالى، وظل يقرأ القرآن حتى الثالثة صباحا، وقطع الشاب تلاوته للقرأن وذهب سريعا ليفض اشتباكاً وقع بين المعتصمين، وشاب ملتح جاء ليطالبهم بحمل السلاح والتوجه الى الحدود بدلا من الهتاف الذى لم يعد يحل شيئاً.


وجاء أذان الفجر ليضع حدا للنقاشات والهتافات والاختلافات، وفيما توجه عدد من المعتصمين للصلاة فى المسجد، أدى آخرون الصلاة أمام مقر السفارة، وبعد الانتهاء من الصلاة، جلسوا ليقرأوا القرآن، وذهب بعضهم للنوم فى مسجد الرحمن المواجه للسفارة الإسرائيلية. وبحلول الثامنة صباحا، خلت المنطقة من المعتصمين، وتبقت قوات الشرطة العسكرية ولافتات المطالب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية