x

رواج تجاري في جوبا مع الاستفتاء

الإثنين 10-01-2011 11:05 | كتب: أ.ش.أ |

 

شهدت أسواق جوبا انتعاشا اقتصاديا لم يسبق له مثيل، تزامنا مع الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان الذي بدأ الأحد ويستمر حتى 15 يناير 2011.

وشهدت سوق الملابس المعروفة باسم «الكونجو كونجو» انتعاشا غير عادى. ويرجع السبب فى ذلك إلى أن مئات من الصحفيين والمراقبين الدوليين جاءوا إلى المدينة إما بملابس شتوية أو ملابس خريفية على اعتبار أن طقس جوبا فى هذا الوقت من العام لن يكون حارا، ولكنهم فوجئوا بأن الطقس حار جدا حيث تتجاوز درجات الحرارة الثلاثين بالإضافة إلى أن أشعة الشمس حارقة.

ودفع ذلك الصحفيين والمراقبين إلى التوافد على هذه السوق المتواضعة لشراء قمصان صيفية و«تي شيرتات» وقبعات لدرجة أن ذلك قفز بأسعار هذه المستلزمات لأكثر من ثلاثة أمثال سعرها الحقيقى.

ونظرا لأن معظم فنادق جوبا المتواضعة لا تقدم سوى وجبة واحدة هى الإفطار فإن انتعاشا آخر شمل محلات البقالة الصغيرة التى تكتظ أرففها بمعلبات لأغذية محفوظة جميعها مستورد من أوغندا.

ويقبل الإعلاميون على تأمين احتياجاتهم الغذائية من هذه البقالات من مياه ومعلبات وسجائر وغيرها، وهو ما أحدث حالة من الرواج التجارى لها وأدى إلى رفع أسعار هذه السلع بصورة مبالغ فيها.

ولم يكن قطاع الاتصالات بمنأى عن هذا الرواج والبحبوحة المؤقتة، حيث يقبل الصحفيون والإعلاميون على شراء كروت الشحن نظرا لأنه لا يوجد أى مركز صحفى لتغطية وقائع الاستفتاء، ولا أى تجهيزات تساعد المراسلين على إرسال تقاريرهم الصحفية إلى مؤسساتهم فى كل أرجاء العالم.

ويوجد بالسودان عدد من شبكات الاتصال أبرزها «زين» و«إم تى إن». وتباع هذه الكروت فى أكشاك صغيرة فى جوبا يشرف عليها صبية قد يدورون بها أحيانا مثل الساندويتشات على طاولات خشبية صغيرة بالقرب من تجمعات الصحفيين.

وعن وسائل النقل فحدث ولا حرج فـ«البودا بودا» التى هى عبارة عن دراجات نارية صغيرة كانت تستخدم فى نقل مواطنى المدينة من مكان إلى آخر- أصبحت بالطلب ويقبل عليها المراسلون الأجانب بالذات كنوع من البهجة والتسلية، إلا أن هذه الوسيلة تنطوى على الكثير من المخاطر حيث يقودها صبية صغار يتسببون بتهورهم فى حوادث يومية ورغم ذلك فإن مالكيها يحققون أرباحا طائلة هذه الأيام بسبب تكدس الصحفيين والإعلاميين فى المدينة وعدم توافر وسائل النقل التى يمكن أن تستوعبهم.

أما الوسيلة الأخرى، فهى سيارات على أعلى مستوى من الفخامة يملكها أفراد ويعملون عليها بالطلب ويتم تحديد السعر بالاتفاق بين الزبون وصاحب السيارة، وتصل تكلفة الانتقال الواحد الى أقرب مسافة مايعادل عشرة دولارات.

ويدرك أهل جوبا أن هذه الطفرة وهذا الرواج التجارى هو رواج مؤقت سينتهى بانتهاء عملية الاستفتاء وإعلان النتائج، إلا أنهم يأملون فى أن السنوات المقبلة ستحقق المزيد من الرواج لجنوب السودان بالنظر إلى الاستثمارات الضخمة التى تنتظره فى مجالات البترول والثروة المعدنية والزراعة إذا ما أسفرت نتيجة الاستفتاء التى ستعلن فى الأسبوع الأول من فبراير المقبل عن الانفصال وقيام دولة جديدة.

وأوغندا أكبر المستفيدين من انفصال جنوب السودان عن شماله نظرا لأن تجارة الجنوب كلها تعتمد على الاستيراد من أوغندا لدرجة أن حجم واردات جنوب السودان من أوغندا بلغ العام الماضى نحو خمسة مليارات دولار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية