x

نواب وثوار من اليمن في ندوة «المصري اليوم»: عودة صالح تعني حرباً أهلية

الأحد 28-08-2011 21:14 | كتب: أحمد محجوب |

على مائدة «المصري اليوم» اجتمعوا.. نواب وثوار من اليمن يحكون عن ثورة 3 فبراير التي لا تزال نهايتها مفتوحة، ويشرحون كيف ثار الشعب اليمني بعد 33 عاما من حكم صالح، الذي غادر مصابا إلى الرياض بعد استهداف قصره وانشقاق جيشه.

حضر الندوة البرلماني علي عشال، النائب عن حزب الإصلاح الإسلامي، وأحد الوجوه البارزة في تجمع أحزاب اللقاء المشترك، أكبر تجمع معارض يمني، والبرلماني علي المعمري، النائب عن حزب المؤتمر الحاكم، الذي استقال من الحزب وانضم للثوار مشكلا مجموعة «البرلمانيون الأحرار»، والدكتور مروان الغفوري، الناشط اليمني وأحد الوجوه البارزة لشباب الثورة اليمنية، ليفتحوا دفتر الثورة اليمني وكيف بدأت، وخطط الثوار في المستقبل، واحتمالات عودة صالح للبلاد.. فإلى تفاصيل الندوة.

«المصري اليوم»: المعارضة اليمنية كانت باستمرار تطرح  رؤى إصلاحية، لكن لم تتحدث طيلة 33 عاما هي فترة حكم صالح عن الثورة، فهل تجاوزكم الشباب بثورتهم؟

النائب علي عشال: الحياة الحزبية في اليمن كانت منتعشة لحد ما، ورغم كل التضييق، كانت هناك منذ 1990 مع الوحدة اليمنية، أحزاب لها امتداد حقيقي، والحزب الحاكم خاض جملة حوارات استمرت 6 أعوام بلا جدوى، حتى جاءت الانتخابات الرئاسية التي نافس فيها المهندس فيصل بن شملان، مدعوما من المعارضة، الرئيس صالح.

في تلك الفترة كانت الانتخابات، وما حدث فيها كان علامة فارقة في التاريخ السياسي اليمني الحديث، فما رافق الحملات من نزول للجماهير، شعرت السلطة أن الأرض تميل من تحتها، واعتقد أن الانطلاقة الحقيقية لفكرة تغيير النظام جاءت من هنا، فانتعشت أشواق اليمنيين للتغيير.

عيد ميلاد الثورة

«المصري اليوم»: وماذا بعد 6 أعوام من الحوارات؟

النائب علي عشال: كانت الظروف قد أنضجت شروط الثورة في اليمن، وقبل ثورة تونس، سخر البعض، حتى داخل ائتلاف أحزاب اللقاء المشترك الذي يمثل غالبية أطياف المعارضة، من تحذير رئيس الحوار الوطني من أنه سوف يدعو الشعب لـ«هبة شعبية».

«المصري اليوم»: كيف جاءت الشرارة الأولى؟

النائب علي عشال: لم تمر سوى 3 أسابيع على دعوة الهبة، حتى جاءت ثورة تونس لتلفت انتباه الجميع، ثم ثورة مصر بزخمها الهائل في الحقيقة، ليخرج الشارع اليمني بشكل عفوي، ثم تبعته القوى السياسية.

«المصري اليوم»: من أطلق الدعوة ؟

مروان الغفوري: كانت دعوة أحزاب اللقاء المشترك بالأساس، لكن كانت هناك أجواء ثورة بسبب الفساد والقهر والتوريث، والجميع يتوقع أن شيئا ضخما سوف يحدث، لدرجة أنه إذا تشاجر شاب مع شرطي مرور يتوعده قائلا: موعدنا الخميس القادم في الميدان.

«المصري اليوم»: باعتبارك كنت نائبا في الحزب الحاكم، وكنت نائبا عنه.. كيف كان حزب المؤتمر يفسر لنفسه ولجمهوره ما يحدث؟

النائب علي المعمري: هذا الحزب لم يكن الحزب الحاكم.. لكنه كان حزب الحاكم، ومن يصدر القرار أفراد منذ خارج الحزب الحاكم أصلا، فالحزب لم يكن صاحب قرار، وبالتالي البلاد تدار من خارج الحزب أصلا بمعرفة مجموعة صغيرة من الأشخاص.

«المصري اليوم»: مثل من؟

طبعا الرئيس وأبناء الرئيس، والحرس القديم في النظام، والممسكين بجهاز الأمن. وأنا كنائب في الكتلة البرلمانية في الحزب ومعي 240 نائبًا من الحزب نفسه، لم يحدث في يوم من الأيام أن كنا أصحاب قرار.

«المصري اليوم»: متى قررت أن وضعك كنائب ينتمي لحزب الرئيس يجب أن ينتهي؟

النائب علي المعمري: باستمرار كانت لدي وجهة نظر مختلفة في جميع القضايا التي تطرح في البرلمان رغم وضعي كنائب عن حزب المؤتمر الشعبي، لكن مع التعديلات الدستورية، وقضية فتح فترات الرئاسة، أو «تصفير العداد» للرئيس، قلت أيضا أنه لا يجوز أن يحكم البلاد تيار أحمد عز في اليمن.

«المصري اليوم»: من تقصد بتيار أحمد عز؟

هم أفراد معينين وأعرفهم مثل سكرتير الرئيس، وغيره، وهم مجموعة لا يروق لها فكرة الخروج من الأزمات، لأنهم أصحاب مصالح في خلق جو سياسي مشحون.

«المصري اليوم»: يبدو أنكم في اليمن متابعون بشكل دقيق لما يجري في مصر .. هل كان هناك تأثير ما لهذه المتابعة على المشهد السياسي اليمني؟

النائب علي عشال: نحن في اليمن لدينا درجة تأثر كبيرة بما يحدث في مصر، فالسير وراء الإخوة المصريين أمر يحدث باستمرار، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلناه، كما في الحديث الشريف.

ولأوضح أكثر، التأثر بالنموذج المصري، بدا واضحا بشده بعد التراجع عن فكرة الفترتين الرئاسيتين، تقليدا للحالة المصرية، أيضا مسألة التوريث في اليمن كانت مرهونة بما يحدث في مصر بدرجة كبيرة، فكنا ننتظر هل يتقبل الجسد المصري زراعة العضو الغريب المسمى جمال مبارك أم لا؟ فالتأثر كان كبيراً للغاية، وما أغرى النظام اليمني بإجراء تعديلات دستورية في يناير 2011، هو نتيجة الانتخابات البرلمانية المصرية في نوفمبر 2010.

«المصري اليوم»:  مع انطلاق الثورة تزايدت المخاوف من حرب أهلية في اليمن.. كيف تعاملتم مع هذا الهاجس المرعب؟

مروان الغفوري: في 3 فبراير خرجنا ونحن نراهن على مجموعة خيارات، هذا نظام تحول إلى مصفحة، كما تعبير الأستاذ هيكل، تحول إلى مصفحة وليس نظام سياسي، فحوله دروع أمنية عديدة، وشلة منتفعين ذات مصالح ونفوذ، لذلك كان الجيش رقما مهما في المعادلة، لكن لم يكن لدى أحد  خطه واضحة لكيفية إسقاط النظام، وعلى كل الأحوال قررنا الخروج أولا، وقلنا سوف نخترع الوسائل في الميدان.

«المصري اليوم»: في البداية المشهد كان يبدوا مرة أخرى مظاهرات إصلاح ذات سقف عالي لا أكثر ..متى شعرت أن لديكم ثورة مكتملة؟

مروان الغفوري: كنت في قرية تدعى وادي الضباب يوم 11 فبراير، في محافظة تعز، هناك وبعد خطاب تخلي مبارك عن السلطة الذي ألقاه عمر سليمان، وجدت ورقا في الشوارع مكتوبا عليه «الشعب يريد إسقاط النظام»، سألت الناس: متى كتبت هذه الأوراق؟، فردوا إن« تعز» خرجت طوال الليل في مسيرات تهتف بسقوط النظام فور سقوط مبارك، وقتها علمنا أن لدينا ثورة وسوف تنجح. وحين نصبت أول خيمة في ،تعز، عرفت أننا تخطينا نقطة اللاعودة.

انشقاق الجيش

«المصري اليوم»: كيف قرأت مشهد خروج جزء من الجيش للالتحام بالثوار؟

النائب علي المعمري: كان مشهدا فارقا، وضربة قاصمة للنظام، فاللواء علي محسن الأحمر لديه علاقات جيدة بغالبية القبائل، والخروج قصم ظهر النظام، وأعطى الشباب دفعة أمل مهمة للغاية.

«المصري اليوم»: البعض يتخوف من خروج الجنرال الأحمر من السلطة إلى المعارضة، وهناك معلقون يخشون من أن يكون هذا الخروج محاولة لضمان مكاسب فيما بعد الثورة.. ما تعليقك؟

النائب علي المعمري: اعتقد أن هناك صراعا حقيقيا بين أبناء صالح، والأحمر، وكشفت الوثائق مؤخرا عن محاولة اغتيال للأحمر دبرها صالح بإعطاء معلومات عن مكانه للطيران السعودي كي يستهدفه. أيضا وجد الأحمر أن من مصلحته أن يكون بجوار الثوار، فضلا عن أن تركيبته الشخصية تجعله يقدم على تلك الخطوة، وعامة الأحمر في أواخر السبعينيات من عمره، وهو من الذكاء بمكان، بأن يختم حياته العسكرية بوقف تاريخي.

تفجيرات قصر الرئاسة

«المصري اليوم»:  اتجاه العنف اختلف تماما مع استهداف قصر الرئاسة .. كيف وصلت الثورة إلى تلك النقطة الفارقة؟

النائب علي عشال: منذ البداية والنظام حاول أن يجر الشعب إلى العنف، وبشكل أدق حدث هذا في جمعة الكرامة، كانت تلك اللحظة كانت أنسب اللحظات لتحقيق مطالب الثورة، لكنها للأسف ضيعت، وبالتالي استمرت المواجهات والعنف، وفي النهاية فشل النظام في جرنا إلى مربع العنف، واكتوى الرئيس بناره

«المصري اليوم»: يظل هناك غموض كبير حول ما حدث في مسجد النهدين بدار الرئاسة.. كيف تقرأ هذا الهجوم؟

النائب علي عشال: تحليلي أن ما حدث لا يمكن أن يتم إلا من دائرة من المقربين للرئيس، فأولا كان الرجل في عقر داره، وثانيا لديه لدية مجموعة أمنية قوية، إذن ما حدث الدائرة المقربة من الرئيس استهدفته، وهنا يوجد سيناريوهين، الأول يقول إن: مجموعة رأت أن الرئيس وتصرفاته سوف تقودهم لمحرقة فقرروا التخلص منه.

السيناريو الثاني يقول إن ما حدث كان  عملية خطط لها صالح نفسه، لكسب تعاطف شعبي، وتبرير موجة أكثر عنفا من الموجات السابقة، خاصة بعد فشل مستوى عنف النظام أمام وجهاء القبائل مثل آل الأحمر، وبالتالي خطط لهذه العملية كي يعطي مبررا لهجوم أكثر ضخامة وشراسة، لكنهم وقت التنفيذ أفلتت منهم العملية فاحترق الرئيس نفسه.

وبغض النظر عن التحليلات، ورغم التكتم الشديد على نتائج التحقيق، فهناك حقائق ثابتة أن المتفجرات كانت داخل المسجد، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا من الدائرة الأمنية، ونشر بشكل شبه رسمي أن الأمن عثر على عبوات لم تنفجر بعد، فضلا عن صعوبة استهداف مسجد صغير بهذه الدقة إلا عبر صواريخ ذكية لا يملكها إلا الحرس الجمهوري.

«المصري اليوم»: ما الذي قاد إلى هذا المشهد المرتبك؟

النائب علي عشال: قادنا إليه رغبة الرئيس في جرنا للعنف، فبعد القضاء على سلمية الثورة، فكر صالح أنه إذا استهدف زعامات القبائل، وتحديدا من انضموا للثورة، فالقبائل لن تظل مكتوفة الأيدي، لكن العبقرية اليمنية تجلت في أن ظل الشباب في الميادين يدافعون عن ثورتهم السلمية، والتف رجال القبائل حول دورهم للدفاع عنها ولديهم مشروعية الدفاع عن بيوتهم.

«المصري اليوم»: إذن آل الأحمر بعيدون عن الهجوم؟

النائب علي المعمري: مصادر رسمية نفت هذا، والرئيس نفسه قال إنها عملية إرهابية أو مرتبطة بالإرهاب، واعتقد أن التحقيقات سوف تفضي إلى أن الفاعلين هم «القاعدة»، ليسكب تعاطف الأمريكيين باعتباره ضحية عملية إرهابية، واعتقد أن هذه خطته.

«المصري اليوم»: لديك مؤشرات على موعد إعلان نتيجة التحقيقات؟

النائب علي المعمري: تأخر إعلان نتائج التحقيق مسألة غريبة، فمن حق الشعب اليمني أن يعرف من فعلها، وأتصور أن من مصلحة النظام أن يلصق هذه العملية بالقاعدة لإخافة الغرب

د. مروان الغفوري: لدي إضافة هناك، فعلي محسن الأحمر أشار في لقاء مع صحيفة أمريكية منذ شهر تقريبا، إلى وجود حراس شخصيين من القاعدة ضمن حرس صالح، وكذلك وزير الداخلية تحدث عن وجود صلات وثيقة بين الرئيس والقاعدة، وأنه من سلمهم مدينة أبين. وإذا سلمنا بأن القاعدة اخترقت دار الرئاسة، فكيف يعود صالح لبيت يعرف أنه مخترق فيه؟ وإذا عاد فنحن بصراحة لا نريد رجلا تحرقه القاعدة كل يوم.

عودة صالح

«المصري اليوم»: حالياً ظهر صالح متحدثا من الرياض،  ويبدو أن حالته تتحسن نوعا ما.. ماذا ينتظر صالح كي يعود.. هل تغيير الطاقم الأمني فقط.. أم أن ظهوره مناورة سياسية جديدة؟

د. مروان الغفوري: صالح لم يعد قادراً على إدارة البلاد، لكنه قادر على إدارة الفوضى، كما قالت الجارديان البريطانية، فالرئيس صالح رقم حاضر في المشهد، وأكثر ما نخشاه أنه يحاول دمج سلالته في النظام الجديد، خاصة حين يتحدث عن تقاسم السلطة، كما لو كان يجلس على جزيرة الكنز.

«المصري اليوم»: حاليا يدير البلاد اللواء عبد ربه منصور هادي نائب صالح، وكان تولي الرجل للمنصب أحد مطالب المعارضة.. والآن يبدو الشارع رافضا لسياساته، هل هناك بدائل أخرى؟

النائب علي المعمري: الوضع هنا مختلف قليلا عن النموذج المصري.. فعندنا المشكلة سوف تنتهي بخروج علي عبد الله صالح، والقوى السياسية بالفعل دعت بتولي نائب الرئيس، وهو أمين عام الحزب الحاكم، وهذا يؤكد اختلاف الوضع بين البلدين، بسبب الخصوصية اليمنينة.

لكن النائب والحزب سيبقيان، ولو حتى لمرحلة انتقالية، واعتقد أن حل المشكلة في اليمن سيكون أسهل، لأن المطالب ليست حل النظام كله، وبالتالي عدد المتضررين من تنفيذ تلك المطالب قليل، وليس مثلما حدث في مصر حيث المطالبة بحل النظام كله

«المصري اليوم»: لكن شباب الثورة خرجوا يطالبون بمجلس رئاسي وهذا ضد بقاء هادي منصور في موقع المسؤولية.. فما تعليقك؟

النائب علي المعمري: هذا حدث لاحقا، لكن في البداية ذهب بعض الشباب إلى منزل النائب وطالبوه بتولي المسؤولية، وحاليا حين وجد الثوار أن الرجل لا يقوم بالدور المطلوب منه، قرروا أن يطرحوا فكرة المجلس الرئاسي لإدارة البلاد.

«المصري اليوم»: كجزء من اللقاء المشترك أكبر تجمعات المعارضة الحزبية الرسمية.. هل تقبلون بنائب صالح يجلس على كرسي الرئاسة، وبحزب صالح على رأس النظام حتى بعد قيام ثورة؟

النائب علي عشال: لدينا نموذجين في التعامل مع هذه الأزمة، هناك نموذج مصر وتونس، في تونس حاولوا أن يبحثوا عن مخارج مبنية على الشرعية الدستورية.. وفي مصر هناك مؤسسة عسكرية يمكن أن يراهن عليها الناس، رغم أن البعض يعتبر أن الثورة استبدلت حسني مبارك بـ 19 جنرال يمثلون حسني مبارك (المجلس العسكري).

في اليمن بحثنا عما هو الأقل كلفة، وقررنا البناء على الشرعية الدستورية القائمة، وصالح بعد جمعة الكرامة طرح مبادرة لرحيله مع ضمانات بعدم ملاحقته، لذلك بنت المبادرة الخليجية نفسها على هذه المبادرة، ويتولى نائب الرئيس السلطة، والقوى السياسية رأت أن هذا سيناريو إذا صدقت النوايا يمكن أن يتحمله الناس، لكن مع حالة الخذلان الذي يمارسه منصور ربما يتغير الموقف.

«المصري اليوم»: وماذا إن عاد صالح؟

النائب علي عشال: من يعرف شخصية صالح، ومن يعرف حجم العنف الذي مورس، يتوقع بشكل بديهي أن يعود صالح بنفسية محتقنة، وسيدفع باليمنيين جميعا إلى محرقة.

الحديث عن العودة كارثة حقيقية، سوف تجر الناس لحرب أهلية، أما نائب الرئيس فوصلنا إلى قناعة، أن النائب أصبح جزء من المشكلة، وليس جزء من الحل، لأن النظام طبعة بأن يكون تابعا يعمل بطريقة الموظف، وأقارب وأبناء صالح استطاعوا أن يطوعوا النائب ويديرون هم الأمور.

السعودية «ضد الثورات»

«المصري اليوم»: كيف ترى المستقبل.. هل يستمر النائب أم يمسك مجلس انتقالي بزمام الأمور؟

النائب علي عشال: هناك قوى دولية وإقليمية تسعى للضغط على القوى السياسية اليمنية، لمنعها من اختيار بدائل لحل الأزمة الراهنة، ووصلتنا في اللقاء المشترك ضغوط مفادها أننا سنكون ضدكم إذا طرحت فكرة المجلس الانتقالي.

«المصري اليوم»: من هذه الأطراف؟

النائب علي عشال: السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، فهما أكبر العابثين بالأوراق في الداخل اليمني، بالنسبة للسعودية فلديها ثأر تاريخي مع اليمن، ففي كل المنعطفات التاريخية كانت المملكة ضد تحقق أي تغير حقيقي في حياة اليمنيين، واليوم تسفر عن وجهه الحقيقي، وكنا نعتقد أن المملكة أنها استوعبت طبيعة ما يجري في اليمن حاليا، وأنها ستحاول أن تكفر عما ارتكبته في الماضي، لكنها للأسف لا تزال تسير على نفس الدرب.

«المصري اليوم»: هل ترى أن تحرك الرياض وواشنطن في الأزمة اليمنية تحرك فردي أم أن هناك تنسيقا .. أيضا ماذا تريد الرياض من اليمن، وماذا تريد واشنطن ؟

د. مروان الغفوري: كي تتضح الأمور يجب أن نعرف أن صالح «سعودي متنكر»، حيث وصل للحكم في طائرة عسكرية سعودية، ظهر بعض الهجوم على القصر من الرياض مرتديا الزي السعودي أيضا، وهو متورط مع الرياض في اغتيال قيادات التيارين الاشتراكي والناصري، وما بين الرئيس وحكام الرياض من صلات أكبر مما بينهما من اختلافات، وفي 2000 وقع صالح اتفاقية لترسيم الحدود مع المملكة، حصلت فيها الرياض على 300 ألف كيلو متر من الأراضي اليمنية، ضمتها إلى أراضيها، وتستخرج منها قرابة مليون برميل نفط يوميا.

باختصار علي عبد الله صالح يمثل للمملكة العربية السعودية مطلب أساسي، أما الولايات المتحدة فتخشى لتحول اليمن إلى أفغانستان على البحر، والبدائل على الساحة إسلامية ويسارية وناصرية، لذلك أمريكا مفزوعة من القادم في اليمن، لذلك واشنطن مرتبكة إزاء الأزمة.

«المصري اليوم»: كيف تقرأ الموقف السعودي هنا من الربيع العربي .. فعلى أراضيها يعيش ديكتاتور تونس، وهناك تسريبات حول ضغوط  الرياض لحماية مبارك، وحاليا تستضيف صالح؟

النائب علي المعمري: الدور السعودي دور عائق للثورات العربية أصلا، والمملكة عائق أساسي، وأكبر خطر على الربيع العربي. وبالنسبة لليمن فالأمريكان أطلقوا يد السعودية فيما يخص اليمن، فكل ما يهم واشنطن هو مسألة الإرهاب فقط.

السعودية صاحبة مصلحة حقيقية في صد الثوارت العربية، وأعتقد أن كل ما في العالم العربي من تخلف وجهل سببه النظام السعودي والفكر الوهابي الديني أيضا، فالنظام السياسي والديني في المملكة هما السبب الرئيسي لكل ما يعيشه العرب من جهل وتراجع وتخلف.

«المصري اليوم»: هل تعتقد أنها سوف تنجح؟

النائب علي المعمري: التاريخ يعطينا دروسا، فالرياض فشلت في الملف اللبناني، والملف العراقي، والملف الفلسطيني، والخلاصة أن المملكة سوف تفشل، وكذلك الأمريكيون.. فالسعودية تحالفت مع الحريري فسقط، ودعمت علاوي فانتصر المالكي، ودعمت صالح فاحترق داخل قصره، وحاولت مساندة مبارك فخلعه الشعب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية