افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، عددًا من المشروعات الكبرى وشملت افتتاح أعمال التطوير والإنشاءات الجديدة بميناء سفاجا البحري، وميناء أرقين البري الحدودي بين مصر والسودان، ووجه الرئيس رسالة لمنتقدي الدولة بأنه تم إنشاء عدد كبير من الطرق في الفترة الحالية، قائلا: «في ناس بتقلل من العمل وتشكك فيه لكن إنفاق الأموال على الطرق يهدف للربط بين الدول لتعزيز التبادل التجاري وبناء المستقبل».
وقال إنه لا يريد تواجد عمالة زائدة في ميناء سفاجا طوال فترة العام، مشيرا إلى أن وقت العمل بالميناء معلوم للجميع، وهو الوقت الذي يمكن أن نستدعي خلاله عددا إضافيا من العمال، مطالبا بالتنسيق بين هيئة الموانئ والجمارك لتخفيف الأعباء المالية على الميناء، وبالتالي على الدولة كما طالب بتخفيض تكلفة سيارات النقل وإقامة محطة وقود داخلية وترشيد الإنفاق .
وبلغت أعمال تطوير ميناء سفاجا 520 ملايين جنيه، وزادت مساحتة بعد التطوير بنسبة 185%، إلى 825 ألف متر، وشملت إنشاء محطة ركاب بطاقة استيعابية 1.3 مليون راكب سنويا، ومساحة إجمالية 12 ألف متر مربع بزيادة قدرها 156% عن مرحلة قبل التطوير، وتتكون من صالة سفر بمساحة 2200 مترا مربعا وطاقة استيعابية 1000 راكب يوميًا وصالة وصول بمساحة 2400 متر مربع وطاقة استيعابية 1200 راكب في اليوم وتضم محطة الركاب الجديدة مباني إدارية للأجهزة الشرطية والجمارك ومباني خدمية للركاب من كافتيريات ومركزا تجاريا ودورات مياه وبنوكًا ومبنى للحماية المدنية وساحات أمامية وخلفية وبوابة دخول وخروج رئيسية، مشيرة إلى أن الميناء يخدم محافظات الصعيد ويربطها من خلال شبكة الطرق الجديدة التي تم إنشاؤها كما اشتملت أعمال التطوير على إنشاء ساحة لسيارات تربتك على مساحة 16.5 ألف متر مربع بطاقة استيعابية 30 ألف سيارة في السنة ومزودة بساحات انتظار للسفر والوصول منفصلة.
وتم إنشاء كوبري للمسافرين بطول نحو 500 متر طولي للربط بين محطة الركاب الجديدة ورصيف الميناء مغطى ومجهز بالسيور المتحركة والسلالم الكهربائية وسلالم الطوارئ ومكيف تمامًا، وإنشاء ساحات تخزينية للبضائع وزود الميناء بمحطة للطاقة الشمسية بطاقة إجمالية 4 ميجاوات في الساعة، بالإضافة إلى إنشاء محطة تحلية لمياه البحر 500 متر مكعب في يوم لإمداد الميناء باحتياجاته وتم تخصيص مساحة 100 ألف متر مربع من محافظة البحر الأحمر لصالح تطوير الميناء لتصبح مساحة الميناء بعد التطوير 825 ألف متر مربع بزيادة قدرها 185% ومن المنتظر زيادة طاقة تداول الشاحنات لتصل إلى 40 ألف شاحنة سنويا بزيادة قدرها 385%، وزيادة الطاقة الإجمالية لتداول البضائع بالميناء لتصل إلى 8.5 ملايين طن سنويًا، بزيادة قدرها 190%، وزيادة مساحة الميناء إلى 825 ألف متر مربع كما تم الانتهاء من دراسة طرح إنشاء محطة متعددة الأغراض حاويات- بضائع عامة بالميناء بنظام الاستثمار، بتكلفة نحو 250 مليون دولار.
ويعد ميناء سفاجا أحد أهم موانئ مصر نظرًا لخصائصه الطبيعية المتميزة وقربه من مركز التنمية الجديد بصعيد مصر وسهولة اتصاله بحريًا بميناء ضبا وجدة بالمملكة العربية السعودية وقامت الدولة بإنفاق أكثر من 4 مليارات جنيه لربطه بالمدن الرئيسية بالصعيد ضمن مشروعات تطوير إقليم صعيد مصر، ويقع الميناء على مسافة 200- 300 كم من محافظات الصعيد كما افتتح الرئيس من داخل ميناء سفاجا عبر الفيديو كونفرانس ميناء أرقين البرى بين مصر والسودان، معلنًا بدء تشغيله فعليًا لتشجيع حركة التجارة بين البلدين، وذلك بعد أن تم التشغيل التجريبى له منذ أسابيع.
ومن جانبه استعرض وزير النقل الدكتور جلال سعيد، مشروعات الموانيء مشيرا إلى أن ميناء أرقين، يمثل البوابة الملكية لمصر نحو أفريقيا والسودان وباقي الدول الأفريقية نحو أوروبا وشبه الجزيرة العربية، ومن المتوقع أن يساعد في تنمية حركة التبادل التجاري وزيادة معدلاته، فضلًا عن جذب استثمارات تجارية جديدة وتحقيق نمو اقتصادي للدولتين، حيث لا يوجد مسطح مائي في طريق هذا الميناء.
ومن جانبه أكد اللواء محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، أن التنمية والرخاء هي رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسي وأشار إلى أن مصر تمتلك موقعا متميزا، وبها العديد من الموانئ التي تستطيع من خلالها تحقيق طفرة في الملاحة البحرية الدولية.
وأضاف «عرفان» أن ميناء سفاجا البحري من أقدم الموانئ الذي لم ينل دوره في التنمية في الفترة الماضية، والذي يخدم محافظات الصعيد.
وشاهد السيسي فيلما تسجيليا عن تطوير الموانئ المصرية، خلال افتتاحه ميناء أرقين البري، وهو الميناء الحدودي بين مصر والسودان ويبعد عن مدينة أبوسمبل السياحية بنحو 150 كيلومترا، وعلى خط عرض 22 ويقع على بعد نحو 900 كيلو شمال العاصمة السودانية الخرطوم.
و قالت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولي، إن ميناء أرقين البرى يعتبر نقطة الانطلاق الأولى لمحور «الإسكندرية / كيب تاون» وخاصة أنه يربط أكبر تكتل أفريقى من البحر المتوسط حتى المحيط الهادى، حيث إنه يخدم الحركة التجارية مع 15 دولة أفريقية تقع على الطريق التجارى البرى لهذه الدول.
وأكدت في تصريحات للصحفيين، على هامش افتتاح الرئيس لميناء أرقين البرى، أنه في إطار رئاسة وزارة التعاون الدولى للجنة المنافذ الحدودية بين مصر والسودان، تم الانتهاء من تنفيذ كافة مبانى وإنشاءات ميناء ارقين البرى من الجانبين المصرى والسودانى، وإعلان جاهزيته تماما للتشغيل، بما يخدم حركة نقل البضائع والركاب من وإلى البلدين، ويضاعف فرص التكامل والتعاون القائم بينهما في مختلف المجالات.
وأشادت «نصر» بالعلاقات المصرية السودانية، والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين، موضحة بأن لجنة المنافذ الحدودية المشتركة عقدت عدة اجتماعات متتالية، اسفرت عن عدد من الانجازات ابرزها الانتهاء من رصف وتجهيز الطرق البرية المؤدية إلى ميناء قسطل- اشكيت وميناء أرقين من الجانبين المصرى والسودانى وافتتاح وتشغيل منفذ قسطل- اشكيت البرى.
وأكدت أن ميناء أرقين سوف يساهم في تنمية المنطقة المحيطة به، وسيسهم في تعظيم استثمار العلاقات المتميزة بين مصر والسودان في مشروعات تنموية هامة تفيد شعبى البلدين وترقى لطموحات المواطن في كل من مصر والسودان.
وأضافت أن المشروع كبير واستثمار مهم له عوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة، ومن المتوقع أن يسهم هذا البناء الضخم الذي تطلب جهدا كبيرا بذله أبنائنا وأشقائنا في كل من البلدين، في زيادة حركة التبادل التجارى بين مصر والسودان، ودعم حركة السلع والخدمات والأفراد لتفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين الشقيقين وتوسع من الأسواق المتاحة لتصريف الانتاج، على نحو يدعم جهود التنمية في كل من مصر والسودان، ويعظم فرص إدماج اقتصادى البلدين في الاقتصاد العالمى من خلال تجارة متنامية مع كل الدول الأفريقية، وانعاش الحياة الاقتصادية في المنطقة.
ودعت «نصر» إلى الارتقاء معاً إلى التجارة التكاملية التي يتكامل فيها سوقا البلدين، بحيث تكون السودان هي المقصد الأول للمستورد المصرى في الحصول على احتياجاته من السلع والبضائع التي لا تتوافر محليا، وتكون مصر هي المقصد الأول للمستورد السودانى في الحصول على السلع والبضائع التي لا تتوافر بالسودان، حتى نشكل جبهة تعاون قوية تكون نواة حقيقية لتكامل اقتصادى عربي، يصب في النهاية في صالح المواطن العربى الذي كد واجتهد لدعم مسيرة التنمية.