x

نجيب ساويرس لـ«العاشرة مساءً»: الحديث عن مطالب الأقباط حالياً «غير لائق»

الأحد 09-01-2011 20:58 | كتب: دارين فرغلي |


قال المهندس نجيب ساويرس إنه ليس من اللائق فى الظروف، التى تمر بها مصر حالياً، الحديث عن مطالب ومشكلات الأقباط، وإنه على المسيحيين ألا يعتبروا حادث كنيسة «القديسين» موجهاً ضدهم بشكل خاص، وأن يدركوا أنه موجه لضرب مصر كلها، مشيرا إلى أن أيادى بعض من شاركوا فيما سماه «عملية التهييج ضد المسيحيين»، ملوثة بدماء شهداء كنيسة «القديسين».


أضاف «ساويرس»، فى حواره للإعلامية منى الشاذلى، فى برنامج «العاشرة مساء»، الذى أذيع السبت: إن ما يزعج الأقباط هو التشكيك فى وطنيتهم، رغم أنه لو مس أحد مصر بـ«همسة» مش هيطلع عليه نور. وقال: إن تكاتف الشعب خلال هذه الأزمة أكد للحكومة أننا شعب واحد. وطالب الدولة بانتهاز هذه الفرصة، التى وصفها بـ«التاريخية»، لإزالة الاحتقان والاختلافات.


وأضاف: الإعلان الذى بثته شركة «موبينيل»، الذى طالب عملاءها بإغلاق هواتفهم لمدة 5 دقائق، كان المقصود به أن يثبت الـ 30 مليون مشترك مصريتهم بغلق الهواتف. وأوضح: أردنا أن نظهر كشركة تضامننا وانزعاجنا من هذا الحادث، وهذه طريقة حضارية، بعيداً عن ضرب العساكر بالطوب، فالصمت فى الحزن يعبر عن الحزن أكثر من أى رسالة، وهناك من استعمل الرسائل للتهييج.

وتابع «ساويرس: »مصر لم تخسر فى هذا الحادث، ومن قام به كان يريد أن تخسر مصر، لكن الحادث أوجد تفاعلاً كيميائياً بين عنصرى الأمة». وأضاف: «أنا لا أقلل من جسامة الحدث لكن أقول لهم: ربنا اختاركم عشان ترجع للأمة المشاعر الحقيقية، التى كانت موجودة بداخلها وكانت بانتظار إيقاظها، فالمشاعر التى حدثت بين أبناء الوطن تنم عن أننا شعب أصيل لا يرضى بالظلم وسفك الدماء، أو بأن يدخل أحد يفرق بيننا، لأن من ارتكب الحادث له أجندته».

واستطرد: هذه الروح التى ظهر بها المصريون كانت اختفت فترة، بعد أن نجح بعض المفكرين وغير المستنيرين من المعسكرين، فى «تسخين» الناس.

وعن مظاهر الاحتقان، قال: كانت هناك بعض المظاهرات اندلعت فى جامعة الإسكندرية خرجت عن حدودها، وآخرون قالوا إن المسيحيين يخبئون أسلحة فى الكنائس، وهؤلاء ساهموا فى عملية «التهييج» وأراهن أن أيديهم ملوثة بدم «شهداء القديسين».

وحول الحادث، قال «ساويرس»: «علمت به الساعة 12 ونصف، وكنت وقتها فى احتفال برأس السنة، وبكيت فسألنى كل من حولى ما الذى حدث، ولم أستطع أن أكمل الاحتفال، وعدت إلى المنزل».

وعن العلاقات بين الصعايدة فى سوهاج، مسقط رأسه، قال: الصعايدة مابيعرفوش يخبوا مشاعرهم، لا الغضب ولا الحب ومابيسيبوش حقهم وعادة مابيخافوش، والعلاقات بين الأديان المختلفة كانت قوية، لكن رأيى أن الحادث أثبت أن الشعب غير موافق على ما حدث، من خلال مشاعر غير«متوضبة».


وقال: «هذا هو حال الشعب المصرى عندما يتعرض كيانه للاهتزاز، الأقباط مش لازم ياخدوا اللى حصل ده إنه يقصدهم، ويجب أن يوجه الغضب للإرهابى، ولا يوجه لناس مالهاش ذنب مثل الذين توجهوا لتأدية واجب العزاء أو لضباط الشرطة والعساكر، الذين يقفون أمام الكنيسة لحمايتها». وتابع: «يعنى أنا لو رميت طوبة على عسكرى هيحمينى ليه بعد كده، طالما إنى مش مقدر إنه بيعرض حياته للخطر من أجلى».

واستنكر «ساويرس» الأقاويل التى تتردد بأن تقديم المسلمين العزاء للمسيحيين فكرة خاطئة لأنها تدينهم. وقال: ده حدث محزن جداً وماحدش ييجى يقول تقديم العزاء للأقباط خطأ، أنا فرحت بالتعزية التى قدمها لى مسلمون، وأرى أن هذا العمل موجه ضد مصر وليس للأقباط، فلو مصالح الطائفة القبطية فى مصر مش هتيجى إلا على حساب مصر مش عاوزينها، ولا داعى للحديث حالياً عن مشاكل الأقباط، لأن ذلك «غير لائق» فى الظروف الحالية.

وأضاف: الأولويات التى تحتاجها مصر حاليا هى بناء مدارس ومستشفيات، وما يزعج الأقباط أن بناء المسجد يتم بسهولة متناهية، لكن بناء كنيسة يحتاج «كونسلتو»، وهذه متاهة تهلك من الضحك، ورغم هذا فإن الذى يريد أن يصلى سيصلى فى أى مكان، إضافة إلى أنه إذا كانت المسافة بعيدة إلى الجامع أو الكنيسة فتلك مشقة سيجازى عليها المصلون.

وعن قانون دور العبادة قال «ساويرس»: عندنا فى مصر أشياء ممكن أن تحل بمنتهى السلاسة، لكن يبدو أن هناك رغبة فى عدم حلها، فما الذى سيجرى لو تم تحديد الشروط، وقالوا مثلاً لو أن هناك كنيسة لا يبنى أمامها مسجد، أو إذا كان هناك مسجد لا تبنى أمامه كنيسة، وحتى تبنى كنيسة يجب أن يكون هناك عدد لا يقل عن 1500 مسيحى فى تلك المنطقة ويحضروا بطاقاتهم الشخصية، لكن هناك رغبة فى عدم الوضوح.

واستطرد: ما يزعج الأقباط فى مصر أنهم يشعرون بأنهم مش متساوين فى الحقوق والواجبات، بدليل أن جامعاً تبنيه فى حديقة دون ترخيص لا يمثل مشكلة، على رأى واحد صعيدى مسيحى كان يقول «ترخيص ملهى ليلى بتاخده فى خمس دقائق أما ترخيص الكنيسة بيبقى فيه 50 مشكلة». وأوضح: «هذا يدل على أنه ليست هناك رغبة أكيدة لتوضيح الأمور، وده زى حاجات كتير، زى لما الإشارة بتبقى حمراء والعسكرى يقولك عدى ماتبقيش عارفة تمشى ورا الإشارة ولا العسكرى».

وأضاف «ساويرس» العدل والمساواة أهم عنصرين، فإذا كان من حقك كمسلم أن تصبح رئيساً أو رئيس وزراء أو خفيراً أو رئيس هيئة أو رئيس جامعة أو طبيب نساء، يبقى ذلك من حق المسيحى كمان، وإحنا مضيعين وقتنا فى تفاهات بدأت منذ ثورة يوليو، فقبلها كان رئيس الوزراء قبطياً ووزير الخارجية قبطياً ورئيس مجلس النواب، فما الذى حدث؟

وتابع: ليس من اللياقة أن نتحدث الآن عن مطالب الأقباط، ومش هو ده اللى كنا مستنيينه عشان نقول إيه مطالبنا، اللى مزعلنا تفجير قنبلة أمام ناس بيصلوا لله. وضرب «ساويرس» مثلاً بحادث نجع حمادى قائلاً: «الناس الذين يشعرون بالغضب من هذا الحادث عندهم حق، مش على الحادثة لكن على ما أخذته هذا القضية من وقت طويل».

وتابع «لو الظلم يعم بنفس المستوى لن ينزعج أحد، فلو كان بناء الكنيسة صعباً مثل بناء الجامع محدش هيزعل، لكن للأسف القبطى يمنع من مناصب كثيرة جدا، وما يزعج القبطى هو التشكيك فى وطنيته، لكن لو حد مس مصر بهمسة مش هيطلع عليه نور، فكيف نقول للقبطى بعدها إنه ممنوع من تولى المواقع الحساسة؟».

وعن نتيجة انتخابات مجلس الشعب، قال «ساويرس»: النتيجة كانت مخيبة للآمال، وبدلاً من أن ننزعج لعدم وجود قبطى منتخب، ننزعج لعدم وجود 40 وفدياً، خاصة أننا كان لدينا أمل فى حزب الوفد والناس كذلك. وأضاف: «فى حادث العمرانية كان هناك تحيز فى منع بناء الكنائس لكن مش معنى هذا أن آخذ مبنى غير مرخص وأتحايل لأحوله إلى كنيسة، وبغض النظر عن أن هناك تمييزاً ضد بناء الكنائس، التعامل الأمنى مش صح».

وقال «ساويرس»: يصلنى كل يوم ما يقرب من 1000 خطاب بعضها مشاكل وأخرى طلبات توظيف، وعندما أقرأ خطاباً يبدأ باسم الأب والروح القدس أقول إن الذى أرسله دخل غلط، فهو لن يستثيرنى لأنه قبطى، لكن لأنه كفء.

وعن صديقه مهيب طنطاوى، قال: كانت والدته لى وتضع سورة مريم فى الصالة، وكانت تدعيلى فى كل صلاة، فكنت أستبشر بها هى وسيدة أخرى مسلمة وأخرى مسيحية وبالطبع أمى، وكنت أشعر أنهن يحميننى بدعواتهن تلك، وفقدت صديقى فى حادث وكان أقرب لى من إخوتى، وكانت أسرارى كلها معه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية