تتجه أنظار العالم إلى فرنسا عام 2017، التى ستحدد مصيرها من خلال انتخاب رئيسها الجديد فى إبريل المقبل، وتشير التوقعات إلى أنه سيكون من تيار اليمين، بعد العمليات الإرهابية التى طالت البلاد وآخرها نيس والتى خلفت عشرات القتلى، وذبح كاهن شمال باريس، بجانب الأزمات الاقتصادية التى قصمت ظهر اليسار، بقيادة الرئيس فرانسوا هولاند.
وردا على الهجمات الإرهابية خلال العامين الماضيين، صعد اليمين، واليمين المتطرف، وتراجع اليسار الفرنسى، بجانب فشل النخب السياسية والاقتصادية اليسارية فى توفير الأمن والاستقرار، وفقًا للرئيس الفرنسى السابق، نيكولا ساركوزى.
ويمثل اليمين فى الانتخابات المقبلة المرشح فرانسوا فيون، الذى حاول استغلال الأحداث لصالحه متغلبا على منافسيه آلان جوبيه وساركوزى، ويلقب فيون بمرشح المقاولين وأرباب العمل، صاحب المشروع الاقتصادى الليبرالى، وأعلن أنه يريد إحداث صدمة فى الاقتصاد الفرنسى، لينتعش. وقال أوليفييه إيل، المحلل السياسى الفرنسى، إنه بالنسبة لـ2.5 مليون فرنسى صوتوا لفيون، كانت وعوده بإصلاح الأوضاع الاقتصادية هى الأساس، ولكن هناك قضايا أخرى يجب أن يعمل عليها، واعتبر أن دعم فيون سياسة الرئيس الروسى فيلادمير بوتين، أمرا غير مقلق. ويحمل اليمين المتطرف المسلمين والمهاجرين المشكلات التى تواجهها البلاد، وهو ما تنتهجه مرشحة حزب الجبهة الوطنية المتطرفة، مارين لوبان، التى شبهت المسلمين بأنهم «محتلون» ونازيون جدد، وبهجومها على المسلمين، خاطبت لوبان التيار المتطرف والشعبويين بعد فوز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، وإثر تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبى.
ويرى الكاتب الفرنسى، فيليب كولينز أن لوبان أخطر من ترامب، وأنها تخطط لتغيير فرنسا بطرق يمكن أن تخيف حتى ترامب.
ويستشهد أغلب كتاب فرنسا بمقولة الفيلسوف الفرنسى، ألبير كامو، فى كتابه «المتمرد» بأن أهمية الديمقراطية فيما تمنعه أكثر مما تسمح به، محذرين من أن يكون منصب الرئاسة الفرنسية من نصيب شخصية عنصرية، وقالوا إن التصويت لها يعنى التصويت للعنصرية، لأنها تعتبر أن المجد الوطنى أفضل من الديمقراطية، كما كان يقول والدها.
أما اليسار الفرنسى، المنقسم والذى بدأ انشطاره بعد اختلاف وزير الاقتصاد الفرنسى، إيمانويل ماكرون، مع رئيس الوزراء السابق مانويل فالس، وهولاند، حول التعامل مع الاقتصاد، فاستقال، رافضا أن يدخل ضمن منافسات الحزب الاشتراكى فى الانتخابات التمهيدية، وقال المحلل الفرنسى، أوليفييه إيل، إن الفرنسيين كانوا يتوقعون عدم ترشح هولاند لفترة ثانية بسبب الأوضاع الاقتصادية التى أضعفته وكسرت معسكره السياسى.
وعزز رئيس الحكومة المستقيل، مانيول فالس، فرصه لخوض المعترك الرئاسى، بعد إعلان هولاند عدم نيته خوض السباق، مما خلق جدلا واسعا فى الوسط السياسى الفرنسى، وأكد محللون أن ضغوط فالس، أجبرت هولاند على إعلان عدم ترشحه فى الانتخابات، وتم تسميه 7 مرشحين يساريين للانتخابات التمهيدية بنهاية يناير الجارى لاختيار ممثل اليسار فى انتخابات الرئاسة فى أبريل المقبل.