x

«الأمم المتحدة» تطالب بمواجهة التعصب وإلغاء القوانين التمييزية ضد الأقليات

السبت 08-01-2011 18:17 | كتب: وكالات |
تصوير : طارق وجيه

توالت ردود الفعل الدولية حول حادث تفجير كنيسة القديسين فى الإسكندرية ليلة رأس السنة، بين محذر من مخاطر العداء للمسيحية ونداءات من أجل السلام والتسامح وضرورة التصدى للتعصب المتزايد ضد الأقليات الدينية فى دول الشرق الأوسط وباكستان ونيجيريا.

قالت «نافى بيلاى» مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إنه ينبغى اعتبار الهجمات على الأقليات الدينية فى أماكن مثل مصر ونيجيريا وباكستان جرس إنذار ينبه السلطات فى كل مكان إلى ضرورة التصدى للتعصب المتزايد. وطالبت بإلغاء القوانين التمييزية التى يمكن أن تؤدى إلى نشوب صراعات شاملة.

واستنكرت بيلاى بشكل خاص الهجمات فى مصر وإيران والعراق وإندونيسيا وماليزيا ونيجيريا وباكستان، وقالت: «أشعر بقلق من أن قوانين وسياسات ضعيفة أو مثيرة للشقاق فى كثير من الدول تعزز التمييز على أساس دينى الذى يغذى التطرف، ومن المهم أن تمنع السلطات استغلال الدين فى برامج سياسية».

وطالبت كل من إيطاليا وفرنسا وبولندا والمجر المفوضة الأوروبية العليا للسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون باتخاذ «إجراءات محددة» لمواجهة ما وصفته هذه الدول بملاحقة المسيحيين، وبعث وزير الخارجية الإيطالى فرانكو فراتينى إلى آشتون برسالة تتضمن الطلب وقعها وزراء خارجية فرنسا وبولندا والمجر. وطلب الوزراء من آشتون أن يتم إدراج موضوع ملاحقة المسيحيين على أجندة الاجتماع الأوروبى المنتظر إقامته نهاية الشهر الجارى فى بروكسل.وتضمنت الرسالة طلبا باتخاذ «إجراءات محددة» من أجل دفع «احترام الحرية الدينية وحرية التعبير». وأكد الوزراء الأوروبيون فى الرسالة أن الاتحاد الأوروبى «لا يمكنه تجاهل ما حدث فى الأشهر الأخيرة وأنه يجب اعتبار الكراهية وخطاب العنف غير مقبولين خاصة إذا كانا ضد جماعات أو أتباع ديانات أخرى».

بدورها، اعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيال إليو - مارى أن العداء للمسيحية «مرفوض أيضا ولا يمكن التسامح معه» مثل العداء للسامية أو العداء للإسلام، وطالبت الدول الأوروبية والإسلامية بالتحرك لحماية مسيحيى الشرق المهددين من قبل تنظيم القاعدة، وقالت إن مصر والعراق اللتين شهدتا حوادث دامية بهما حكومات ومؤسسات تؤكد حرية التعبير لجميع الأديان، وأن الأعمال الإرهابية التى تقع ضد المسيحيين تستهدف هذه الدول أيضا.

وقالت إليومارى، فى مقابلة نشرتها مجلة «لوفيجارو» الفرنسية إنها ستطلق خلال زيارتها للدوحة بمناسبة «المنتدى من أجل المستقبل» الأسبوع المقبل، «نداء للتسامح والاحترام المتبادل بين الديانات»، موضحة أن المسؤولين الدينيين والحكومات فى دول الشرق الأوسط «لا يرغبون فى رحيل مسيحيى الشرق».

وأعربت الحكومة الإيطالية على لسان وزير الخارجية فرانكو فراتينى عن «ترحيبها بالالتزام المتجدد من الحكومة المصرية للتصدى للإرهاب دفاعا عن كل المصريين، وحيّا الجهود المصرية فى التحقيقات وتدابير حماية وتعزيز الأمن خلال احتفال عيد الميلاد، بغض النظر عن الانتماءات العقائدية»، وقال فراتينى إنه تلقى من نظيره أحمد أبوالغيط «وثيقة بشأن إجراءات التحقيق فى الهجوم على كنيسة القديسين».

ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الدفاع عن الحريات الدينية فى العالم كأحد حقوق الإنسان الكبرى، وذكرت « أن المسيحيين لا يعيشون باطمئنان فى كل مكان فى العالم وأن هدف حكومتها هو مساعدة أتباع الديانات الأخرى للعيش فى حرية».

وفى الوقت نفسه، تجمع المئات من الأقباط والمسلمين فى فرنسا أمام كاتدرائية نوتردام بباريس للتعبير عن تضامنهم مع ضحايا الحادث، وأعرب الأقباط المشاركون فى التجمع عن تقديرهم لموقف المسلمين ومشاعرهم إزاء الحادث، وبينما تظاهر عشرات الأقباط ضد استهداف المسيحيين فى مصر رافعين لافتات عليها «مبارك.. أوقف الكراهية»، بثت قناة «فرانس 24» تقريرا أظهرت فيه المحبة بين مسلمى وأقباط مصر منذ القدم خاصة فى حى شبرا.

وفى الوقت نفسه، أقامت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى لندن مراسم عزاء أمس الأول لضحايا حادث الإسكندرية، وأقام المراسم الأب أنطونيوس، راعى كنيسة مارمرقس فى كنسينجتون، وحضرها السفير المصرى فى لندن حاتم سيف النصر ونائبه سامح أبوالعينين وأعضاء السفارة وحشد من أبناء الجالية المصرية فى لندن من الأقباط والمسلمين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية