التقى عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، لدى وصوله السبت إلى بغداد، عددا من القيادات العراقية فى مقدمتهم الرئيس جلال طالبانى ورئيس الوزراء نورى المالكى ووزير الخارجية هوشيار زيبارى، لبحث الوضع العراقى واستعدادات بغداد لاستضافة القمة العربية.
وأكد المسؤولون العراقيون تمسكهم بعقد القمة فى بغداد، معتبرين أنه اكبر تحد يواجههم بعد تشكيل الحكومة، فيما يواصل «موسى» اليوم جولته فى العراق التى تشمل لقاء عدد قياسى من القادة السياسيين والدينيين وممثلى الكتل السياسية والدينية، حيث تضم أجندة الأمين العام مقابلة أكثر من 30 شخصية خلال 48 ساعة.
وأكد رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى استقرار الأوضاع الأمنية فى بلاده، وقال: «المشكلة التى تواجهنا هى نظرة البعض إلى ما يحدث فى العراق من شاشات التليفزيون، وما يصوره ذلك بشكل خاطئ عن أحوال العراق».
واعترف المالكى، عقب لقائه مع موسى، بأن هناك بعض الخروقات الأمنية البسيطة، مستطرداً: «إلا أن الحكومة متمسكة بجميع التزاماتها فى الحفاظ على أمن القادة والرؤساء والوفود التى ستشارك فى القمة العربية المقبلة».
وقال إن الجامعة عبر فريقها الأمنى تتابع جميع الاستعدادات اللازمة لذلك، مشيرا إلى نجاح العراق فى تجاوز كثير من التجارب منها إجراء الانتخابات دون أى تجاوزات.
وكشف عن وجود عدد من القضايا التى سيطرحها العراق على القمة العربية المقبلة، موضحا أن الاهتمام فى الفترة القادمة بعد استتباب الأمن هو توفير الخدمات للمواطنين.
وحول تأخر اختيار الوزراء الأمنيين فى الحكومة قال المالكى: أنا حريص على انتقاء أفضل العناصر، خاصة أن الدستور لا يحدد مدى زمنياً لذلك.
كما التقى موسى مع الرئيس العراقى جلال طالبانى، مؤكدا أن الزيارة تهدف إلى التشاور مع «الإخوة العراقيين حول الحاضر والمستقبل والتوافق حول الأمور المختلفة، منها دور العراق فى المحيط الإقليمى والوضع الإقليمى والدولى، والاستعدادات العراقية للقمة العربية المقبلة».
وأشار موسى إلى أن لقاءه مع طالبانى تناول بحث عدد من القضايا فى مقدمتها الحركة السياسية فى العراق والآفاق المفتوحة خاصة بعد الانتخابات العراقية وتشكيل الحكومة، بالإضافة إلى المصالحة العراقية والعلاقات مع الدول المجاورة بالإضافة إلى العلاقات العراقية - العراقية.
وأضاف: العراق جزء أساسى ومهم من العالم العربى والشرق الأوسط، وعودته إلى المشهد العربى والإقليمى مهمة وتعالج جزءاً من الخلل الاقليمى، مؤكدا أنه يعطى أهمية كبيرة للزيارة والتشاور مع المسؤولين العراقيين.
وأكد الأمين العام استمرار الدعم العربى للعراق فى جميع المجالات، مشيرا إلى التفاؤل الذى أبداه الرئيس جلال طالبانى لمستقبل العلاقات العربية مع العراق، وكذلك علاقات الجامعة العربية مع بغداد.
من جانبه أكد وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى أن بلاده تواصل استعداداتها المختلفة للقمة العربية المقبلة، وقال: القمة أكبر تحد يواجهنا بعد تشكيل الحكومة، كما أنها تمثل تحديا للقادة العرب لاحتضان العراق.
وحول التهديدات التى أطلقتها جماعات متطرفة تؤكد استهداف القادة العرب ، قال زيبارى: «نحن (حاسبين كل شىء) سواء من الناحية الأمنية أو اللوجستية»، مشيرا إلى أن هناك قرارا عربيا فى القمة العربية التى عقدت بمدينة سرت الليبية حول عقد القمة فى بغداد، ونعمل على توفير سبل نجاح القمة العربية.
وأضاف: وكما أن العراق يحتاج للعرب فإن العرب يحتاجون إلى عراق قوى وحر.
من ناحيته، استبعد ممثل الجامعة العربية فى العراق، السفير ناجى شلقم، أن يتم تغيير مكان انعقاد القمة العربية المقبلة المقرر أن تقام فى بغداد فى مارس المقبل، مؤكدا أن الحكومة العراقية مصرة على استضافة القمة، وأنها تواصل استعدادها لاستضافة القمة، مشيرا إلى أن الأوضاع الأمنية فى العراق تحسنت فى الفترة الأخيرة.
وقال شلقم فى تصريحات لـ «المصرى اليوم» فى بغداد: «إن الحكومة العراقية تستعد على قدم وساق لاستضافة القمة»، متوقعا انتهاء الاستعدادات العراقية لاستضافة القمة خلال الشهر المقبل.
وأضاف أنه يتابع الاستعدادات العراقية بنفسه، حيث يتم إعداد عدد كبير من المواقع والقصور والفنادق داخل المنطقة الخضراء، تمهيدا لاستضافة القمة، وأنه قام بجولتين فى الفترة الأخيرة داخل هذه المواقع إحداهما صاحبه خلالها السفراء العرب فى بغداد.
وأوضح أن وفدا من الجامعة العربية سوف يزور بغداد أوائل شهر فبراير المقبل، للوقوف على آخر الاستعدادات العراقية.
وحول عدد السفراء العرب المعتمدين فى بغداد، أكد «شلقم» أن عددهم وصل حتى الآن إلى 10 سفراء، هم سفراء مصر والإمارات والكويت والأردن واليمن والبحرين وسوريا وفلسطين، ولبنان وتونس، بالإضافة إلى بعثة الجامعة العربية.
وتعتبر زيارة موسى هى الثالثة للعراق منذ سيطرة قوات الاحتلال الأمريكى على العراق، حيث كانت الأولى فى 2005 والثانية فى 2009، الا أن ما يميز هذه الزيارة أنها تشتمل على عدد قياسى من اللقاءات.