رصدت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية بعض المفاهيم التى ترتبط بالثورات أو الاحتجاجات السلمية عبر التاريخ، ودعت إلى إعادة التفكير فيها لأنها ربما تكون غير صحيحة.
ومن هذه المفاهيم أن المقاومة السلمية جديرة بالإعجاب ولكنها «غير مجدية»، وهذا غير صحيح ـ بحسب المجلة ـ ففى ظل الأحداث السياسية الجارية، من الصعب عدم الاعتراف بأن الثورات السلمية هى أفضل وسيلة لخلع أى ديكتاتور.
والحقيقة أنه منذ عام 1900 إلى 2006، كانت المقاومة فى صورها السلمية، بهدف الإطاحة بالديكتاتوريين، أو القضاء على الاستعمار، أو حتى لتحقيق أهداف شخصية، أكثر نجاحا من المقاومات العنيفة التى تبحث عن الأهداف نفسها.
وترى «فورين بوليسى» أن السبب وراء ذلك هو أن الثورات السلمية تعلن مطالبها على نطاق أوسع وفى أماكن متنوعة ومختلفة، بالإضافة إلى أنها أقل خطورة، وهذا بعكس الحركات المتمردة العنيفة.
ويرى البعض أن الثورات السلمية تقود إلى الديمقراطية، وهو ما رأته المجلة غير دقيق، فليس بالضرورة أن تقود الثورات السلمية إلى الديمقراطية، فعلى الرغم من أن هناك ارتباطا قويا بين الحركات السلمية والديمقراطية، فإن هناك بالتأكيد بعض الاستثناءات، فمثلا قامت فى الفلبين العديد من الثورات السلمية، وعلى الرغم من ذلك، فهى مازالت تصارع من أجل تدعيم الديمقراطية والقضاء على الفساد.
وكما قال قائد حركة بورما المؤيدة للديمقراطية، والحائز على جائزة نوبل للسلام، «أونج سان سو كى»، إنه ليس من السهل أبدا إقناع الذين اكتسبوا السلطة بالقوة بأن يقودوا بلادهم إلى تغيير سلمى، وبالتالى فإن المقاومة السلمية لا تضمن الديمقراطية ولكنها على الأقل تمنع بعض الشرور.