«مفيش حد من مصر سأل فينا رغم أن لدينا كفاءات كثيرة فى مجال الطاقة النووية وسجلنا بياناتنا فى وزارة البحث العلمى فى سفارتنا بواشنطن، وعرضنا استعدادنا للمساهمة فى خدمة بلدنا».. هكذا بدأ الدكتور محمد صوان العالم المصرى وأستاذ الطاقة النووية بجامعة وسكانسن بالولايات المتحدة الأمريكية، والذى تخرج فى كلية الهندسة جامعة الإسكندرية- قسم الهندسة النووية فى دفعتها الأولى عام 1967، حواره مع «إسكندرية اليوم»، الذى انتقد فيه تجاهل المسؤولين لعلماء الذرة المصريين فى الخارج رغم إمكاناتهم وقدراتهم وعدم الاستعانة بخبراتهم فى بناء المحطة النووية الأولى فى مصر.
■ بداية أين تعمل حاليا؟
- أنا أستاذ الطاقة النووية بجامعة وسكانسن بالولايات المتحدة الأمريكية، وأرأس فريقا بحثيا مكونا من 5 أساتذة، بينهم مصرية و10 طلاب دراسات عليا، بينهم مصرى أيضا، ونعمل سويا فى أكبر مشروع لتكنولوجيا الاندماج النووى(ITER) تشترك فيه 7 مجموعات من دول: الاتحاد الأوروبى وأمريكا وروسيا والصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان، بتكلفة 15 بليون دولار لإقامة مفاعل نووى تجريبى لدراسة الاندماج النووى فى كاداراش بفرنسا.
■ منذ متى تعمل بالمشروع؟
- أعمل فيه منذ اليوم الأول الذى بدأ عام 1988.
■ وما تكنولوجيا الاندماج النووى؟
- الاندماج النووى عكس الانشطار وهو التكنولوجيا المعمول بها فى جميع المفاعلات النووية حاليا، وينتج عن كليهما (الانشطار أو الاندماج) طاقة رهيبة.
■ ومتى سيعمل مفاعل(ITER) التجريبى؟
- خلال عام 2019.
■ ومتى ستدخل تكنولوجيا الاندماج النووى حيز الإنتاج الفعلى؟
- بعد بداية تشغيل المفاعل التجريبى بحوالى 10 سنوات يمكن الحصول على المعلومات التى تمكننا من اختيار أنسب تصميم لمفاعل توليد الكهرباء من طاقة الاندماج النووى، وبهذا المعدل أعتقد أنه بعد 30 عاماً ستدخل هذه التكنولوجيا مرحلة الإنتاج الفعلى.
■ كم عدد المصريين العاملين بالمشروع؟
- يعمل بالمشروع حوالى 8 مصريين 6 منهم فى أمريكا وأستاذ فى اليابان وآخر فى فرنسا، وجميعهم خريجو قسم الهندسة النووية جامعة الإسكندرية.
■ أين مصر من هذه التكنولوجيا؟
- هناك أبحاث تتم فى قسم الهندسة النووية عن تكنولوجيا الاندماج النووى، ويجب التوسع فى ذلك النوع من الأبحاث لأنها ستحدد مستقبل العالم.
■ ما قدر مساهماتكم فى المحطة النووية المصرية التى ستقام فى الضبعة؟
- منذ أن أعلنت الدولة عن نيتها فى عمل أول مفاعل نووى سلمى مصرى طلبوا من جميع العلماء المصريين المختصين فى الخارج ملء استمارات فى السفارات المصرية فى الخارج تشمل الكفاءات والإمكانيات ومجال العمل والفترات التى يمكننا العمل بها والأوقات المناسبة لنا، وحتى الآن مفيش حد سأل فينا ولكننا نطالب بالمساهمة فى خدمة بلدنا، لأن جميع المصريين العاملين فى مجال الطاقة النووية على قدر عالٍ من الخبرة ويشغلون أهم المناصب مثل الهيئة الدولية للرقابة على الطاقة الذرية وهيئة الرقابة على المفاعلات بأمريكا، بالإضافة إلى خبرتهم فى مجال إنشاء المحطات وتشغيلها.
■ ما رأيك فى الجدل الذى أثير عن موقع الضبعة؟
- لم يكن هناك داع للجدل الذى أثير لأن الموقع مناسب جدا وآمن، وتمت دراسته بدقة وتكلفت دراسته مبالغ طائلة، أما عن استغلاله سياحيا فهذا خطأ، لأن المستقبل هو توليد طاقة نظيفة، ودخولنا فى مجال إنتاج الطاقة النووية أهم من المنتجعات، لكن يبدو أن الناس تعودوا عندما يكون هناك جدل فى مسألة هامة فى الدولة أن يتدخل الرئيس، هو لازم الريس يقول علشان الكل يسكت؟ لا يجب أن نتأخر أكثر من ذلك فى دخولنا هذا المجال، لقد علمنا الإسرائيليين والعرب مثل الأردنيين والإماراتيين والسعوديين الهندسة النووية وأغلب هذه الدول سبقتنا فى المجال.
■ هل هناك مخاطر من الإشعاعات الصادرة من المفاعل على الحياة بالضبعة؟
- الإشعاعات الصادرة عن مفاعل نووى تقل 100 مرة عن الإشعاعات الموجودة فى الطبيعة أو الأشعة الكونية، بالإضافة إلى الإشعاعات التى نتعرض لها يوميا، مثل التليفزيون والموبايل.
■ ما مدى إمكانية استغلال المنطقة المجاورة للمفاعل فى الأغراض السياحية والزراعية مستقبلا؟
- يمكن استغلال المناطق المجاورة للمفاعل فى جميع الأغراض دون قلق، لأن معدلات الأمان فى المفاعلات أصبحت متقدمة للغاية، ويوجد فى أمريكا 104 مفاعلات نووية، وفى فرنسا نحو58 مفاعلا، وتقام بجوارها زراعات وسياحة، والمواطن الأمريكى والأوروبى يدرك تماما أن الحياة بجوار المفاعلات لا تمثل خطرا عليه، فلا يعد ذلك عائقا للسياحة أو الزراعة مستقبلا.
■ ما رأيك فى التجربة الإيرانية؟
- إيران لها الحق فى بناء محطة سلمية وضمان الوقود اللازم لتشغيلها مثل أى دولة، والخلاف السياسى بينها وبين معظم دول الغرب دفعها لتأمين احتياجاتها من اليورانيوم المخصب عن طريق إنتاجه، حتى لا تقع تحت رحمة موردى اليورانيوم لأى ظروف سياسية.