x

المصريون جميعاً فى قداس عيد الميلاد

الجمعة 07-01-2011 18:57 | كتب: عماد خليل |


احتفلت الكنائس القبطية الأرثوذكسية فى أنحاء الجمهورية، الخميس بعيد الميلاد المجيد، وسط إجراءات أمنية مشددة كان أبرزها فى القاهرة حيث الكاتدرائية المرقسية بالعباسية التى تحولت لثكنة عسكرية، وشهدت تأمين الطرق المؤدية إليها مع وجود خبراء الكشف عن المفرقعات والكلاب المدربة، أما الدخول للكاتدرائية  فتم عبر مدخلين رئيسيين يتم المرور خلالهما من خلال بوابات الكشف عن المعادن.


وترأس البابا شنودة صلاة القداس ثم ألقى كلمته التى بدأت بتعزية أبناء الإسكندرية ونجع حمادى فى الشهداء لديهم، وبعد ذلك قدم البابا شنودة الشكر للرئيس «مبارك» قائلا: «هنا أذكر قول السيد محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية «دماء أبنائنا ليست رخيصة» وأشكره على هذه العبارة، وأشكره أيضاً على تهنئته بالعيد وتعزيته فى المكالمة التليفونية التى دارت بينى وبينه صباح اليوم، كما أشكره لأنه جعل عيد الميلاد عيداً وطنياً لجميع المصريين».

وفى تواجد ملفت للأنظار، حضر القداس عدد كبير من الوزراء والمسؤولين والفنانين والشخصيات العامة التى حرصت على الحضور وتهنئة الأقباط بعيد الميلاد وإعلان تضامن المصريين جميعا مسلمين ومسيحيين فى مواجهة الإرهاب، وقد أوفد الرئيس مبارك السيد سعيد كمال زادة كبير أمناء رئاسة الجمهورية إلى الكاتدرائية لتقديم التهنئة بعيد الميلاد، وكان من بين الحضور د. فتحى سرور وصفوت الشريف رئيسا مجلسى الشعب والشورى، كما كان من بين الحضور نجلا الرئيس علاء وجمال مبارك، وعدد كبير من الإعلاميين والفنانين والوزراء والمحافظين والسياسيين.


وكان حادث كنيسة القديسين قد ألقى بظلاله على الاحتفال بعيد الميلاد، حيث تسبب فى استنفار أمنى كثيف أمام الكنائس ليلة الخميس فى كل المحافظات، كان أبرزها فى القاهرة، ولكن الاحتياطات الأمنية ظهرت واضحة فى باقى المحافظات، ففى نجع حمادى نقل الأنبا كيرلس قداس عيد الميلاد إلى أحد الأديرة بدلا من المطرانية التى شهدت الأحداث المأساوية العام الماضى حيث رجحت مصادر من نجع حمادى إلى قيام الأسقف بذلك من أجل تأمين القداس، وفى الوراق قامت أجهزة الأمن بمنع الصحفيين من دخول كنيسة السيدة العذراء كما قامت بوضع حواجز مرورية على جانبى شارع الكورنيش لمنع السيارات من الوقوف بالقرب من الكنيسة،

وفى مسطرد كان عدد المصلين قليلاً بالنسبة ليوم الاحتفال بعيد الميلاد وقامت قوات الأمن بتحويل الطريق المؤدى للكنيسة من الكوبرى الدائرى حتى لا تسمح للسيارات بالدخول للشارع الذى تقع فيه الكنيسة الأثرية التى زارتها العائلة المقدسة وقد بدأ قداس العيد مبكرا، بينما حذر القمص عبدالمسيح بسيط كاهن الكنيسة الحضور من التجمع بعد القداس، مطالبا إياهم بالخروج فى أزواج، وأكد بسيط أن 99.9% من المسلمين يشعرون بآلام المسيحيين ويقفون معهم قلباً وقالباً وأن عدداً كبيراً منهم طلب حضور قداس العيد لكن الجهات الأمنية رفضت.


أما فى مطرانية الجيزة بشارع مراد فقد توافد ما يزيد على ثلاثة آلاف قبطى لصلاة القداس، الأمر الذى أدى للتزاحم أثناء خروجهم بعد القداس مما اضطر أمن الكنيسة لفتح باب ثان لتخفيف الزحام عن الباب المطل على شارع مراد، وقد كثف الأمن من تواجده أمام المطرانية ووضع حواجز حديدية تابعة لمديرية أمن الجيزة على امتداد 250 متراً لمنع السيارات من الوقوف أو الركن بالقرب من الكنيسة.

وشهدت  شبرا  إجراءات أمنية مشددة بوجود عربات الأمن المركزى فى الشوارع الرئيسية وإغلاق بعض الشوارع الجانبية المؤدية للكنائس، بالإضافة إلى انتشار أفراد أمن فى زى مدنى فى الشوارع، ونظم 25 مواطناَ وقفة احتجاجية بالشموع أمام كنيسة النعمة الرسولية يتقدمهم القس أيمن لويس، راعى الكنيسة، كما شهدت الشوارع لافتات سوداء كتب عليها «شعب واحد» وطن واحد و«مصريون ضد الإرهاب» فى شوارع الجيوشى والترعة البولاقية، وحرصت بعض الكنائس على إنهاء القداس مبكراً لتسهيل خروج المصلين.


وفى تجربة هى الأولى من نوعها، قامت 7 قنوات رسمية وخاصة منها قناتا «أغابى» و«سى تى فى» القبطيتان ببث موحد للقداس من مقر الكاتدرائية بالعباسية.


ووسط هذه الاحتفالات حظيت كلمة البابا شنودة باهتمام خاص، حيث أجمع عدد من الخبراء والقيادات القبطية، على أن خطاب البابا شنودة، كان بمثابة رسالة غضب مبطنة، رغم توجيهه الشكر للرئيس مبارك، وأن اللغة الهادئة التى استخدمها فى الخطاب مع تأكيده على قيم الصبر واحتمال الشدائد، جاءت مناسبة للظرف الذى تعيشه مصر حاليا، من تزامن احتفالات أعياد الميلاد مع حادث الإسكندرية، والذكرى الأولى لمذبحة نجع حمادى.

وقال الدكتور عماد جاد، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن كلمة البابا تعبر عن حالة الحزن والغضب والإحباط من النظام، عبر إشارته إلى حادثى الإسكندرية ونجع حمادى، فى الوقت الذى لم يسترسل فيه فى عبارات الشكر، مبديا حرصه على إظهار القيم الخاصة بالمحبة والسلام وعدم اللجوء إلى العنف والدعوة لنشر المحبة.


وأكد جمال أسعد، المفكر القبطى، عضو مجلس الشعب، أن الكلمة تتسق بشكل عام مع الظرف الحزين، الذى يعيشه الأقباط، لأن حادث الإسكندرية صادف الذكرى الأولى لمذبحة نجع حمادى. وحول توجيه الشكر للرئيس مبارك، قال «أسعد»: توجه البابا بشكر الرئيس، وراءه إحساس من البابا بخطورة الحادث على بنيان الدولة المصرية بشكل عام، وحرصه على تأكيد وحدة المصريين، مؤكدا أن الخطاب كان حكيما ومراعيا للظرف الذى تمر به مصر حاليا.


وقال هانى الجزيرى، المتحدث باسم حركة «أقباط من أجل مصر»: «إن كلمة البابا حملت تعزية للشعب المصرى بأكمله، لأن «البابا» يحمل هموم 80 مليون مصرى وهو رجل مسؤول. وأضاف: «إن خطاب البابا شدد كالمعتاد، على ضرورة التحلى بالصبر والتحمل، وفقا لتعاليم نصوص الكتاب المقدس.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية