x

الأطفال عيون ترصد.. ونفس تفزع ويسألون عن الإرهاب

الجمعة 07-01-2011 17:29 | كتب: أميرة طلعت |
تصوير : اخبار


مَن منا لم يتألم بحادث تفجيرات كنيسة القديسين.. ننفعل ونثور ونعبر عن غضبنا، لكن هناك عيوناً تجاورنا.. ترصد وتتابع ما يحدث وتسمع بأذنها كلمات ربما تسمعها للمرة الأولى مثل الإرهاب والتطرف والتشدد، فتتولد بداخلها عشرات الأسئلة ويتولد فى نفوسهم البريئة خوف من الخروج إلى الشارع أو المدرسة، تحسبا لتعرضهم لأحداث مثل التى تراها أعينهم على شاشات الفضائيات.. فكيف تتصرف الأسرة تجاه الأطفال إذا تأثروا بمثل هذه الأحداث؟


تقول دكتورة لميس الراعى، أستاذ الطب النفسى: «الطفل من أكثر الأشخاص الذين يتأثرون بما يحدث حولهم، خاصة الحوادث الدموية أو العنيفة، لأن الطفل لا يملك خبرة أو تجارب مع الحياة، لذا فتعرضه لحادث من هذا النوع أو حتى مجرد مشاهدته له على شاشات التليفزيون يخلق داخله قلقاً شديداً يسمى فى الطب النفسى «كرب ما بعد الصدمة»، حيث يسترجع الطفل المشاهد التى رآها أو عاشها مع خوف شديد، وفزع إذا سمع أى صوت عال، وقد يحكى لمن حوله مرارا عما رآه بخوف شديد، بالإضافة إلى شعوره بعدم الأمان وعدم الثقة بالنفس، وحدوث اضطرابات جسمانية مثل القىء والمغص والتبول الليلى اللا إرادى ورفض الطعام، ويمكن أن تظهر عليه اضطرابات سلوكية مثل التمرد على الأهل أو الخوف من الخروج من المنزل.


أول ما يبادر ذهن الطفل هو «لماذا حدث ذلك؟» وهنا لابد أن يكون رد الأهل منطقياً وفى نفس الوقت مناسب لسن وعقلية الطفل، وأن يشرحوا له ما حدث بطريقة مبسطة حتى لا تهتز المفاهيم الأخلاقية فى نفسه، ويمكن أن نقول له: «ناس مش كويسة هما اللى عملوا كده، عايزين يضايقونا، زى لما ولد سيئ فى المدرسة بيضايقك انت وصاحبك ويعمل بينكم مشكلة»، ونقوم بطمأنته بأن نقول له مثلا: «إن الحادثة لن تتكرر مرة ثانية مادمت أنت وأصحابك كويسين مع بعض»، ونسعى لتوصيل الفكرة له من خلال أمثلة من واقعه، ولابد أن يأتى دور الأهل هذا أولا، فإذا استمرت مخاوف الطفل هنا نلجأ للطبيب النفسى ويخضع الطفل إلى جلسات علاج تعمل على إزالة مخاوفه، مع استمرار دور الأهل، أما فى حالات الفزع الشديد، فيحتاج الطفل إلى علاج دوائى.


الطفل فى مرحلة الحضانة لا يدرك أن هناك فروقاً بينه وبين غيره، سواء فى الدين أو المستوى الاجتماعى، وتلك هى الفطرة السليمة، ولابد على الأسرة أن تعزز تلك المشاعر بداخله، ونفس الدور فى المدرسة، فإذا شعر بأن هناك تمييزاً لزميل بسبب مستواه الاجتماعى سيؤثر فى نفسيته، وكذلك رؤيته بعضاً من زملائه وهم ينفصلون عنهم فى حصة الدين ستربك مفاهيمه، لذا يمكن تطبيق اقتراح تدريس مادة الأخلاق على الطلبة فى السن الصغيرة، خاصة مع وجود مصادر أخرى يستطيعون من خلالها معرفة تعاليم دينهم مثل البيت والمسجد والكنيسة، ويمكن بعد ذلك تدريس مادة التربية الدينية فى مرحلتى الإعدادى والثانوى لأنهم يصبحون أكثر تفهما ووعيا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية