طالبت مصادر رسمية بوزارة الزراعة بمراجعة منظومة الإنتاج الداجنى، والرقابة على الأسواق، للسيطرة على انفلات أسعار الدواجن، استغلالا لحالة تعطيش الأسواق بمختلف السلع لتحقيق أرباح ضخمة، دون الالتزام بآليات السوق، وغياب النظام الرقابى على محال البيع.
وشددت المصادر على ضرورة تقديم حزمة من التسهيلات اللازمة لدعم الصناعة المحلية، من بينها تخفيض الجمارك على مستلزمات الإنتاج، ووضع سعر استرشادى للبيع للالتزام به خلال مراحل تداول الإنتاج، وتغليظ العقوبات على المخالفين، وتفعيل دور جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية لملاحقة المخالفات، في حالة ثبوت تورط الشركات الكبرى المنتجة للدواجن في هذه المخالفات.
وقال المهندس سمير سويلم، ممثل اتحاد الغرف التجارية لشؤون اللحوم والدواجن والأسماك، لـ«المصرى اليوم»، إن حجم استهلاك مصر السنوى من الدواجن يعادل مليون طن سنويًا، منها 850 ألف طن إنتاج محلى، بينما تتم تغطية باقى الكمية باستيراد 100 ألف طن من الدواجن لتلبية احتياجات الاستهلاك، بقيمة مليار دولار سنويًا، مشيرًا إلى أن لحوم الدواجن المستوردة تُستخدم لسد فجوة الإنتاج المحلى، وإمداد القرى السياحية ومراكز شركات البترول في الصحراء والفنادق والمطاعم باحتياجاتها من الفراخ المجمدة المستوردة.
وأوضح سويلم أن احتياج مصر سنويا من الدواجن المستوردة يبلغ نحو 100 ألف طن، يتم استيرادها بنسبة 60% للشركة القابضة للصناعات الغذائية والجيش والشرطة، والـ40% الباقية يستوردها القطاع الخاص بشركاته المختلفة، لافتًا إلى أن سجلات هيئة الرقابة على الصادرات والواردات تفيد بأنه حتى 15 نوفمبر 2016، تم استيراد نحو 3600 حاوية، بما يقرب من 90 ألف طن، خلال عام كامل، مستبعدًا أن يتم استيراد كمية 147 ألف طن في عشرة أيام، منذ مارس حتى 15 نوفمبر الماضى.
وأضاف سويلم أن المبالغة في الأرقام دون مستندات قد تهدم قطاع المستوردين بالكامل، مشيرًا إلى أن الدواجن المستوردة لا تنتج إلا تحت إشراف أطباء بيطريين، يتم اختيارهم من أطباء الهيئة العامة للخدمات البيطرية، ويسافرون إلى بلد الإنتاج للإشراف على الذبح والإنتاج، موضحًا أن الإشراف على كميات 147 ألف طن من الدواجن يحتاج إلى أعداد ضخمة من المشرفين، لا يمكن توفيرها بهذه السرعة.
وكشف أن أسعار طن الدواجن المستوردة من الخارج تصل إلى 1650 دولارًا للطن، بنحو 35 جنيهًا للكيلو، دون جمارك، تُضاف إليه 30% جمارك، وهو ما يرفع سعر الكيلوجرام إلى 43 جنيهًا للمستهلك، ويرتفع سعر الكيلو إلى 45 جنيها في حالة ارتفاع سعر صرف الدولار إلى 20 جنيهًا، بينما يصل سعر كيلو الدواجن المحلية المذبوحة إلى 24 جنيهًا، بما يقل عن أسعار الدواجن المستوردة.
وتابع ممثل اتحاد الغرف التجارية أن 95% من المصريين يفضلون استهلاك الدواجن من الإنتاج المحلى لأسباب تاريخية في عاداتنا وتقاليدنا، وهى أن الذبح يتم أمام عينى المستهلك، والسبب الآخر أنها أرخص من المستوردة بـ6 جنيهات في الكيلو، ما يعنى عدم وجود أي تعارض أو استغلال للمواطن، موضحًا أن الدواجن المستوردة هي لسد الحاجة لمنشآت وشريحة معينة قادرة على استهلاكها.