طالب اتحاد الناشرين، الحكومة بضرورة مشاركة الناشرين والمثقفين في إصدار الكتب المدرسية، حتى يمكن مواجه المشكلة التي يعاني منها الكتاب والناشرين بسبب ضعف حركة النشر في مصر. كما أكد الدكتور أحمد مجاهد, رئيس الهيئة العامة للكتاب, على أن معرض الكتاب الذي أقيم بفيصل هذا العام، سوف يستمر ليصبح معرضًا سنويًا.
وأكد مثقفون، خلال اختتام فعاليات معرض الكتاب بفيصل مساء الخميس، والذي امتد من 5 إلى 25 أغسطس لأول مرة بأرض هيئة الكتاب في حي فيصل، أن مصر تعاني أزمة توزيع للكتب بسبب «عدم وجود شركات متخصصة في هذا المجال» وأن المؤسسات التابعة للدولة والتي تعمل في هذا المجال «تعمل وفق آليات القرن التاسع عشر».
من جانبه، أكد الدكتور أحمد مجاهد, رئيس هيئة العامة للكتاب، أن معرض فيصل الرمضانى للكتاب «أصبح معرضًا سنويًا للكتاب، وتم وضعه على خريطة المعارض المصرية»، مشيراً إلى أن محافظ الجيزة وافق على إقامة مكتبات دائمة للكتاب فى الجزء المطل على شارع فيصل.
وأكد مجاهد، خلال ندوة المعرض حول «مستقبل الكتاب بين النشر والتوزيع» أن الأرض المقام عليها المعرض سوف تكون «النواة الأولى فى مشروع شركة التوزيع المصرية، كما ستخصص الأرض للنشاط الثقافى ومعارض الكتب فقط».
وقال إن المعرض «حقق هدفه الأساسي فى خلق حراك ثقافى وتعويض الناشرين عن إلغاء معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام بسبب تداعيات أحداث ثورة يناير»، مشيرا إلى أن حركة بيع الكتب لاقت رواجًا كبيرًا منذ اليوم الأول عقب افتتاح المعرض مباشرة وعلى مدار 20 يوماً ظلت حركة البيع فى تزايد مستمر حتى وصلت إلى 300 ألف جنيه، وزار المعرض حوالى 25 ألف زائر.
ولفت إلى أن من بين الشخصيات المهمة التى زارت المعرض وليام جوباك, مدير مكتبة الكونجرس, الذى أشاد بالمعرض وبإمكانية إقامة هذا الحدث الثقافى رغم الظروف التى تمر بها مصر.
وقال حلمى النمنم, رئيس مجلس إدارة دار الهلال, إن «هناك تصورًا أن الناس انصرفت عن الثقافة, إلا أن إذ الثورة تعيد حاليا تشكيل الوعى المصرى فهى تعيد تشكيل الثقافة المصرية».
وأكد النمنم أن مصر بها مشكلة توزيع حيث لا توجود شركات أو مؤسسات خاصة لتوزيع الكتاب، مشيرا إلى أن المؤسسات الحالية «تعمل بمنطق القرن التاسع عشر»، متوقعا أنه «لو وجدت مؤسسة خاصة بالطباعة ومؤسسة خاصة بالنشر فإن هذا سيفيد حالة الكتاب فى مصر». وشدد على ضرورة التوجه إلى الأقاليم خاصة أن كل الأنشطة محصورة في القاهرة, متسائلاً «أين الصعيد وماذا عن سيناء؟».
وأكد محمد رشاد, رئيس اتحاد الناشرين, أننا في مصر بحاجة إلى إنشاء شركة للتوزيع لا تقتصر على الناشرين وإنما يساهم فيها جميع العاملين في مجال النشر، خاصة أن القارئ فى مصر يشترى الكتاب من العام للعام وهذا يؤثر على حركة النشر، حسب قوله.
وأشار رشاد إلى أن «الثقافة واجب أساسي, وعلى الدولة أن تتوسع فى إنشاء المكتبات العامة»، مطالبا بضرورة أن يشارك المؤلفون والناشرون فى إصدار الكتاب المدرسى, وهذا ما يساهم بنسبة كبيرة فى حركة النشر فى الدول المتقدمة.
وأشار إلى أن العلاقة بين اتحاد الناشرين وهيئة الكتاب فى السنوات السابقة «لم تكن جيدة.. كان هناك نوع من التهميش، إلا أننا بدأنا في التعاون على استحياء منذ فترة وتحول الأمرإلى علاقة شراكة بعد ثورة يناير».