قالت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، إن صفقات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مجالات البترول والطاقة تضاعف النفوذ الروسي في الشرق الوسط.
وأضافت الوكالة، أمس الثلاثاء، إنه بعد إعادة تقديم روسيا نفسها كقوة رئيسية في الشرق الأوسط من خلال تدخلها العسكري في سوريا، تستخدم موسكو الآن الطاقة لتوسيع نفوذها في المنطقة من خلال سلسلة من الاتفاقيات التي تسمح لروسيا ودول الخليج للتعاون في المجالات التي تلبي مصالحهم، والتي تمتد خارج الصراع المسلح في سوريا.
وأفادت أن الشركات والدبلوماسيين الروس يحققون نجاحات في دول كانت تميل للمعسكر الشرقي خلال الحقبة السوفيتية في شمال أفريقيا وإيران، عن طريق إحياء تجارة الأسلحة والطاقة، والعلاقات السياسية التي خفتت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، كما أعادت روسيا بناء علاقة قوية مع مصر في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ونظرا أن روسيا لديها تاريخ طويل في الشرق الأوسط، بعد أن خاضت العديد من الحروب مع بلاد فارس والإمبراطورية العثمانية على مدى قرون، وبدأت علاقتها المباشرة في العالم العربي أثناء الحرب الباردة، ودعم مصر في عهد الرئيس جمال عبدالناصر والجزائر، وكذلك سوريا، العراق، ليبيا، وجنوب اليمن.
وذكرت الوكالة أن روسيا، خلال الشهر الماضي وحده، توسطت في أول صفقة بين منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، والدول غير الأعضاء منذ 15 عاما لخفض إنتاج النفط، وحصلت على استثمارات قدرها 5 مليارات دولار من قطر في شركة النفط العملاقة «روسنفت» شركة مساهمة عامة، والتي لحقها موافقة «روسنفت» على دفع ما يصل نحوه إلى 2.8 مليار دولار لشراء حصة في حقل الغاز المصري «ظهر».
وأشارت الوكالة إلى تصريحات، رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع الروسي، وقال فيودور لوكيانوف، التي قال خلالها ان «روسيا حريصة حقا على زيادة نفوذها في الشرق الأوسط من خلال كل الوسائل»، مضيفا أن «طموحات الخليج لا تزال محدودة لأن أمن الولايات المتحدة والعلاقات الاقتصادية راسخة».
وأوضحت الوكالة أن تلك التصريحات هي انعكاس لكيفية تحول الأحداث في المنطقة لصالح «بوتين» بشكل نادر، في مقابل ضعف تحالفات الولايات المتحدة في الخليج في السنوات الأخيرة، وتأثير هبوط أسعار النفط على اقتصاديات الخليج، مما جعل الاعتراف بأن روسيا لم يعد من الممكن تجاهلها في قضايا الأمن الإقليمي.
وقالت الوكالة إنه في حين انضمام روسيا إلى صناعة الغاز الطبيعي المسال هو أمر جديد نسبيا، فإن تجارة الأسلحة، تفتح الباب أمام روسيا للبدء من حيث انتهى السوفيت، وقدّرت الوكالة حجم مبيعات الأسلحة الروسية بين عامي 2006 و2015 إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما قيمته 12.7 مليار دولار من الأسلحة، مقارنة مع 6 مليارات دولار فقط في العقد السابق.
وقال زميل مركز «تشاتام هاوس» للدراسات، نيكولاي كوزنوف، إن روسيا استفادت من الإعلان عن فاعلية ترسانتها العسكرية في سوريا، وكذلك فك ارتباط الولايات المتحدة من المنطقة، وتابع أن «سوق دول مجلس التعاون الخليجي صعبة للغاية تنافسية بالنسبة لروسيا، ولكن موسكو تخترقها ببطء»، مؤكدا تزايد نشطات المبيعات الروسية خارج دول مجلس التعاون الخليجي، حيث وقعت مصر على اتفاق بمليارات الدولارات لشراء طائرات روسية وأسلحة أخرى في عام 2014، في حين أن مبيعات إلى العراق تنمو والمفاوضات بعد رفع العقوبات جارية مع إيران، والتي تعد سوقا كبير للأسلحة محتمل للكرملين. لا تزال الجزائر المستهلك الأضخم من الأسلحة الروسية.
وشددت الوكالة على أن ليبيا هي رهان «بوتين» الأكبر المقبل في الشرق الأوسط، بعد سوريا، حيث حرصت موسكو على إقامة علاقات مع القائد العسكري الليبي خليفة حفتر، الذي زار موسكو مرتين في الأشهر الست الماضية لطلب الدعم المسلح، وأضافت الوكالة أنه في حال فوزه، ستكون مكافأة كبيرة.
حيث خسرت شركة مبيعات الدفاع الروسية «روسوبورون إكسبورت»، 4 مليارات دولارات على الأقل من العقود، وخسرت شركة «جازبروم» الروسية خسرت عدة مليارات أكثر في صفقات تنقيب عن النفط واستخراجه، والتي وقعتها روسيا العقيد معمر القذافي قبل الإطاحة به في .2011