x

السفير الإريترى بالقاهرة فاسيل جبر سيلاسى تكلا:علاقاتنا مع مصر استراتيجية.. ومع إثيوبيا لا سلم ولا حرب

تطوير علاقاتنا مع مصر ليس موجهاً ضد إثيوبيا .. و«أفورقى» زار مصر 23 مرة خلال 25 عاماً
الثلاثاء 20-12-2016 22:23 | كتب: جمعة حمد الله |
المصري اليوم تحاور السفير الإريترى بالقاهرة «فاسيل جبر سيلاسى تكلا» المصري اليوم تحاور السفير الإريترى بالقاهرة «فاسيل جبر سيلاسى تكلا» تصوير : أيمن عارف

قال السفير الإريترى بالقاهرة فاسيل جبر سيلاسى تكلا، إن العلاقات المصرية الإريترية متميزة وقديمة جدا، مشيرا إلى أن الرئيس الإريترى أسياس أفورقى زار مصر 23 مرة فى 25 عاما هى عمر بلاده بعد استقلالها عام 1991.

وأضاف «تكلا» فى حوار مع «المصرى اليوم»: أن الزيارة الأخيرة للرئيس أفورقى للقاهرة كانت أفضل زيارة حيث وضعت النقاط فوق الحروف لتطوير العلاقات بين الدولتين، مشيرا إلى أن أفورقى كان أول رئيس دولة فى العالم يقوم بزيارة رسمية لمصر عقب ثورة 30 يونيو.

وفيما يلى نص الحوار:

المصري اليوم تحاور السفير الإريترى بالقاهرة «فاسيل جبر سيلاسى تكلا»

■ مع كل زيارة يقوم بها الرئيس الإريترى أسياس أفورقى يكون هناك حديث متكرر عن تطوير فى العلاقات المصرية الإريترية، فأين تقف العلاقات بين البلدين فى المرحلة الحالية؟

- أولا أود التأكيد على أن العلاقات بين مصر وإريتريا قديمة جدا، ففى فترة الثورة وفتحت مكاتب للثورة الإريترية فى مصر، وكانت تحتضن الطلاب الإريتريين، وكثيرين من المصريين والإريتريين لا يعلمون أن الثورة الإريترية بدأت فى عام 1961، وإذا كانت بعض الدول العربية قدمت كثيرا من المساعدات للثورة الإريترية بعد عام 1961، ومصر فى الخمسينيات اعترفت بإريتريا وقت الاتحاد الفيدرالى بين إريتريا وإثيوبيا، والعالم وقتها لم يكن يعرف دولة اسمها إريتريا، وفتحت مصر وقتها نادى للطلبة الإريتريين وأى طالب يأتى إلى مصر قبل بداية الثورة الإريترية ولم تكن معة أى أوراق تثبت أنه إريترى كان هذا النادى وقتها يمثل سفارة إريترية يصدر له خطاب بهويته، وبعد استقلال إريتريا عام 1991 بقوة السلاح قمنا بإجراء استفتاء والعالم بدأ يعترف بنا كدولة مستقلة عام 1993، أى أن إريتريا تعتبر دولة مستقلة منذ حوالى 25 عاما، وخلال هذه السنوات زار الرئيس الإريترى أسياس أفورقى القاهرة حوالى 23 مرة، وهذا الأمر يوضح مدى قوة العلاقات بين القاهرة وأسمرة.

نحن ننظر لعلاقاتنا مع مصر على أساس أنها علاقات استراتيجية وقوية، ولكن للأسف رغم الزيارات الكثيرة التى قام بها الرئيس أسياسى لمصر إلا أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين لم تتطور بالشكل الكبير وهذا الأمر يعود لأسباب كثيرة خاصة بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك فى أديس أبابا عام 1995، حيث قطع كل العلاقات مع الدول الأفريقية بدون ذنب تقترفه الدول الأفريقية، وكان وقتها مباحثات لتطوير العلاقات بين مصر وإريتريا لكنها لم تتطور بالشكل الكافى.

■ ولكن من بعد ثورة 30 يونيو هناك اتجاه مصرى لتطوير العلاقات مع الدول الإفريقية؟

- الرئيس أسياس أفورقى كان أول رئيس يقوم بزيارة رسمية إلى مصر عقب تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى السلطة، وشارك قبلها فى حفل تنصيب الرئيس السيسى، وقبل أيام قام الرئيس أفورقى بزيارة للقاهرة أى أن الرئيس الإريترى زار مصر خلال العامين الأخيرين 3 مرات، وهذا يوضح أن هناك رغبة مشتركة من الجانبين للوصول بالعلاقات إلى مرحلة العلاقات الاسترايتيجية بين الدولتين.

وأود التأكيد هنا بكل أمانة وصراحة أن الزيارة الأخيرة للرئيس الإريترى كانت أفضل زيارة، حيث وضعت النقاط فوق الحروف لتطوير العلاقات بين الدولتين.

■ وماذا كانت أهم نتائج هذه الزيارة؟

المصري اليوم تحاور السفير الإريترى بالقاهرة «فاسيل جبر سيلاسى تكلا»

- لأول مرة فى تاريخ العلاقات يتم الحديث عن كيفية تطوير العلاقات الاقتصادية سواء فى المجال الزراعى والثروة السمكية والبنية التحتية والكهرباء فليس هناك مجال إلا ونطلب من المصريين أن يتعاونوا معنا فى تطوير إريتريا، ووجدنا استجابة كاملة من الجانب المصرى فى التعاون معنا، ونحن نتوقع فى شهر يناير المقبل أن تكون هناك خطوات إيجابية كبيرة جدا فى تطوير العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وأسمرة.

■ وكم يبلغ حجم التبادل التجارى؟

- حجم التبادل التجارى ضئيل جدا، وهذا نتيجة لبعض الأوضاع سواء داخل إريتريا حيث عانى الاستثمار من بعض المشاكل، وكذلك الأوضاع فى مصر خلال السنوات الخمس الماضية والتى دفعت المصريين للاهتمام بالوضع الداخلى أكثر من الانطلاق فى أفريقيا، وأنا حضرت 5 زيارات للرئيس الإريترى للقاهرة بصفتى سفيرا لبلادى فى مصر، أؤكد لك من جديد أن الزيارة الأخيرة للرئيس أسياس تمثل دفعة كبيرة فى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

■ هل تم التوقيع على أى اتفاقيات خلال الزيارة؟

المصري اليوم تحاور السفير الإريترى بالقاهرة «فاسيل جبر سيلاسى تكلا»

- سيقوم وفد مصرى عالى المستوى بزيارة مرتقبة لإريتريا لوضع الترتيبات النهائية لبرامج التعاون التى سيتم التوقيع عليها.

■ لفترة طويلة كانت مشاكل مراكب الصيد المصرية تمثل أزمة بين مصر وإريتريا.. وكانت هناك تقارير تتحدث عن اتفاقية بين البلدين لتنظيم عملية صيد المراكب المصرية فى المياه الإقليمية الإريترية فما مصير هذه الاتفاقية؟

- من ضمن الاتفاقيات التى سيتم توقيعها بين مصر وإريتريا فى الفترة المقبلة اتفاقية تتعلق بالثروة السمكية.

■ البعض ينظر لأى محاولات لتطوير العلاقات بين القاهرة وأسمرة على أنها موجهة فى الاساس للطرف الثالث فى العلاقة وهى أديس أبابا.. ما تعليقك على هذا الأمر؟

- هذا الأمر غير صحيح، فنحن كإريتريين لا ننظر لعلاقاتنا مع مصر من هذه الزاوية، فإريتريا دولة وإثيوبيا دولة، ومن حق مصر أن يكون لها علاقات أكثر من ممتازة مع إثيوبيا وكذلك من حقها أن تكون لها علاقات أكثر من ممتازة مع إريتريا، وليس لدينا أى حساسية فى أن تكون هناك علاقات متميزة بين إثيوبيا وأى دولة فى العالم.

وأؤكد من جديد أن تطوير العلاقات بين مصر وإريتريا ليست ضد إثيوبيا، كما أن تطوير العلاقات بين مصر وإثيوبيا ليس على حساب إريتريا.

■ هناك من يتحدث عن ضرورة تطوير العلاقات بين مصر وإثيوبيا والسودان أو ما يعرف بدول حوض النيل الشرقى، فهل مطروح أن تنضم إريتريا للدول الثلاث؟

- أولا إريتريا دولة مراقب فى مجموعة دول حوض النيل، ومن وجهة نظرنا أنه إذا كان الله حبا دول الحوض بمياه النيل فهو لم يحابها بالمياه فقط وإنما بالعلاقات الإنسانية بين شعوبها.

■ من وجهة نظرك كيف يمكن أن تصبح مياه النيل عامل وفاق بين كل دول الحوض؟

- بشرط واحد إذا أراد الإنسان أن يستخدم مياه النيل فى التنمية الاقتصادية فقط بعيدا عن الأهداف السياسية فهذا سيكون أكبر رابط بين شعوب الحوض، وكما ذكرت لك فالنيل هبة من الله وإذا استخدمناه لأهداف سياسية فالنتيجة ستكون ليست جيدة.

■ إثيوبيا اتهمت إريتريا مؤخرا بلعب دور فى أحداث «الأورمو»، كما اتهمت مصر أيضا، فهل لأسمرة أى دور فى هذه الأحداث؟

المصري اليوم تحاور السفير الإريترى بالقاهرة «فاسيل جبر سيلاسى تكلا»

- ليس لنا أى دور فى الأحداث التى شهدتها إثيوبيا، فسياستنا ثابتة وهى عدم التدخل فى الشؤون الداخلية لأى دولة، وكما تعلم فإن أى دولة تتعرض لمشاكل داخلية دائما تبحث عن طرف ثالث لإلقاء اللوم عليه واتهامه بالتسبب فى هذه المشاكل، وذلك إرضاء للرأى العام الداخلى فى هذه الدولة.

وبالرغم من احتلال إثيوبيا جزءا من أراضينا وعدم وجود أى علاقات دبلوماسية بيننا لكننا ننظر دائما إلى إثيوبيا كدولة موحدة ولا نتدخل فى شؤونها الداخلية، وفى الفترة الأخيرة عندما تحدث أى مشكلة فى إثيوبيا يتم إلقاء الاتهام لإريتريا، والآن يقولون مصر وإريتريا هم السبب.

والمظاهرات التى شهدتها إثيوبيا مؤخرا كانت ضخمة جدا وأمر غير طبيعى أن تحرك إريتريا ومصر كل هذه الأعداد من الشعوب الإثيوبية.

■ هل هناك بوادر لحل الأزمة بين إريتريا وإثيوبيا؟

- الأمور ما زالت متأزمة وهذا لا يعود للموقف الإثيوبى، وإنما للموقف الأمريكى، والإثيوبيون لا يزالون يحتلون جزءا من أراضينا حتى هذه اللحظات وهى منطقة «بادومى» ويرفضون تنفيذ حكم محكمة العدل الدولية بتبعية هذه المناطق لإريتريا.

والأوضاع بين إريتريا وإثيوبيا حاليا تذكرك بالأوضاع التى كانت بين مصر وإسرائيل فى الفترة من 1967 و1973 وهى حالة اللا سلم واللا حرب.

■ لماذا تلقى مسؤولية توتر العلاقات بين إريتريا وإثيوبيا على الولايات المتحدة؟

المصري اليوم تحاور السفير الإريترى بالقاهرة «فاسيل جبر سيلاسى تكلا»

- عندما نعود للتاريخ فإريتريا كانت دولة محتلة من جانب إيطاليا، والإنجليز دخلوا إريتريا أثناء الحرب العالمية الثانية من السودان وظللنا فى الفترة من 1942 إلى عام 1952 تحت الإدارة البريطانية، وبعدها تم إعلان الدول التى كانت تحت الاحتلال الإيطالى مثل الصومال وليبيا، ماعدا إريتريا، وذلك نتيجة لموقعها الاستراتيجى على البحر الاحمر والصراع فى ذلك الوقت بين القطبين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى على مناطق النفوذ، الأمريكان دفعوا على أساس أن يكون هناك اتحاد فيدرالى بين إريتريا وإثيوبيا وفرض علينا هذا الاتحاد عن طريق الأمم المتحدة فى عام 1952 دون الوضع فى الاعتبار رغبة الشعب الإريترى، وفى ذلك الوقت قال وزير الخارجية الأمريكى دالاس «إنه من مصلحتنا فى واشنطن ومن مصلحة أصدقائنا فى المنطقة أن يكون هناك اتحاد فيدرالى بين إثيوبيا وإريتريا».

وعند إعلان الاتحاد الفيدرالى استفادت الولايات المتحدة بإقامة أكبر قاعدة اتصالات فى العالم بإريتريا على ساحل البحر الأحمر، وفى عام 1974 عندما سقط الإمبراطور هيلاسيلاسى، بانقلاب عسكرى تغيرت تحالفات أديس أبابا نحو الاتحاد السوفيتى وتم طرد الولايات المتحدة من قاعدتها فى إريتريا وحل مكانها الاتحاد السوفيتى، وفى عام 1991 عندما استقلت إريتريا، طلبت الولايات المتحدة عقد اجتماع عاجل فى لندن بين الرئيس أسياس أفورقى ورئيس الوزراء الإثيوبى السابق ميليس زيناوى مع مسؤول الدائرة الإفريقية بالخارجية الأمريكية فى ذلك الوقت، وقال المسؤول الأمريكى بوضوح إن واشنطن ليست مع استقلال إريتريا وأنهم يدعمون أن تظل إريتريا فى إطار إثيوبيا مع حكم ذاتى متطور وهو ما رفضناه وطرحنا إجراء استفتاء ليختار الشعب الإريترى مصيره وطلبنا من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى مراقبة الاستفتاء، كان وقتها أمين عام الأمم المتحدة هو المصرى العظيم الدكتور بطرس غالى والذى لو كان حيا يرد على هذا السؤال بأن الولايات المتحدة كانت لآخر لحظة ترفض هذا الاستفتاء، وتم الاستفتاء وجاءت نتيجته 99.85% لصالح الانفصال عن إثيوبيا وبدأت دول العالم الاعتراف بدولتنا المستقلة من ضمنها واشنطن.

وعندما اعترفت الولايات المتحدة بإريتريا تصورت أننا كدولة خرجنا من حرب استمرت حوالى 30 عاما واقتصادنا ضعيف، أنه يمكن وضع شروطها على الطاولة وطلبوا إعادة القاعدة الأمريكية فى إريتريا ولكننا رفضنا هذا الأمر وطلبوا تسهيلات فى البحر الأحمر للبحرية الأمريكية ورفضنا أيضا، ووقت التدخل العسكرى الأمريكى فى الصومال كنا الدولة الوحيدة التى أدانت هذا التدخل، فأرادت واشنطن معاقبتنا فدفعوا إثيوبيا لإعلان الحرب علينا بسبب منطقة على الحدود وذلك بالرغم من العلاقات فى ذلك الوقت مع إثيوبيا، وكان هذا لسبب أن تعطى واشنطن درسا لإريتريا.

■ هناك عدد من التقارير تتهم إريتريا بدعم حركة الشباب فى الصومال ما تعليقك؟

المصري اليوم تحاور السفير الإريترى بالقاهرة «فاسيل جبر سيلاسى تكلا»

- كانت هناك دعاية كبيرة ضدنا بوجود قوات إريترية فى الصومال، ولكن عندما دخلت إثيوبيا الصومال لم تجد إريتريا واحدا فى الصومال، وتم تكوين لجنة خاصة منذ 3 سنوات وكل عام تصدر هذه اللجنة تقارير سنوية تؤكد أنه لا يوجد أى دليل على أن إريتريا ساعدت حركة الشباب فى الصومال وبالرغم من ذلك لا تزال العقوبات مفروضة علينا.

وكما ذكرت لك لا يوجد أى دليل رسمى يؤكد هذه الدعايات المغرضة ضد إريتريا، والإثيوبيون والأمريكان يطلقون مثل هذه الدعايات.

■ وكيف تفسر محاولة الزج بإريتريا فى كل مشكلات القرن الأفريقى.. هل هى محاولة لشيطنتها؟

- أولا لتشوية صور إريتريا، فى كل مرة يتحدثون عن وجود مشكلات بين إريتريا مع السودان مرة ومع إثيوبيا مرة أخرى ومع اليمن مرة ثالثة وجيبوتى، فهذا الأسلوب من الأمريكان لفرض عزلة على إريتريا بالمنطقة، بأن يكون جميع جيرانك أعداءك، وهذا كله لسبب واحد هو أننا نحترم قرارنا السياسى.

■ أيضا هناك تقارير متعددة تتحدث عن وجود عسكرى إسرائيلى فى إريتريا وأيضا إيرانى؟

- المضحك أن كثيرا من الصحفيين العرب يحصلون على معلوماتهم وهم جالسون فى مكاتبهم تحت التكييف من تقارير المخابرات الأجنبية ويعتبرونها حقيقة ويكتبون عنها، ولن أذيع سرا هنا أنه عندما أثيرت مسألة وجود قواعد عسكرية إسرائيلية فى إريتريا قامت بعض الدول بإرسال وفود وزارت المناطق التى تردد أن بها قواعد عسكرية إسرائيلية ولم يجدوا أى شىء، ونحن إذا أردنا أن نعطى دولة قواعد فى بلادنا كان من الأولى أن نمنح الولايات المتحدة هذه القواعد ونحل مشاكلنا، فأكبر مشاكلنا مع واشنطن كما ذكرت لك فى السابق أننا رفضنا إعطاءها قواعد أو تسهيلات فى البحر الأحمر.

والغريب فى الأمر أن يردد البعض أن هناك قواعد إسرائيلية فى إريتريا وفى ذات الوقت توجد بها قواعد إيرانية، فهل توجد دولة فى العالم تمنح إسرائيل وإيران قواعد عسكرية فى مكان واحد؟، فهذا أمر مستحيل.

■ كان هناك مقترح إريترى بخلق تكتل يجمع الدول التى تطل على البحر الأحمر للمحافظة على أمنه، فما مصير هذا المقترح؟

- نحن قدمنا هذا المقترح منذ أكثر من 23 عاما، وكانت وجهة نظرنا تتمثل فى الدول المطلة على البحر الأحمر هم الأولى بحمايته.

وردد البعض أن إريتريا بسبب أن لها علاقات مع إسرائيل ترغب فى جر الدول المطلة على البحر الأحمر لإقامة علاقات مع تل أبيب، ونحن أكدنا أكثر من مرة أننا لم نطرح مثل هذا الأمر على الإطلاق، وما ذكرناه هو أننا يمكن الدعوة لاجتماع يضم الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر.

ونحن نذكر دائما أن الدولتين الكبيرتين على البحر الأحمر هما مصر والسعودية والدول الأخرى صغيرة ومن الممكن أن يقوما بالدعوة لمثل هذا الاجتماع، ولكن للأسف لم تنجح هذه الفكرة، وما زلنا فى إريتريا لدينا إصرار على هذا المقترح، والأوضاع والتطورات الأخيرة تفرض علينا التعاون فيما بيننا، فالاخطار الموجودة فى البحر الاحمر لن تضر دولة واحدة وإنما كل المنطقة أردنا أم لم نرد.

■ بعد قناة السويس الجديدة هل نتوقع ظهور هذا المقترح الإريترى على الواجهة من جديد؟

المصري اليوم تحاور السفير الإريترى بالقاهرة «فاسيل جبر سيلاسى تكلا»

- إذا كانت قناة السويس شريانا لمصر والعالم، فهذا الشريان بدون الجنوب لن يصبح شريانا، فعملية استقرار المنطقة لصالح قناة السويس، والمشاكل فى جنوب البحر الأحمر ليس فى صالح القناة، ونحن نرى أن التعاون بين الدول المطلة على البحر الأحمر يجب أن يكون واضحا واستراتيجيا.

■ هناك انتشار للإرهاب فى العالم حاليا وتحالفات دولية لمحاربته، فما موقف إريتريا من هذه الظاهرة؟

- بداية الإرهاب ليس مرتبطا بدين معين وليس له هدف أو حدود وهذا يفرض على دولنا أن تتعاون مع بعضها البعض لمكافحته، إذا نظرنا لمنطقة القرن الأفريقى والبحر الأحمر نجد مشكلات فى اليمن والصومال وغيرها، والدولة الوحيدة التى تطل على البحر الأحمر ولا تعانى من مشاكل هى إريتريا، فلا يوجد لدينا مشاكل طائفية وغيرها.

لكن كما ذكرت لك الإرهاب لا يعرف الحدود وهذا يتطلب من دولنا أن تتعاون بصدق لمحاربة الإرهاب ليس عسكريا فقط.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية