أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان، الخميس، أن قوات الأمن السعودية اعتقلت 164 مواطنا سوريا يعملون هناك، لتنظيمهم مسيرة فى الرياض، وذكر المرصد أن هؤلاء السوريين الذين اعتقلوا يوم 12 أغسطس قاموا بذلك متأثرين بالكلمة التى ألقاها العاهل السعودى الملك عبدالله قبل ذلك بأيام، وندد فيها بالحملة العسكرية التى يشنها الأسد ضد شعبه.
وقال مدير المرصد، رامى عبدالرحمن، إن «السوريين هالهم الصمت العربى إزاء ما يحدث فى بلادهم من قتل وتنكيل، فأثارت كلمة العاهل السعودى إعجابهم ونزلوا للشارع للإعراب عن تقديرهم لموقفه كأول مسؤول عربى كبير يقول رأيه حيال الأوضاع فى سوريا»، مضيفا أن «السوريين يستحقون معاملة أفضل من الاعتقال حتى لو أنهم خالفوا القوانين المرعية حيال التظاهر السلمى، وذنبهم الوحيد كان حماسهم لكلمة العاهل السعودى».
وميدانيا، ارتفع عدد قتلى، الأربعاء، إلى 16 شخصا فى عدة مناطق فى سوريا، وسط حملة اعتقالات ومداهمات فى مدن البصيرة ودير الزور وأحياء الدريبة والصليبية وفقا لما ذكره اتحاد تنسيقيات الثورة، فيما تستعد المعارضة لعقد أول مجلس وطنى علنى لها فى دمشق لإصدار بيان سياسى تأسيسى حول سبل تحويل النظام السياسى إلى نظام ديمقراطى تعددى تداولى، ولم تستبعد المصادر إشراك المعارضة الخارجية فى أعماله.
وقال نشطاء إن القوات السورية أغارت على منطقة قبلية بشرق البلاد لليوم الثانى موسعة نطاق حملتها على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، إذ دخلت دبابات ومركبات مدرعة أخرى بلدة الشحيل جنوب شرقى دير الزور، بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «مجموعات إرهابية مسلحة» نفذت اعتداءين، أمس الأول، فى محافظة حمص، حيث أقدمت على نصب كمين فى منطقة تلبيسة وأطلقت نيران أسلحتها الرشاشة على حافلة عسكرية، ما أدى إلى استشهاد ضابط وجنديين وجرح خمسة آخرين».
فى السياق ذاته، اعتبر الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، أن الشعب السورى «لهم الحق فى الديمقراطية، وليسوا محكوما عليهم بالقمع من قبل نظام لا يدرك أننا فى قرن آخر»، إلا أنه استبعد احتمال القيام بتدخل عسكرى مشابه للتدخل الجارى فى ليبيا.
فى المقابل، دعا الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، الحليف الرئيسى لبشار الاسد الذى يواجه ثورة شعبية، كلا من الحكومة والشعب فى سوريا إلى الحوار للتوصل إلى «تفاهم بعيدا عن العنف، لاسيما أن استمرار القتل فى البلاد لصالح الصهاينة فى النهاية»، رافضا التدخل الغربى لحل الأزمة السورية، وقال: «الغربيون لا يأتون بأى إصلاح، فهم لا يقومون بعمل لله ولا للإنسانية بل من أجل المال والنفط والهيمنة السياسية».