تصاعد التوتر فى الأراضى المحتلة مع شن المقاتلات الحربية الإسرائيلية غارة جوية جديدة صباح الخميس على بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد فلسطينيين وإصابة 20 آخرين ليرتفع عدد الشهداء، الذين سقطوا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلى خلال 24 ساعة فقط إلى 6 أحدهم قائد محلى لجماعة الجهاد الإسلامى.
وأكدت مصادر طبية استشهاد فتى (17 عاما) وإصابة 19 آخرين بينهم 3 نساء و4 أطفال اثنان منهم فى حالة بالغة الخطورة بعد أن استهدفت الغارة الإسرائيلية نادى السلام الرياضى بمشروع بيت لاهيا شمال القطاع.
وذكر شهود عيان أن طائرة «إف 16» استهدفت النادى الواقع فى منطقة سكنية مكتظة بصاروخ واحد على الأقل، مما أسفر عن هذا العدد الكبير من الإصابات، تزامنا مع غارة أخرى استهدفت نفقا فى رفح جنوب القطاع وأدت إلى استشهاد شاب (21 عاما) وإصابة 4 آخرين بجروح.
جاء ذلك فى الوقت الذى سقطت فيه 7 صواريخ على مناطق بجنوب إسرائيل، دون وقوع إصابات وأضرار، حيث طلب الجيش الإسرائيلى من سكان المستوطنات القريبة من حدود غزة التوجه إلى الملاجئ لتجدد القصف الصاروخى.
كما استهدفت كتائب القسام (الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية «حماس») قوة إسرائيلية توغلت فى منطقة شمال بيت لاهيا بـ3 قذائف هاون، بينما أطلقت سرايا القدس أمس الأول قذيفة هاون واحدة على الأقل على مواقع إسرائيلية، بعد ساعات من استشهاد أحد قيادييها.
وشكل التصعيد العسكرى الإسرائيلى على غزة، عقب عملية إيلات فرصة مواتية لحكومة بنيامين نتنياهو لتخطى عقبة الاحتجاجات، التى تشهدها المدن الإسرائيلية على خلفية الغلاء، حيث تم تنكيس رايات «العدالة الاجتماعية» بتل أبيب، وأسدل الستار على مشهد خيام الاعتصام، بما يدل على أن الصواريخ، التى أشعلت القطاع هى التى أخمدت احتجاجات «ثورة الخيام». قال رئيس اللجنة الشعبية الفلسطينية سميح أبومخ إن الشارع الإسرائيلى بمجرد سماع دوى صفارات الإنذار فى الجنوب التزم الصمت وعاد الحديث، مركزا على ضرورة زيادة ميزانية المؤسسة الأمنية.
كما أكد الباحث فى الشأن الإسرائيلى أنطوان شلحت أنه «حتى قبل أن تقع العمليات المسلحة فى تخوم إيلات، والتى أدت على الفور إلى إخراس صوت حملة الاحتجاج الاجتماعية فى إسرائيل، كان ثمة شبه إجماع على أن أقصى ما ستفعله الحكومة هو تقديم بعض الفتات إلى المحتجين».