إنه من المساجد التى تمثل علامة بارزة فى مصر الإسلامية، وهو نسبة لصاحبه محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الشافعى القرشى، ولد بغزة سنة 150 هجرية (767م)، مذهبه ثالث المذاهب الأربعة فى القدم، جاء إلى مصر سنة 199 هجرية، ولم يزل بها إلى أن توفى يوم الجمعة آخر رجب سنة 204 هجرية (819م)، ودفن بالقرافة الصغرى. وظلت المقبرة موضع تكريم الزائرين يقصدونها بالزيارة والتبرك غير أنها بقيت ساحة حتى عنى بها صلاح الدين، وفى سنة 572 هجرية شرع صلاح الدين فى بناء المدرسة الصلاحية بجوار قبر الشافعى، والمقصود بها مدرسة ومسجد وتم الانتهاء منها فى سنة 575 هجرية (1179م)، قام السلطان قايتباى بتجديدها كما جددها الأمير عبدالرحمن كتخدا وأنشأ سبيلا على يسار باب القبة باقية وجهته حتى الآن هى والكسوة الرخامية للباب الخارجى للقبة بمصراعيه المغشيين بالفضة، وعلى يسار باب القبة قطعة مستديرة من الرخام الأسود اللامع محاطة بإطار رخامى مزخرف.
أمر المغفور له الخديو توفيق باشا بتجديد المسجد فتم تجديده فى سنة 1309 هجرية (1891م) على ما هو عليه الآن، وهو مسجد جميل وجهاته مبنية بالحجر، وحليت أعتاب الشبابيك بكتابات كوفية. وله منارة رشيقة عملت على مثال المنارات المملوكية، ومنبره مطعم بالسن والآبنوس، كان الانتهاء من عمله سنة 1310 هجرية (1892م).
قبة المسجد أنشأها السلطان الملك الكامل محمد بن العادل فى سنة 608 هجرية (1211م) وهى قبة كبيرة من أجمل القباب بمصر، وهذه القبة خشبية ومكسوة بالرصاص وقد كسيت جدرانها من الداخل بالرخام، وفى جدارها الشرقى ثلاثة محاريب، وفى سنة 885 هجرية (1480م) أمر السلطان قايتباى بإصلاح القبة وتجديد رخامها وزخرفتها.
اشتهرت قبة الشافعى بالعشارى فوقها وهو مركب صغير مثبت فى هلال القبة. ويقع المسجد فى حى الإمام الشافعى فى شرق القاهرة، ويمكن الوصول اليه من ميدان السيدة عائشة.