أُصيب ما لا يقل عن شخصين ماليين بجروح جراء الانفجار الذي وقع أمام السفارة الفرنسية في مالي، مساء الأربعاء، فيما اعتقلت سلطات الأمنية في باكامو منفذ التفجير قبل أن يلوذ بالفرار، بعدما ألقى «عبوة ناسفة» على سور السفارة كما أطلق بعض الأعيرة النارية على البوابة، وفقاً لما ذكره شهود عيان.
وقال مصدر أمني رفيع المستوى، إن منفذ التفجير، الذي ترجح الشرطة أنه ألقى قارورة غاز، ينتمي إلى تنظيم القاعدة، مضيفاً أن المتهم اعترف بأنه تونسي الجنسية وعضو في كتيبة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الصحراء.
وحسب الوثائق التي وجدتها الشرطة بحوزة المشتبه به، بعد تفتيش غرفته في الفندق الذي يقيم فيه منذ وصوله إلى مالي، فإن المتهم يبلغ من العمر 24 عاما تقريباً، إلا أن الشرطة لم تحدد بعد مدى صحة هذه الوثائق.
ولا تزال الشرطة في مالي ترفض الإشارة إلى الأسباب المحتملة للهجوم الذي تعرضت له السفارة الفرنسية، فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية «كريستين فاج»، إن المصابين من «الموظفين المحليين للسفارة»، وأنه يجري التحقيق حالياً بشأن الحادث، رافضة الإدلاء بأي تعليق آخر حول كانت سفارة فرنسا مستهدفة أو أن الأمر يتعلق بقضية الرهائن الفرنسيين الذين يحتجزهم تنظيم القاعدة شمال شرق مالي.
ولا يعرف ما إذا كانت هناك صلة لهذا الهجوم بقضية الرهائن الفرنسيين الذين يحتجزهم تنظيم القاعدة في بلاد الساحل، وما إذا كانت القاعدة تقف فعلياً وراء الهجوم أم لا، خاصة أن التنظيم كان هدد فرنسا إذا ما حاولت الإفراج عن الرهائن بالقوة.
ويحتجز تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، في الصحراء، خمسة فرنسيين، إضافة إلى شخصين من توجو ومدغشقـر، تم اختطافهم في سبتمبر 2010 في آرليت، الذي يعد الموقع الاستراتيجي للمجموعة الفرنسية العملاقة في المجال النووي «أريفا» في شمال النيجر.
كان شاب موريتاني، قد فجر نفسه أمام السفارة الفرنسية في موريتانيا، الدولة المجاورة لمالي، في أغسطس 2009، مما أسفر حينها عن إصابة شرطيين وموريتانية بجروح طفيفة، فيما تبنى الفرع المغاربي لتنظيم القاعدة هذا الإعتداء الانتحاري.