طالب اتحاد الكتاب باعتبار عام 2011 عامًا للوحدة الوطنية في مصر، ودعا إلى تشكيل وفد من الأدباء لزيارة بعض الكنائس وتقديم واجب العزاء للبابا شنودة، في ضحايا تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية.
وأوصى الاتحاد، في ختام مؤتمر الوحدة الوطنية، الذي عقده، الأربعاء، بسرعة إصدار قانون بناء دور العبادة الموحَّد وحل مشكلات الإخوة الأقباط في مصر، والدعوة لاجتماع عاجل يضم عددًا من الكتاب من الأقباط والمسلمين لمناقشة الاحتقان الطائفي، وإقامة سلسلة من الندوات واللقاءات حول دور الأديب والمثقف في حماية الوحدة الوطنية.
وطالب الأدباء بتشكيل لجنة حول كيفية تواصل المثقف المصري مع الشارع، والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، لتطوير المناهج، داعيًا الوزارة إلى ضم روايات نجيب محفوظ، وقصة «خالتي صفية والدير» إلى المناهج الدراسية، وحث مكتبة الأسرة على طباعة الأعمال الأدبية، التي تحث على الوحدة الوطنية، والدعوة لتجديد الخطاب الديني.
وحذر الكتاب من التوتر الطائفي الموجود حاليًّا في البلاد، وطالبوا بمراجعة مناهج التعليم وما تقدمه وسائل الإعلام، لمواجهة المشكلة، وقالوا إن «الغزو السلفي من الجزيرة العربية هو السبب في تراجع مصر عن مكتسباتها الثقافية».
وقال محمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتاب، إن «قضية الوحدة الوطنية ليست مسألة سياسية ولا أمنية فقط رغم أهميتها، وإن الأدب والثقافة هما السبيل للتصدي لهذه القضية، ودون الأدب والفكر لا يمكن حل المشكلة، لأنها قضية فكرية بالأساس».
وأشار إلى أن «الأدباء يقومون بدورهم في هذا المجال، ومن يقل غير ذلك، يقل هراء، لأن الأدباء نبهوا في كتاباتهم للمشكلة منذ سنوات طويلة، وظهرت شخصية القبطي في روايات نجيب محفوظ، وبهاء طاهر وغيرهما».
وقال سلماوي إن «المناهج التعليمية والإعلام بحاجة إلى مراجعة، وحادث الإسكندرية فرصة لتحقيق ذلك»، مشيرًا إلى تضامن العالم العربي كله مع مصر، حيث أرسلت اتحادات كتاب سوريا والأردن بيانات تضامن.
وأضاف: «قلب العالم العربي يدمى لما حدث، والحل في أيدينا».
وقال الكاتب يعقوب الشاروني: «إن المسألة ليست طائفية، وليست موجهة إلى مصر وحدها، بل قضية أكبر من ذلك، هدفها تفتيت العالم العربي كله، بدليل ما يحدث في العراق والسودان ولبنان».
وأضاف: «الأدب ليس كافيًا للتصدي لما يحدث، لأن الأدب لا يصل للناس وحده، بل يحتاج لوسائل إعلام توصله»، مطالبًا المثقفين بالتصدي لما يكتب على شبكة الإنترنت من دعاوى متطرفة تسيطر على الشباب.
وقال الكاتب إبراهيم عبدالمجيد: «الإسكندرية كانت بيضاء وأصبحت سوداء، وضاعت المدينة العالمية»، مشيرًا إلى أنه «تعب من الكتابة عن موضوع الوحدة الوطنية، في أعقاب الغزو السلفي والوهابي لمصر في السبعينيات، الذي دخل في لعبة سياسية للتخلص من قوى اليسار، واستطاع إعادة مصر قرونًا للوراء».
واتفق معه الروائي بهاء طاهر الذي قال: «الفكر المستورد من الخليج والغرب الأمريكي، أدى إلى تراجع مصر بداية من السبعينيات لتتخلى تدريجيًّا عما اكتسبته من حضارة خلال قرون».
وأضاف: «يجب ألا نخدع أنفسنا، هناك نوع من التوتر مسكوت عنه منذ قديم الأزل، ليغلق الجرح وتحته آثار الاحتقان»، مشيرًا إلى «عودة الفرز الطائفي إلى المجتمع»، وداعيًا الأدباء للتصدي لهذه الانشقاقات.
وأشار إلى أن الأدب وحده غير كافٍ لأنه يحتاج إلى وسائل الإعلام، والإنترنت الذي تسيطر عليه حاليًّا أفكار رديئة، وقال: «القضية لا تحل بالأقوال بل بالأفعال، مستشهدًا بقرار الرئيس الراحل أنور السادات في عام 1973 بتعيين فؤاد عزيز رئيسًا قائدًا للجيش في أعقاب انتشار شائعات طائفية.