أكد السفير محمد شعبان، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الجمعية العامة والمؤتمرات، أن مصر تتمتع بقوة كبيرة في الأمم المتحدة ولها دور مؤثر في أي مشروع قرار بها، وقال: «مصر في الأمم المتحدة أقوى منها في أي منظمة عالمية أخرى».
جاء ذلك في اللقاء الذي نظمه، الأربعاء، المجلس المصري للشؤون الخارجية برئاسة السفير محمد شاكر، تحت عنوان «الأمم المتحدة في 65 عامًا»، وحضره نخبة من الدبلوماسيين والإعلاميين والأكاديميين وأعضاء المجلس.
وأوضح شعبان أن مصر تتمتع أيضًا بمكانة كبيرة في قلب الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجانها الست والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وقال: «الأمين العام للأمم المتحدة يعمل حسابًا كبيرًا لمصر»، مشيدًا بالدور الكبير الذي يقوم به المندوب الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة، السفير ماجد عبدالفتاح.
واستعرض المسؤول الدولي، الذي يزور مصر حاليًّا، نجاحات وإخفاقات الأمم المتحدة منذ إنشائها، مذكرًا بأن عمل المنظمة الدولية لا يمثل سوى انعكاس لإرادة الدول الأعضاء، وقال: «النجاح الذي حققته الأمم المتحدة كبير، وخاصة فيما يتعلق بالدعم الذي قدمته للدول المستعمرة حتى حصلت على استقلالها السياسي وليس الاقتصادي».
وأشار إلى أن الأمم المتحدة قامت بالقضاء على التمييز العنصري، ولكنها فشلت في القضاء على التمييز التنموي.
وذكر أن الأمم المتحدة نجحت في أكثر من موقع في الحفاظ على السلام في عدة مناطق في العالم، ولكن «لم يتم تمكينها» من التعامل مع بعض بؤر الصراعات كما حدث في البوسنة ورواندا على سبيل المثال، وقال: «حق الفيتو استخدم مثلا حوالى 59 مرة لعدم انضمام دول جديدة إلى الأمم المتحدة ولم يستعمل قط لوقف حرب».
ونبه شعبان إلى أن المشكلة الحقيقية، التي تواجه الأمم المتحدة، لا تكمن في نقص الموارد، ولكن في «غياب الهدف أو بالأحرى وحدة الهدف».
وبالنسبة لدور الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد شعبان أن هذا الدور بدأ في التقلص في التسعينيات من القرن الماضي، حيث بدأ مجلس الأمن في الانشغال بقضايا لا تتصل بالسلم والأمن الدوليين؛ إذ وضع على أجندة أولوياته موضوعات مثل محاربة فيروس نقص المناعة المكتسب «الإيدز».
وأشار إلى الأهداف الإنمائية، التى حددتها الأمم المتحدة في عام 2000، التي تم مراجعتها مرتين، الأولى في 2005 والأخرى في 2010، ولكن تحقيق هذه الأهداف مرَّ بفترة من النكسات الخطيرة وعلى رأسها الأزمة المالية العالمية، وأيضًا أزمة الغذاء، التي تهدد بارتفاع عدد الجوعى حول العالم إلى 64 مليون نسمة هذا العام، فضلا عن الكوارث والأزمات، التي شهدها العالم في 2010، وخاصة زلزال هايتى وفيضانات باكستان وتدهور الأوضاع في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بإصلاح مجلس الأمن، قال إن هذا التوجه بدأ مند ما يقرب من ثماني سنوات، متوقعًا عدم حسم هذا الأمر قبل 12 عامًا آخر، ليس فقط بسبب أن الدول الأعضاء الدائمين لا تريد «مزاحمًا لها»، ولكن لوجود نزاعات على المقعد المحدد داخل القارات نفسها.
وشدد على أن الدول الخمس الأعضاء الدائمين «سيتمسكون» بحق النقض «فيتو»، ولن يسمحوا لأحد بمزاحمتهم، مشيرًا إلى أن عدد الدول، التي لها حق الفيتو لم يتم زيادتها؛ لأن برلمانات الدول الخمس هي التي تقرر تعديل الميثاق الخاص، ووصف مجلس الأمن بأنه «مسيَّر وليس مخيَّرًا»، وهو اليوم «معاق».
وبالنسبة لدور الجمعية العامة، قال إن قراراتها ليست سوى عبارة عن «توصيات».
وفيما يخص صورة الأمم المتحدة في العالم العربي، أكد على أن هذه الصورة مرتبطة بالقضية الفلسطينية وفشل المنظمة الدولية في هذه المشكلة، بالإضافة إلى أن صورة الأمم المتحدة تدنت في العالم العربي أيضًا بعد الحرب على العراق.
وحذر شعبان من أن اللغة العربية في الأمم المتحدة مهددة بالاندثار، حيث سيتقاعد خلال سنوات 43% من عدد المترجمين و37 % من المترجمين الفوريين، ولا يوجد لهم بديل بسبب ضعف مستوى الخريجين في العالم العربي، وهي ظاهرة خطيرة، إذ تقدم لاختبار المترجمين العام الماضي عدد كبير ولم ينجح أحد من بينهم، مذكرًا بأن اللغة العربية دخلت منذ عام 1973 في الأمم المتحدة واعتمدت كلغة رسمية في المنظمة منذ عام 1980.
من جانبه، أكد السفير محمد شاكر، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، الذى أدار اللقاء، أن السفير محمد شعبان يتمتع بخبرة كبيرة وهو مصدر فخر بالنسبة لمصر في ضوء المنصب الأممي الذي يشغله، مستعرضا المناصب التي احتلها.
كان السفير محمد شعبان تولى منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الجمعية العامة والمؤتمرات في عام 2007 بعد أن احتل مناصب دبلوماسية عدة في الداخل والخارج.