أكد على عثمان محمد طه، نائب الرئيس السودانى عمر البشير، أن العلاقات بين شمال السودان وجنوبه ستتواصل مهما كانت نتيجة الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب المقرر فى 9 يناير، وذلك بهدف تحقيق المصلحة المشتركة. وأشاد طه بقرار حكومة الجنوب طرد حركات تمرد دارفور من الجنوب، معتبراً أن السودان «سيهزم المؤامرات بتعاون ووحدة أبنائه»، فيما وصف زيارة البشير للجنوب الثلاثاء بـ«التاريخية».
وفى الوقت ذاته، رحبت قيادات سياسية وأكاديمية سودانية بقرار رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت طرد الحركات المسلحة بدارفور من الجنوب، واصفة الخطوة بأنها تصب فى صالح استقرار وأمن الشمال والجنوب على حد سواء. وقال كمال عبيد، وزير الإعلام السودانى، إن القرار من شأنه تعزيز السلام فى دارفور، وحملها على الجلوس على طاولة المفاوضات، فيما أكد اللواء الركن مهندس عبدالله صافى النور، عضو وفد الحكومة لمفاوضات سلام دارفور بالدوحة، أن قرار سلفاكير يدفع فى اتجاه تسريع خطى السلام فى دارفور، مشيرا إلى أن القرار يجد الترحيب من مواطنى دارفور، كما اعتبر الدكتور محمد محجوب هارون، مدير معهد دراسات السلم التابع لجامعة الخرطوم، الخطوة تنفيذا لروح اتفاق السلام.
وفى المقابل، اتهمت حركة «العدل والمساواة»، كبرى حركات التمرد فى دارفور، الخرطوم باستغلال استفتاء جنوب السودان لتصفية قضية دارفور عسكرياً، وهددت بتوجيه «ضربات» عسكرية بالاشتراك مع حلفائها ضد الحكومة السودانية.
قال بيان للحركة أصدره الناطق باسمها أحمد حسين آدم فى الدوحة: «إنه ليس أمام النظام وقت طويل، فإما أن يصل إلى سلام شامل وعادل وإما أنه سينهار تحت وقع ضربات الحركة وحلفائها»، فيما أدانت الحركة مغادرة الوفد المفاوض للحكومة السودانية الدوحة الجمعة الماضى، معتبرة تلك الخطوة «إعلاناً لحرب جديدة».
جاء ذلك فيما حذر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى، السيناتور جون كيرى، لدى وصوله إلى الخرطوم للمساعدة فى صياغة اتفاق أوسع بين شمال وجنوب السودان، من أن السودان يواجه «لحظة حاسمة».
ونقلت شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية عن كيرى - الذى زار جنوب السودان مرتين الخريف الماضى - قوله فى بيان إن «الولايات المتحدة لعبت دورا مهماً فى إنهاء الحرب الأهلية بالسودان، ما جعل الاستفتاء ممكناً»، مؤكداً أن التزام بلاده تجاه الشعب السودانى «سيتجاوز ما بعد الاستفتاء، أيا كانت نتائجه، ونعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية فى المنطقة».
ومن المتوقع أن يلتقى السيناتور الأمريكى - الذى سيمضى أسبوعاً فى السودان لمتابعة سير الاستفتاء - مسؤولين سودانيين من الشمال والجنوب «للتشجيع على إجراء استفتاء هادئ وعلى اتفاق أوسع بين الشمال والجنوب»، كما أفاد مكتب كيرى.
وفى تلك الأثناء، أجلت أحزاب المعارضة السودانية مؤتمرها الذى كان من المقرر أن تعقده الأربعاء بشأن استفتاء الجنوب، على أن تعقد ندوة فى الخرطوم للتعبئة الشعبية تهدف إلى «إسقاط النظام»، حسبما نقله «راديو سوا» الأمريكى.
قال الأمين السياسى لحزب «المؤتمر الشعبى» المعارض كمال عمر إنه كان من المقرر إقامة اجتماع للأحزاب السياسية المعارضة حول الاستفتاء، لكنه تأجل إلى ما بعد 9 يناير، نظرا لترجيح الجنوبيين الواضح خيار الانفصال، حسب عمر.