حذرت دراسة علمية من أن خطورة تنظيم داعش تأتي في أن معظم مقاتليه من شباب الأقليات المسلمة، والقضاء على التنظيم قد يستغرق عشر سنوات وربما أكثر.
وأكدت الدراسة، التي أعدها الدكتور مجدي الداغر، أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال بجامعة المنصورة في مصر، ضمن مشاركته بجلسات المؤتمر الدولي الثانى «الإعلام والإرهاب»، الذي نظمته جامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية والذى انتهت أعماله الخميس الماضي، وذلك بدراسة تناول فيها مواقع التنظيمات الإرهاب على شبكة الإنترنت وانعكاس ذلك على الشباب الجامعى، حيث استهدفت دراسته التعرف على طبيعة العلاقة بين تعرض الشباب للصحافة الالكترونية ومستوى المعرفة لديهم بقضايا الارهاب الدولي وتنظيم داعش الإرهابي وذلك بالتطبيق على عينة من الصحف الالكترونية السعودية هما «جريدة ايلاف وجريدة سبق» حيث تم تحليل مضمون 292 موضوعاً منشوراً على موقعيهما، وميدانياً تم التطبيق على 400 مفردة من طلاب ثلاث جامعات سعودية في مدينة الرياض هي: جامعة الإمام، جامعة نايف، وجامعة الملك سعود.
وأظهرت دراسة مجدى الداغر أن العمليات الارهابية التي يقوم بها تنظيم داعش تعد هي الأخطر من حيث التأثير على الشباب وخاصة عندما تقوم على تجنيد الشباب عبر مواقع الإنترنت، والحصول على تمويل عملياتها عبر تبرعات جمعيات التطوع وهيئات الإغاثة هنا وهناك، وهو ما قد يؤدى للبعض منهم إلى أن يقوم بتفجير نفسه أو القيام بعملية انتحارية لصالح التنظيم وسط تجمعات سكانية مقابل الحصول على مكانة في التنظيم أو مزيد من المال أو طمعاً في دخول الجنة عبر تأويل النصوص الدينية البعيدة تماماً عن ترويع الناس وبث الرعب بينهم.
وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها: تفوق جريدة ايلاف في حجم التناول والتغطية الاعلامية للعمليات التي يقوم بها تنظيم داعش على المستوى المحلى والدولى، فيما تصدرت العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة والقرصنة الالكترونية قائمة أبرز قضايا الارهاب الدولي التي تم تناولها في جريدتى سبق وإيلاف معاً وهما الأكثر متابعة من الشباب السعودى، حيث أكدت النتائج تفوق عينة طلاب جامعة نايف للعلوم الأمنية بمتابعة جرائم تنظيم الدولة والتنظيمات الارهابية، فيما جاء طلاب جامعة الإمام محمد بن سعود في الترتيب الثانى، وجامعة الملك سعود في الترتيب الثالث، وأن غالبية طلاب الجامعات السعودية يرون أن تنظيم الدولة هو تنظيم إرهابى، وأن ما يقوم به هو ضد الإسلام والإنسانية، فيما أسفرت النتائج أن معرفتهم باسم قائد التنظيم جاءت بنسبة متباينة، حيث ذكر ما نسبته (70.0)أن زعيم تنظيم الدولة هو أبوبكر البغدادى، بينما ذكر(20.0) منهم ان زعيم تنظيم الدولة داعش هو أسامة ابن لادن، وذكرت النسبة المتبقية الـ(10.0) انهم لا يعرفون اسم قائد التنظيم، لكن يعرفون التنظيم نفسه.
كما أثبتت الدراسة كذلك أن معظم الشباب السعودي يرون أن الصراع بين التيارات السياسية أحد أسباب الإرهاب الإلكتروني، وأن شبكة الإنترنت أصبحت أهم أدوات تنظيم داعش الفاعلة في استقطاب مؤيديها وتجنيدهم، كما أن إعلان البيعة لزعيم تنظيم الدولة أبوبكر البغدادي وإعلان تأسيس دولة الخلافة في المناطق التي يتواجد فيها التنظيم كان عبر الانترنت، أعقبها ظهور آلاف الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي تبايعه، وهو ما ساهم في انتشار التنظيم وتوسيع قاعدة مؤيديه عبر العالم الافتراضي، حتى إعلانه نقل مقر الخلافة من الموصل إلى جنوب الفلبين مؤخراً.
وأشارت نتائج الدراسة الميدانية أن معظم المبحوثين يستخدمون الصحف الالكترونية السعودية، وجاءت صحيفة إيلاف في الترتيب الأول من حيث الاستخدام لدى الشباب السعودي تليها صحيفة سبق، وأن الخبر يتصدر الفنون الصحفية المستخدمة عند معالجة قضايا الارهاب الدولي لدى عينة الدراسة، وأن غالبية الشباب الجامعي يستخدم تلك الصحف عن طريق جهاز الكمبيوتر الشخصي أو المنزلي مقارنة بالهواتف الذكية.
كما أظهرت النتائج تباين حجم تغطية أنشطة الجماعات المحظور نشاطها داخل المملكة حيث تصدر تنظيم الدولة داعش وجرائمه المقدمة، ثم جرائم الحوثيين، وتنظيم القاعدة، وحزب الله، وجبهة النصرة، وأخيراً جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يعنى اهتمام الصحف السعودية برصد الجرائم الوحشية التي يقوم بها تنظيم داعش وجماعة الحوثي في المناطق الحدودية للمملكة، بينما قل الاهتمام بمتابعة ما يقوم به تنظيم القاعدة والنصرة وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وهو ما يتسق مع توجهات المملكة إزاء ما يجرى في المنطقة العربية الآن.
وأخيراً أكدت نتائج الدراسة تنوع أدوات المشاركة التي تسمح بها الصحف الالكترونية السعودية عند التعرض لموضوعات الارهاب وتنظيم داعش، حيث جاء التعليق في المقدمة ثم اضافة تعليق بشروط وبعد مراجعة إدارة الموقع في الترتيب التالي، فيما جاءت عناصر التفاعل المتاحة على هيئة روابط لها علاقة بموضوع العنف والارهاب والتنظيمات الارهابية والصور الإخبارية والفلاش وملفات الفيديو والصوت والهايبر تكست وارسال خبر أو مقال، وهو ما يعنى اهتمام الصحف السعودية بالتفاعل مع الجمهور وخاصة الشباب حول الموضوعات والقضايا المهمة وإتاحة الصفحات للمشاركة من خلال إرسال مقال أو خبر أو معلومات عن تحركات لتنظيمات وجماعات ارهابية في أحياء ومدن المملكة تستهدف التخريب وترويع الأمنين والاعتداء على الأماكن المقدسة، حيث أكد الباحث مجدى الداغر ثقة الشباب السعودي والنخبة فيما تنشره الصحف الالكترونية على شبكة الانترنت، والحرية النسبية التي تتمتع بها مقارنة بالصحف المطبوعة من ناحية، والتزامها بنظام النشر الإلكتروني الذي أقرته المملكة على جميع وسائل إعلامها من ناحية أخرى.