فى أحدث مذكراته عبر موقع Linked In كواحد من المؤثرين حول العالم، قدم كارلوس غصن المدير التنفيذى لتحالف رينو نيسان وجهة نظره حول مستقبل صناعة السيارات. وقد وصف غصن التحول فى صناعة السيارات بأنه «مثلث الهدم» وهو مثلث مكون من تقنيات السيارات الكهربائية والقيادة الذاتية وتكنولوجيا الاتصال وأن هذا المثلث يجبر صناعة السيارات العالمية على إعادة التفكير فى كيفية عمل سياراتنا فى المستقبل، وكيف سيتم استخدامها. إذا ما قمنا بتنفيذها بشكل صحيح، فى نهاية المطاف، التكنولوجيا التى يجرى تطويرها واختبارها اليوم ستكون السبب فى أن يتحرك الناس بشكل أكثر كفاءة، وأكثر أمانا وأكثر نظافة، وبتكلفة أقل وبطرق مختلفة يمكن أن تحسن نوعية الحياة اليومية لملايين من الناس. طبقا لغصن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تدفع هذه الثورة التكنولوجية، العامل الأول هو النمو السكانى، فالتقديرات تشير إلى أنه بحلول عام 2030، 60% من سكان العالم سيعيشون فى مناطق حضارية، فى ظل ارتفاع أعداد ما يطلق عليه «المدن الكبرى» وهى تلك المدن التى تستوعب أكثر من 10 مليون شخص. وهذا يعنى المزيد من الاختناقات المرورية والتلوث واستهلاك الطاقة. العامل الثانى طبقا لغصن هو تغير المناخ، فهو يرى أن مكافحة تغير المناخ هى المهمة الرئيسية لجيلنا، وخاصة بالنسبة لأولئك اللذين يعملون فى صناعة السيارات. معايير الانبعاثات أكثر تقييدا وهى على الطريق للمساعدة فى تحقيق أهداف اتفاق المناخ فى باريس عام 2015. والمحركات المتقدمة، ولا سيما محركات السيارات الكهربائية، يمكنها أن تساعد فى التخفيف من آثار تغير المناخ. العامل الثالث والأخير هو الابتكار السريع، فنحن فى عصر التقدم التكنولوجى الهائل والسريع، ويعمل هذا التقدم على تعطيل نماذج الأعمال القديمة وإجبار الصناعات للتغيير. صناعة السيارات العالمية ليست استثناء، فيقول غصن: «أتوقع أن نرى المزيد من التغييرات فى السنوات الخمس المقبلة مما كانت عليه فى العشرين الماضية. وبينما أصفها بالهدامة، فإن القوى التكنولوجية الثلاث من الكهرباء، والقيادة الذاتية والاتصال تشكل أيضا فرصا هائلة، السيارات الكهربائية توفر الطريقة الأسرع، وبأسعار معقولة للحد من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون وتنظيف الهواء. نحن فى نقطة تحول اليوم، فقد أصبحت تلك السيارات خيارا قابلا للتطبيق للمزيد من السائقين. فتكلفة صناعة البطاريات وتشغيلها فى انخفاض مستمر، بينما تم تحسين نطاق القيادة والتوسع فى بنية تحتية من شواحن الكهرباء. وبالإضافة إلى ذلك، تخطط المزيد من شركات صناعة السيارات لإدخال السيارات الكهربائية، والتى سوف تحفز بدورها مزيدا من الاهتمام والطلب بين المستهلكين. مبيعات السيارات الكهربائية ارتفعت عالميا بنسبة 60% العام الماضى، إلى ما يقرب من 450 ألف وحدة، بزيادة من 50 ألف فى عام 2011. فى حين أن هذه لا تزال تعد نسبة ضئيلة من إجمالى مبيعات السيارات، لكنها تدل على أن المزيد من النمو متوقع فى حين يدرك المزيد من الناس أن السيارات الكهربائية منعدمة الانبعاثات يمكن أن تناسب احتياجاتهم. ومن حيث تقنيات التواصل ضرب غصن مثلا بالهواتف الذكية، قائلا أن الهواتف انتقلت من كونها «هواتف» إلى «هواتف ذكية» بمجرد أن اتصلت بشبكة الانترنت، وأن هذا بالضبط ما يحدث مع السيارات الآن فهى بدأت الانتقال إلى كونها سيارات ذكية بفضل اتصالها بشبكة الانترنت وهى تقنيات نرى توسع سريعا بها.