x

وداع إلكترونى من «حلب المحاصرة» للعالم: «رسالتنا الأخيرة.. تذكرونا»

الأربعاء 14-12-2016 21:35 | كتب: حنان شمردل |
نماذج من الفيديو بوست التي وجهها شباب حلب للعالم نماذج من الفيديو بوست التي وجهها شباب حلب للعالم تصوير : اخبار

دعوات من قلب المدينة المحاصرة، ترج الأرض رجاً لتصل السماء، تمتزج مع أصوات القذائف والصواريخ وصرخات الأطفال، لكنها لم تصل إلى عالم أقرب من ذلك، عالم يطالع ويتابع حكايات الحصار لحظة بلحظة لكنه تغافل عنها، فما كان على أهالى حلب عندما اشتد الحصار وفقد الجميع الأمل إلا أن يرفع كل منهم هاتفه المحمول ليرسل للعالم «رسالته الأخيرة». فلما ضاق الحال عليهم، لم يكن أمام الشباب السورى سوى الفضاء الإلكترونى، ليودع كل منهم أحبابه بـ«فيديو» و«بوست».

الشاب أمين الحلبى، الذي يعمل مصوراً، بدأ كلامه على «فيسبوك»، بهشتاج«#رسالتي_الأخيرة»، مستكملاً: «أنا بانتظار الموت أو الأسر من قبل نظام الأسد، ولكن يشرفنى أن أموت منتصراً خيراً من أن يأسرونى.. سامحونى وادعوا لى بالمغفرة واذكرونى بالخير.. لعله آخر منشور بسبب تقدم قوات النظام علينا.. حقاً ما يحصل في حلب الآن شبيه بيوم القيامة». ومن أمام منطقة بستان القصر بحلب، جاء فيديو «جود الخطيب»، المراسل ومعد التقارير، مدوناً أعلى الفيديو: «الفيديو الأخير ورسالتى الأخيرة، بتمنى توصل للجمـيع وسامحونا 12 / 12 / 2016 #حلب_المحاصرة» وخلال 4 دقائق من الفيديو قال: «هون وبالمناطق المحررة فيديو جديد حابب أوضح فيه أمر كتير مهم، حالياً من خلفى منطقة بستان القصر، الأهالى تحدثوا عن القصف اللى بيحصل عليهم، ولكن لا حياة لمن تنادى، الأمر الأهم أن بستان القصر من امبارح باليل لحد الآن عم تنقصف بجميع الأسلحة، الناس اللى بتخرج من بستان القصر بتحكيلى إنها صارت منطقة أشباح، أكتر من 20 عائلة تحت الأنقاض، الدفاع المدنى ما عم يقدر يطلعها، ولسه بيقولك بدنا نطلعكم خلال 48 ساعة خلال مسودة اتفاق»، متابعاً: «روسيا بتنفى إن في اتفاق، وواشنطن بتقولك راح نطلع المقاتلين، إذا أساسا انتم دول ما عندكم موقف ثابت أمام الإعلام والمجتمع الدولى، كيف بدكم تطلعوا العالم ياللى عم تموت يومياً؟»، موجهاً رسالته الأخيرة: «اليوم أنا عم وجه هي الرسالة من داخل المناطق المحررة، بستان القصر من خلفى أكثر من 100 قذيفة أو 200 قذيفة وأكتر من 30 صاروخ نزل قدامى، يا جماعة نحنا موجودين داخل 11 كيلومتر فقط، 150 ألف مدنى، والعالم كله واقف عم يتفرج علينا كيف عم نموت، هذه الرسالة موجهة للدول العربية واللى بيعنيه هذا الموضوع وما بظن حدا بيعنيه، وقفوا لنا بس شلال الدم، هي الرسالة من قلب محروق»، ناهياً الفيديو بصوت شديد الانفجار لبرميل معلقاً: «من سمع ليس كمن رأى.. ما بنركع إحنا شعب صامد».

الناشطة لينا شامى، أيضاً صورت رسالتها الأخيرة في فيديو باللغة الإنجليزية: «إلى كل من يسمعنى، نحن هنا معرضون لإبادة جماعية، يمكن يكون هذا الفيديو هو آخر فيديو لى، أكثر من 50 ألف مدنى ضد الديكتاتور الأسد مهددون بالإعدام الميدانى أو الموت تحت القصف.. أنقذوا حلب.. أنقذوا الإنسانية». وعلى «تويتر»، صور الصحفى السورى هادى العبدالله، فيديو تحت عنوان «نداؤنا الأخير لكم.. هذا ما تفعلوه لحلب»، قائلاً: «الشى اللى عم يصير بحلب هو كارثى، أكبر ما يتخيله عقل، عندنا 100 ألف إنسان محاصرين، في منطقة جغرافية كتير صغيرة، قذيفة هاون ممكن تسبب مجزرة، وعم ينتظروا مصيرن المجهول، بدنا الكل ينتفض لحلب، الكل يغضب لحلب، كل شخص يقدر يتواصل مع هيئة أو منظمة تستطيع أن تضغط على المجتمع الدولى». وعلق شخص يظهر معه في الفيديو: «ما راح نادى الأمم المتحدة، لأنه حاطة راسها بالتراب، ما راح ننادى العرب لأنه أكتر شى بيطلع منهم يعربوا عن حزنهم، أنا بنادى أولاد البلد السوريين، يا عناصر الفصائل اتمردوا على قادتكم.. وللعالم انتفضوا ولو بهشتاج».

تعليقات كثيرة تلقاها السوريون رداً على رسائلهم الإلكترونية، لكن جاء مفادها أنه «ما باليد حيلة»، فقالت آية طراونة: «يارب مو قادرين نسوى أي شى إلكم وهاد عار علينا كلنا يا الله»، وقال أسامة المنير: «أنتم من تستحقون الحياة»، وقال عبدالصبور الشيخ: «لكم الله يا من صبرتم على إجرام ليس له مثيل، وعلى خذلان القريب قبل الغريب».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية