x

«ويكيليكس» يكشف عن محاولات الإدارة الأمريكية استغلال نجوم «بوليوود» لإعادة إعمار أفغانستان

الأربعاء 05-01-2011 18:46 | كتب: اخبار |
تصوير : أ.ف.ب


 

بقدر ما أحدثه زلزال الكشف عن الأسرار والوثائق السرية على موقع «ويكيليكس» على المستويين السياسى والاقتصادى فى جميع دول العالم، فإن تابعاً لزلزال «ويكيليكس» أحدث دوياً كبيراً فى الوسط السينمائى فى مدينة السينما الهندية «بوليوود» التى تحظى بثانى أكبر صناعة للسينما والإعلام فى العالم بعد «هوليوود»، بعد الكشف عن وثيقة سرية، أرسلها دبلوماسيون أمريكيون إلى الهند للحث على استخدام نجومها فى أفغانستان، لدعم الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار، وذلك لتمتعهم بشعبية كبيرة ومصداقية عالية بين الجمهور الأفغانى.


وأشار عدد كبير من وسائل الإعلام الهندية إلى أن تاريخ الوثيقة يرجع إلى مارس 2007، وأنها تحوى طلباً من عدد من ممثلى السفارة الأمريكية فى الهند، موجهاً إلى الحكومة الهندية لاستخدام قوة نجومها وقدرتهم على التأثير فى إعادة إعمار أفغانستان، وبطريقة ناعمة، وبعيدة عن العنف والأساليب الحربية، وجاء بالوثيقة التى كشف عنها «ويكيليكس»: «ندرك قوة الأفلام الهندية وانتشارها الكبير فى شتى أنحاء أفغانستان، لذا نأمل أن يتوجه المشاهير فى بوليوود إلى أفغانستان للحديث وجذب الانتباه إلى قضايا اجتماعية مهمة فى هذا البلد»، ورغم أن هذا الطلب من قبل مسؤولى السفارة الأمريكية فى الهند حول إيفاد عدد من نجومها إلى أفغانستان، فإن الحكومة الهندية لم تحدد موقفها منه بعد، ولم تحسم رأيها حول قبوله أو رفضه، إلا أنه أحدث جدلاً كبيراً شغل الإعلام الهندى على مدى الأسبوعين الماضيين، ورغم ذلك فإن نجوم بوليوود، التزموا الصمت وعدم التعليق على الأمر، سواء من قريب أو بعيد، حتى هؤلاء الذين ورد اسمهم فى الوثيقة كأحد النجوم الذين يوصى بإيفادهم إلى أفغانستان لتمتعهم بشعبية بها، أو العاملين فى صناعة الإعلام والسينما والتليفزيون، ممن لهم علاقات متشعبة بزملائهم، والذين جاء بالوثيقة عنهم «إذا ما وافقوا على التعاون مع الإدارة الأمريكية فى مكافحة التطرف فى أفغانستان، خاصة لدى الأجيال الناشئة التى تعد لغتها الأولى هى الإنجليزية، وسيمكنهم التعاون مع هوليوود مدينة السينما العالمية فى أمريكا أيضاً»، وعلى رأس هؤلاء الذين تحدثت عنهم الوثيقة المخرج محسن عباس والمخرج والمنتج محمود جمال والممثلة والمطربة حميرة أختر «التى تتمتع بعلاقات قوية مع أكبر نجوم بوليوود»، وفقاً لما جاء بالوثيقة.


وتحظى الأفلام الهندية بشعبية جارفة فى أفغانستان منذ عقود طويلة، وكان فيلم «Dharmatma» أول عمل هندى يصور هناك عام 1975، حيث حقق نجاحاً مدوياً، ولعب بطولته «هيما مالينى» وأخرجه «فيروز خان» أحد أبرز مخرجى بوليوود، وحافظ صنّاع السينما الهنديون على تصوير الأفلام فى أفغانستان، خاصة بعد سقوط طالبان، حيث صور عام 2006 فيلم «كابول إكسبريس» أول عمل روائى طويل للمخرج «كبير خان» بعد تقديمه عدداً من الأفلام الوثائقية عن أفغانستان، ولعب بطولته «جون أبراهام» و«أرشاد وارسى»، وقد أكد «خان» أنه قدم قصته وصديقته «راجان كابور» وتجربتهما فى العيش فى أفغانستان، فى ظل سقوط حكم طالبان.


ولا تعد الوثيقة هى الوحيدة التى نشرها موقع «ويكيليكس» عن بوليوود ونجومها، فقد ذكرت وسائل الإعلام الهندية أن الموقع نشر وثيقة أخرى من مسؤولين فى السفارة الأمريكية بالهند أيضاً يعود تاريخها إلى 22 فبراير 2010 عن النجم «شاه روح خان»، وتعرضه للتهديدات من حزب «the Shiv Sena» الهندى بسبب فيلمه «اسمى خان» إنتاج شركة «Fox Star Studios India»، والذى كان مقرراً عرضه فى 12 فبراير، إلا أن الحزب هدد «خان» بمنع عرض الفيلم بسبب تعبيره عن أسفه، وانتقاده لغياب لاعبى الكريكيت الباكستانيين عن إحدى بطولات الكريكيت الكبرى فى الهند، حيث يشارك «خان» فى تمويل إحدى فرق الدورى الممتاز لرياضة الكريكيت فى الهند، ولا يستطيع الاستعانة بأى لاعب باكستانى للاحتراف فى فريقه، بسبب العلاقات السياسية المضطربة بين الهند وباكستان، ورغم محاولات إرهاب «خان» بحرق عدد من أفيشات الفيلم أمام منزل «خان» فى مدينة «بومباى» على يد مجموعة من العمال التابعين للحزب، فإن الفيلم عرض بعد ذلك بعد استعراض للقوة من قبل الشرطة، على حد تأكيد وسائل الإعلام الهندية، التى اهتمت كثيراً بالحادث، وهو ما جاء بالوثيقة عنه «اهتم الإعلام الهندى بالحادث أكثر من الاهتمام بالفيلم نفسه، والذى شاهده الكثيرون فى «بومباى» وخارجها».


وتعليقاً على وثيقتى «ويكيليكس» حول استخدام نجوم بوليوود لإعادة إعمار أفغانستان، علقت صحيفة «The Economic Times» فى مقال بعنوان «طرق ناجحة: بوليوود فى حروب أفغانستان» على ذلك الموضوع فى طبعتها الهندية، وقالت: باستخدام سطوة نجم كـ«شاه روح خان» فى أفغانستان، تحاول الإدارة الأمريكية السيطرة على بعض الأمور باستخدام المشاهير وليس القنابل والبنادق، وعمل نجوم بوليوود فى ذلك أفضل كثيراً من مطاردة المجاهدين فى الكهوف الأفغانية، عبر الطائرات بدون طيارين!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية