x

رمضان «ضيف خفيف» على الأدب العربى

الأربعاء 24-08-2011 17:03 | كتب: ميادة الدمرداش |
تصوير : حسام دياب

تناولت عدة أعمال أدبية شهر رمضان، متخذة منه موضوعاً شعرياً أو روائياً لها، ورغم تعدد القصائد الشعرية التى احتفت به مقارنة بالنصوص الروائية إلا أن تلك الأخيرة وظفت طقوسه ومناخه العام بشكل أكثر تركيزاً بل جعلت من هذا الشهر فى أحيان كثيرة زمناً درامياً لها ومسرحاً لأحداثها كاملة تقريباً، وليس مجرد خلفية، ومن أبرز تلك الروايات، «خان الخليلى» لنجيب محفوظ التى تدور أحداثها فى منطقة القاهرة التاريخية أثناء الحرب العالمية الثانية، و«فى بيتنا رجل» لإحسان عبدالقدوس، التى تدور أحداثها حول الكفاح الوطنى والصراع بين الخير والشر والفضيلة والرذيلة عبر أحداث تتداخل فيها القضايا العامة بتفاصيل إحدى عائلات الطبقة الوسطى، ورواية «مد الموج» للكاتب السكندرى محمد جبريل، الذى يمزج فيها الواقعى بالمتخيل، من خلال عرض سيرته الذاتية عبر أبطال روايته، مركزاً على الذكريات الخاصة برمضان، مثل ليلة الرؤية والفانوس وأصدقاء السمر فى الإسكندرية خلال الأربعينيات.

بينما جاء فى المقابل أغلب الشعر المعبر عن رمضان فى شكل قصائد متناثرة صادرة عن شعراء عرب وليسوا مصريين، باستثناء شاعرين احتفيا معاً بالمسحراتى كرمز رمضانى خاص للغاية، مخصصين له دواوين كاملة، اتخذت من ذلك الرجل المسحراتى رمزاً رمضانياً خاصاً للغاية، وكان ذلك الرجل «المسحراتى»، موقظ الأمة، ينتقد سلبيات المجتمع، ويحرض على مقاومة الفساد والسلبيات، وهما الشاعران فؤاد حداد وجمال بخيت.

وانقسم شعراء العرب إلى فريقين، أحدهما يمدح رمضان متأملاً فى مظاهره وحسناته وطقوسه، مثل الشاعر الأندلسى ابن صباغ الجذامى القائل:

هذا هلال الصوم من رمضان بالأفق بان/ فلا تكن بالوانى

آتاك ضيفاً فالتزم تعظيمه/ واجعل قراه قراءة القرآن

صمه وصنه واغتنم أيامه/ واجبر ذم الضعفاء بالإحسان

والفريق الآخر كان هاجياً له وتصدر هذا الاتجاه كل من أبى نواس وابن الرومى الذى قال مسروراً بانتهاء رمضان:

إنى ليعجبنى تمام هلاله/ وأسر بعد تمامه بنحوله

وهناك آخرون اتخذوا شهر رمضان حجة لمدح الخلفاء والحكام مثل البحترى حين مدح الخليفة المعتصم قائلاً:

بالبر صمت وأنت أفضل صائم/ وبسنة الله الرضية تفطر

وبينما عرف الأدبان التركى والفارسى «الرمضانيات» وهى فن شعرى موضوعه مديح شهر رمضان، ابتكره أحد الشعراء الأتراك الذى عاش فى أوائل القرن الثامن عشر، لم يعرفه الأدب العربى.

من جانبه أوضح الناقد الدكتور شريف الجيار أن الأدباء العرب أفردوا لرمضان مساحة من إبداعهم، فهنالك العديد من الروايات الدائرة حول حرب أكتوبر، يظهر فيها رمضان بشكل أو بآخر، خاصة فى كتابات كل من عبدالمنعم شلبى وسمير عبدالفتاح وجمال الغيطانى.

أما الروايات الأخرى التى اتخذت من رمضان زمناً روائياً لها مثل «فى بيتنا رجل»، فسجلت بشكل غير مباشر، عادات المصريين فى هذا الشهر وثقافتهم الدينية التى تذوب فى أعرافهم الاجتماعية والإنسانية بشكل عام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية