حقق فريق ايفرتون انتصار غالي في مباراة صعبة ومثيرة ضد فريق أرسنال على ملعب جوديسون بارك، ونجح خلالها التوفيز في كسر سلسلة النتائج السلبية التي عانى منها الفريق في الفترة الأخيرة، وحقق فوزه الأول في البريميرليج بعد 5 مباريات متتالية بدون أي انتصار «3 هزائم وتعادلين».
إيفرتون هزم خصم لم يعرف طعم الهزيمة من الجولة الأولى هذا الموسم، وايضًا الحق بأرسنال هزيمته الأولى هذا الموسم خارج ملعبه بعد 7 مباريات بدون أي هزيمة «أرسنال خارج ملعبه هذا الموسم فاز في 5 وتعادل 2، قبل مواجهة إيفرتون».
كولمان سجل هدف في منتهى الأهمية مع نهاية الشوط الأول كان له تأثير كبير على تغير مجريات اللعب لمصلحة إيفرتون
المباراة لم تخرج عن السيناريو المتوقع، فمع حالة إيفرتون الفنية الغير جيدة، إلا ان الجميع كان موقن ان رونالد كومان في جعبته الكثير للتعامل مع فريق ارسين فينجر الذي يبدو متوازنًا بشكل كبير عن السنوات الماضية بحسب تصريحات المدرب الهولندي شخصيًا.
كومان منذ ان قدم للبريميرليج وهو يمتلك سجل اكثر من ممتاز ضد أرسنال، موسمين قضاهما الهولندي مع ساوثهامبتون، هزم فيهما أرسنال في البريميرليج في مباراتين «2-0، 4-0»، وتعادل في مناسبة «0-0»، وخسر في مرة وحيدة بشق الأنفس «1-0».
رونالد كومان واصل التفوق تكتيكيًا على أرسين فينجر كومان لعب بنفس أسلوب اللعب بنظام 4-3-3، لكنه عدل في التشكيلة الأساسية التي هُزمت مطلع الأسبوع الحالي من واتفورد بنتيجة 3-2، فعاد المدافع والقائد جاكيلكا لمركز قلب الدفاع مرة أخرى، ولعب روس باركلي في الوسط بدلًا من جاريث باري، وشارك فالنسيا ولينون على الأطراف بدلًأ من ديولوفيو وميراليس.
اما أرسين فينجر فحافظ على نفس القوام والتشكيل الذي فاز على ستوك سيتي يوم السبت الماضي بنتيجة 3-1، ولم يجري أي تعديل.
سانشيز سجل هدفه الثاني عشر هذا الموسم ليعادل رصيد هداف المسابقة الحالي، دييجو كوستا. المباراة سارت في البداية تجاه أرسنال. فريق ايفرتون ظهر وكأنه لم يتأثر بحديث مدربهم في المؤتمر الصحفي لما قبل المباراة عن الحاجة لإظهار القدرات والحماس والرغبة، كل ذلك بدا وكأنه حلم بعيد المنال بعد بداية مباراة سيطر عليها أرسنال تمامًا ووصل إستحواذ الضيوف على الكرة لأكثر من 60 %، ثم سجل سانشيز هدف التقدم لأرسنال بعد 20 دقيقة من لعبة تسبب إرتباك دفاع إيفرتون في خلق الخطورة على مرماه وترجمت في النهاية إلى ضربة ثابتة سددها سانشيز على المرمى وحولها أشلي ويليامز تجاه شباك حارس مرمى فريقه، الهولندي ستكلينبرج.
الهدف بالنسبة لإيفرتون وجماهير الفريق كان الصفعة التي افاقتهم، انطلق لاعبو اصحاب الأرض في الملعب يضغطون على الخصم ويحرمونه من فكرة الإحتفاظ بالكرة أو التمرير بأريحية بعكس بداية المباراة، تلك البداية التي وصفها المدرب كومان بعد المباراة بأنها البداية السيئة التي يستحيل ان يحقق بها الفريق أي نتيجة ايجابية في حال اتباعها في أي مباراة في البريميرليج.
السنغالي ادريسا جاي هو رجل المباراة من اللجنة المنظمة تدخلات ايفرتون لإفتكاك الكرة انعكست على إحصائيات المباراة، فالفريق افتك الكرة في 25 مناسبة من اصل 32 محاولة «مقابل 18 من 29 لأرسنال»، وكان لثنائي الوسط، ماكارثي وجانا نصيب الأسد في افتكاك الكرة برصيد 5 محاولات ناجحة لكل لاعب من إجمالي 25 محاولة للفريق بأكمله «40% من إجمالي محاولات الفريق الناجحة».
السيطرة البدنية لإيفرتون على المباراة كانت عامل إرهاب لدفاعات أرسنال، فتفوق ايفرتون في الكرات العالية الهجومية في 30 محاولة، كان نصيب الأسد للمهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو الذي فاز ب15 كرة هوائية «50% مما حققه الفريق بأكمله»، ويكفي ان هدفي ايفرتون سجلا من كرتين عرضيتين، تمركز فيهما كولمان وويليامز «صاحبا الهدفين» بشكل جيد لكن بأريحية تامة دون رقابة من دفاعيات أرسنال.
فدائية وقوة كبيرة في الإلتحامات من لاعبي فريق ايفرتون التدخلات القوية واللعب البدني العنيف من ايفرتون افسدا فكر ارسين فينجر وارسنال بالنقل السريع واللعب من لمسة واحدة، وحتى الإحتفاظ بالكرة والتمرير لأطول فترة ممكنة، وخسر لاعبو ارسنال الكرة تحت ضغط الخصم في 18 مناسبة، كان لنجم الفريق الأول أليكسيس سانشيز الرقم الأكبر في هذا الشق «5 مناسبات»، وجاء بعده مسعود اوزيل وأوكسلايد تشامبرلين ب3 مناسبات لكلًا منهما، وخرج أرسنال بنسبة تمرير سليم في هذه المباراة تقارب من 80%، وهو معدل اقل من المعدل المتوسط للفريق هذا الموسم «83%».
فينجر خسر نقاط المباراة بعد ان كان متقدم .. للمرة الثانية هذا الموسم يهدر تقدمه ويتحول إلى خسارة بعد هزيمة افتتاح المسابقة ضد ليفربول. كومان كعادته اثبت قدرته على التعامل مع المدرب الفرنسي الخبير، لكن فينجر عانى ايضًا من لاعب سبق له وان سجل في مرمى ارسنال وكبدهم الهزيمة، وهو المدافع الويلز اشلي ويليامز الذي سجل هدف الفوز في هذه المباراة بضربة رأسية من متابعة لتنفيذ روس باركلي للضربة الركنية، هدف جاء في الدقيقة 86 وكان هدف قاتل في توقيت صعب، سجل به المدافع اول هدف له مع ايفرتون.
الفوز سيعيد الكثير من الثقة لرونالد كومان ولاعبيه بعد 5 جولات سابقة بدون اي انتصارات اخر هدف لويليامز في الموسم الماضي تصادف ان يكون ايضًا في شباك أرسنال، لكن مع فريقه السابق سوانزي سيتي، ووقتها قاد ويليامز الفريق لتحقيق الفوز على أرسنال في ملعب الإماارات في مباراة وصفها الكثيرون بأنها كانت احد الضربات التي اقصت ارسنال من صراع المنافسة على لقب البريميرليج الموسم الماضي.
اشلي ويليامز كبد أرسنال الخسارة للموسم الثاني على التوالي. خسارة أرسنال ستهدد من تواجده كثاني الترتيب مع امكانية انتزاع ليفربول هذا المركز بنهاية الجولة، كذلك قد تبعده عن صاحب المركز الأول، تشيلسي، ب6 نقاط في حال ان حقق تشيلسي الفوز على سندرلاند، اخير الترتيب.
فوز ايفرتون حسن من وضع الفريق في جدول الترتيب واصبح الفريق حاليًا في المركز السابع برصيد 23 نقطة، ومباراة الفريق القادمة ستكون مباراة ديربي ضد ليفربول، وسيسعى المدرب كومان لإستغلال الحالة المعنوية بعد الفوز الغالي على ارسنال لتحقيق فوز اكثر اهمية على حساب الجار والغريم.
اما ارسنال فمباراته القادمة ستكون ضد مانشستر سيتي في ملعب الإتحاد، مباراة ايًا كانت نتيجتها فسيكون المستفيد هو تشيلسي، ومن بعده ليفربول، الطرفين الأخرين في مربع المنافسة على لقب البريميرليج هذا الموسم.