x

الشاعرة السكندرية وفاء بغدادى: الإعاقة كانت التحدى الأساسى من أجل التحقق الأدبى

الخميس 06-01-2011 08:00 | كتب: ماهر حسن |
تصوير : اخبار


الشاعرة وفاء بغدادى صوت شعرى مختلف فوق كونه صوتا محملا بحسه النسوى المترواح بين الفرح والتأمل والحزن والشجن، وقد أمكن لصوتها أن يصل لغير ناقد وشاعر كبير ووفاء عضو اتحاد كتاب مصر وعضو هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية وهى من مواليد الإسكندرية وحاصلة على تمهيدى ماجستير كلية الإعلام من جامعة القاهرة وحاصلة على العديد من الجوائز من وزارة الشباب والرياضة والهيئة العامة لقصورالثقافة وقد صدر لها (زى الحقيق الحتة اللى بتحلم فى بير مسعود مش ملك حد شرايح من روح بنت) وإلى نص الحوار:


■ لا يعلم الكثير أنك من ذوى الحالات الخاصة وأنك تتحركين على كرسى متحرك كيف أثر ذلك عليك كشاعرة؟؟


- منذ البداية أدركت أنى مختلفة فكان أمامى إما أن يكون هذا الاختلاف له أثر سلبى فى حياتى فأنزوى وأصبح إنساناً عادياً أو ان أجعل من هذا الاختلاف تميزا وهذا ما أحاول جاهدة أن يكون أما عن أثر ذلك على كشاعرة فهذا يتوقف على رؤية المجتمع ونظرته تجاه أصحاب الحالات الخاصة واسمح لى من خلال تجربتى مع مؤسستين من أهم المؤسسات الأدبية فى مصر وهما الهيئة العامة لقصور الثقافة التى صدر لى من خلالها ديوانان هما (الحتة اللى بتحلم فى وبير مسعود) وشاركت مع الهيئة فى أكثر من مؤتمر وطالما وجدت منهم اهتماما كبيرا حتى إن الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أبدى استعداده لعمل إدارة خاصة لأصحاب الحالات الخاصة داخل الهيئة مما أثار مخاوفى وجعلنى أقوم بمداخلة مع سيادته خوفا من عملية التحجيم فى الوقت الذى يسعى فيه العالم ومن بينهم مصر لدمج أصحاب الحالات الخاصة فى المجتمع إلا أنه أعرب عن أهدافها وهى تقديم التسهيلات فى النشر والعرض وخلافه أما عن الجهة الثانية فهى اتحاد الكتاب والتى صدر لى عنها ديوانان أحدهما بالتعاون مع الهيئة العامة للكتاب (شرايح من روح بنت) والآخر بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة (مش ملك حد) وقد أسهم فى ذلك الشاعر الكبير أحمد سويلم والأستاذ المنجى سرحان والأستاذ محمد السيد عيد إلا أنه وللأسف الشديد فى أحد المؤتمرات المهمة والتى يتم الإعداد لها الآن وجدت أحد المسؤولين بالاتحاد يحذر من أننى أحتاج إلى مرافق مما يكلف أمانة المؤتمر وتم تبليغى شفهيا أن حضورى المؤتمر سيكون بمفردى بدون مرافق وبالقطار مما اضطرنى إلى الاعتذار عن حضور المؤتمر أيضا شفهيا ولعلى من خلال حوارى أوجه ندائى إلى الأستاذ محمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر أن يتحرى عن صحة ما حدث وإذا تأكد من هذا فأنا أنتظر إعتذارا رسميا من اتحاد الكتاب بصفتى واحدة من أعضائه وليت هذا المسؤول يتعلم من الشاعر الجميل والإنسان سيد حجاب عندما دعانى لأحد المؤتمرات المهمة التابعة للمجلس الأعلى للثقافة وكان يسأل عنى يوميا وإن كان هناك تقصير أو ما شابه.


■ نحن نستقبل عاما جديدا وقد تحققت كشاعرة وتحديت الإعاقة فما الذى تتمنينه مجددا فى العام الجديد؟


- كانت لى أمنية ولكن لا يمكن تحقيقها بأثر رجعى وهى أن يكون من ضمن وفد الأدباء الذين قاموا بمقابلة السيد الرئيس واحد من أصحاب الحالات الخاصة ليحدثه أن أصحاب الحالات الخاصة موجودون ليسوا فقط بإعاقاتهم المختلفة لكن بأرواحهم التى تحلق وإن عجز الجسد أن يفعل ذلك وعلى الدولة أن تنظر إليهم بعين الرعاية كما أتمنى أن أترك بصمة فى المجال الأدبى وتصل حروفى إلى قلوب الآخرين.


■ نود أن نقف على ملابسات انطلاقتك الشعرية الأولى التى قدمتك للمشهد الشعرى؟


- كانت وزارة الشباب والرياضة قد أعلنت عن مسابقة أدبية فتقدمت إليها عبر أحد مراكز الشباب وكان هدفى معرفة أين أنا من الساحة الأدبية وكانت مفاجأة بالنسبة لى أن حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية وتسلمت الجائزة من وزير الشباب والرياضة وقتها الدكتور عبد المنعم عمارة وكان ذلك فى عام 1994 وكانت هذه بدايتى الحقيقية التى شجعتنى على المضى قدما حيث بحثت فى الإسك.ندرية مدينتى- عن قصور الثقافة والمواقع الثقافية وقد كان لوزارة الشباب والرياضة الفضل فى مشوارى الأدبى حيث حصلت على المراكز الأولى لعدة سنوات متتالية كما أننى حصلت فى معسكر إعداد القادة والذى كان يقام فى مدينة بورسعيد على لقب الفتاة المثالية على الجمهورية وفى عام 98 قمت بنشر ديوانى الأول (زى الحقيقة) ومن ثم قامت وزارة الشباب والرياضة فرع الإسكندرية بقيادة اللواء بشر حرب بطبعه مرة أخرى ووزع فى مراكز الشباب ثم بعد هذا صدر لى ديوان (الحته اللى بتحلم فيا) عن الهيئة العامة لقصور الثقافة (للنشر الإقليمى).


■ إلى أى حد أمكن لصوتك الشعرى إقليميا تجاوز مركزية القاهرة لتصلى لمساحة تلق أعرض؟


- كنت أحاول جاهدة الخروج من المركزية والتى يفرضها بطبيعة الحال وجودى فى الإسكندرية التى على الرغم انها ساهمت فى بعدى عن الأجواء الأدبية فى القاهرة إلا أنها كثيرا ما يكتبنى بحرها شعرا كما ساهم تشجيع كبار الشعراء لى فى تواجدى فى الحياة الثقافية أمثال الإنسان الرائع سيد حجاب الذى كتب عن ديوانى (بير مسعود) الحاصل على جائزة الثقافة المركزية دون أن يكون له سابق معرفة بى حتى إننى أتذكر دعابته لى حين دعانى للتسجيل معه فى أحد برامج الفضائيات وكان لا يعرف بإعاقتى (حتى لو كنت أعرف ظروفك كنت هاجيبك لأنك شاعرة بجد) ستظل هذه الكلمات وسام على صدرى دليلاً على إنسانيته الراقية وغالبا ما أرى أن مسألة الخروج عن نطاق المركزية خاضعة لطموحات وإخلاص المبدع فأنا مؤمنه بما قاله الروائى البرازيلى باولو كويلو فى روايته «السيميائى» متى أخلص الإنسان لهدفه صارت الدنيا طوع بنانه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية