اعتبرت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، أن الهجوم على حادث كنيسة القديسين مار مرقس والأنبا بطرس، فى الإسكندرية، الذى أوقع 21 قتيلاً ونحو 79 مصابا، يمثل تحدياً جديداً للوضع الداخلي المتفجر بالفعل في مصر.
ونقلت الصحيفة، في تقرير لها، الأربعاء، عن خليل العناني، المحلل السياسي في كلية الإدارة الحكومية والشؤون الدولية في جامعة دورهام البريطانية، قوله: «إن الانفجار هو الحادث الانتحاري الطائفي الأول في تاريخ مصر».
ورأى العناني أن الحادث «مؤشر على أن الجهاديين أصبح لديهم مكان في الأراضي المصرية.. والفشل في معرفة هوية المتورطين في الهجوم؛ سيتم ترجمته من قبل الإرهابيين على أنه ضعف من الدولة، وهو ما قد يولد موجة جديدة من العنف».
من جانبها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن السلطات المصرية تبدو مترددة على كل المستويات في كيفية احتواء الاضطرابات المدنية التي أطلقها التفجير، مشيرة إلى أنها تركز فقط على الطب الشرعي، لتحديد حجم الضحايا، في إشارة إلى العثور على رأس مقطوع يعتقد أنه لمهاجم انتحاري.
واعتبرت الصحيفة، في تقرير لها، أن هذا الهجوم، على الرغم من كونه بغيض ومميت، فإنه سيكون بمثابة بصيص من الأمل، حيث أنه سيعزز شعور المصريين بالوطنية.
وأوضحت أن الهجوم هز المجتمع المصري بشكل كبير، مشيرة إلى أن هناك سيل من الدعم للمسيحيين في وسائل الإعلام، فضلاً عن وجود تحدي مباشر لخطابات الحكومة.
وقالت مؤسسة الاذاعة والتلفزة الألمانية «دويتشه فيلله»، إن النظام المصري بدأ يشعر بالضغط في ظل تنامي الشكوك حول تورط تنظيم القاعدة في الهجوم، مضيفة أن هناك مخاوف بشأن وجود حملة إرهابية تستهدف زعزعة الاستقرار في مصر والقضاء على النظام.
وقال شادي حميد، مدير الأبحاث في معهد بروكينجز ـ الدوحة، للمؤسسة «إن النظام المصري هو أحد أكبر الأعداء في قائمة تنظيم القاعدة منذ فترة طويلة.. وأي شيء يسبب مشاكل للنظام المصري، هو شيء جيد بالنسبة لهم».
وأضاف حميد «أننا نشهد بالفعل تأثيراً مزعزعاً للاستقرار في مصر، مما يقوض الثقة في الحكومة المصرية» موضحاً أن «الهجوم يندرج ضمن الأقاويل عن مصر باعتبارها دولة فاشلة، فالاحتجاجات التي كانت في البداية تدين الهجمات تحولت بشكل سريع إلى لهجة معادية للحكومة» مؤكداً أن «أي احتجاج ضد أي شيء في مصر سرعان ما يتحول للتعبير عن السخط تجاه النظام».
ومن جانبها، اعتبرت صحيفة «فرانكفورتر الجماينه تسايتونج» الألمانية أنه لا علاقة للإسلام بالهجوم على كنيسة القديسين، مشيرة إلى إدانة جماعة الإخوان المسلمين له، ودعوة جامعة الأزهر لمزيد من الحماية للمسيحيين في أعقاب الهجوم، مضيفة أن المناخ الحالي في مصر، يسهل على المتطرفين والإرهابيين التأثير على الراغبين في تنفيذ أعمال العنف واستقطابهم.
ومن جانبها، قالت صحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية، إن مصر كانت يُنظر لها طويلاً كـ«مرساة الاستقرار» في المنطقة، ولكنها على مدى عقود، أصبحت مرادفاً للعنف السياسي.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن وضع حقوق الإنسان الكارثي في مصر، وفساد النظام، ومهزلة الديمقراطية الزائفة، عوامل تغذي شعبية الإسلام السياسي غير المسلح، مشيرة إلى أنه بالنظر إلى الخيط الرفيع الذي يفصل بين الإسلام الجهادي وغير المسلح، فعودة الهجمات العنيفة ستكون ممكنة في مصر.