x

عمرو سعد: صنعنا «مولانا» بضمير.. خدمة للبلد والدين (حوار)

الإثنين 12-12-2016 23:27 | كتب: علوي أبو العلا |
عمرو سعد - صورة أرشيفية عمرو سعد - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

أكد الفنان عمرو سعد أن تجديد الخطاب الدينى هو قضية الساعة وأن هذا هو سبب حماسه لتقديم فيلم مولانا عن رواية إبراهيم عيسى وسيناريو وإخراج مجدى أحمد على، وقال «سعد» فى حواره لـ«المصرى اليوم»: الفيلم قدمه صناعه بضمير وطنى ودينى فى نفس الوقت وأن شخصية الداعية «حاتم الشناوى» هى الأهم فى مشواره واضأف أنه كان متخوفا من تقديم العمل نظرا لخطورة القضية التى يعالجها وأعرب عن سعادته بردود الفعل التى حققها الفيلم عقب عرضه بمهرجان دبى السينمائى مؤخرا وأنه لايتوقع حصوله على جائزة ويكفيه الحفاوة التى وجدها الفيلم من الجمهور لدرجة أن لوائح المهرجانات تنص على إقامة عرضين لكل فيلم واضطرت إدارة المهرجان لإقامة عرض ثالث للفيلم بعد الاستقبال الجماهيرى غير المسبوق للعمل.. والى نص الحوار:

بوستر فيلم مولانا

■ ما رأيك فى ردود الفعل بعد عرض الفيلم فى مهرجان دبى؟

- سعيد للغاية بعرض الفيلم ولم أتوقع مطلقا الاحتفاء والاحتفال بصناع العمل، فنحن حققنا أعلى حضور فى المهرجان وسعادتى الكبرى بكل ما كتب عن الفيلم، وردود الفعل بعد العرض كانت هائلة وأكثر من رائعة، فهناك احتفاء شديد وتفاعل كبير مع الفيلم لدرجة أنه كان هناك اتفاق بين المهرجان وشركة الإنتاج على عرضه مرتين لكن المهرجان طلب إقامة عرض ثالث نتيجة الحضور الجماهيرى الكبير على الفيلم وطلب منها أيضًا طرحه فى السينمات بدبى فمدير المهرجان أكد لى أن قاعة العرض امتلأت عن آخرها ووصل عدد المشاهدين فى المرة الواحدة لـ1200 وهو أكبر رقم يحضر فيلما فى المهرجان.

■ وما أكثر ما حققه الفيلم على المستوى الجماهيرى؟

- التأثير النفسى للفيلم مشرف، فـ«مولانا» أحدث صدمة للجمهور، من قوة الإعجاب الشديد به وجرأة الموضوع، فما أسعدنى هو أننى شاهدت ضحك وبكاء الناس فى نفس الوقت، بالإضافة إلى الاهتمام الإعلامى من جميع وسائل الإعلام لدرجة أن هوليوود ريبورتر أكدت فى أحد تقاريرها عن المهرجان وأفلامه أن «مولانا» سيعيش لأنه عمل يصلح لكل الأزمنة.

■ هل تتوقع حصولك على جائزة من المهرجان؟

- لأ، ومش هتوقع أنا خلاص حصلت على جائزتى من الجمهور ومن الحفاوة والاستقبال، فأنا اطمأننت أن الفيلم أخد أحسن جائزة من استقبال وحفاوة واتفقت مع كل أبطال العمل أن ما أحدثه الفيلم فى المهرجان هو أكبر جائزة حصلنا عليها، ولو لم أحصل على جائزة يكفى ردود الفعل، ولو حصلت على جائزة فلهم كل الاحترام والتقدير.

■ وهل سيتم طرح الفيلم تجاريا خلال إجازة نصف السنة؟

- حتى الآن هذا هو الموعد المحدد له وهناك آراء تنادى بطرحه فى أى وقت لأنه فيلم جماهيرى فنحن كان اهتمامنا فى العمل تقديم الناس وليس السلطة كما قيل لأننى أعرف جيدًا أن الناس محور التغيير.

■ وهل أنت راض عن الصورة النهائية للفيلم؟

- أمنيتى حاليا للفيلم أن يشاهده أكبر عدد من الناس لأن الفيلم تم صنعه بضمير بداية من كل الناس التى عملت عليه تجاه البلد والدين وأقسم بالله الفيلم يخدم البلد والدين، فأنا اعتذرت عن الفيلم من قبل لأنه مسؤولية كبيرة وعظيمة ودخلنا قبل تنفيذه فى جدل شديد.

■ هل كنت تخشى من تقديمه؟

- بالعكس لكن تقديم موضوع مهم جدًا وخطير ومؤثر، فأنا لا أخاف من تقديم أى دور لأننى قدمت فى أوقات سابقة أدوارا لم يسبق تقديمها، لكن عندما تقدم دورا عن الدين فهنا كان لا بد من الوقوف مع نفسى، لأنه لو نجحت مصر فى تغيير الخطاب الدينى وإحيائه وتعليم الناس الدين الوسطى الصحيح سيتم معها تغيير أشياء كثيرة فى حياتنا، وفى الفيلم نشتبك مع الخطاب الدينى والفيلم بصورة عامة ليس إسقاطا على داعية أو شيخ فقط، ولكن هناك أشياء أعظم من ذلك يقدمها العمل، فأنا أقدم الخطاب التراثى وعلاقة الناس والسلطة، ونقدم المسيحيين والسنة والشيعة والفيلم يتحدث عن كل المسكوت عنه وما تعرفه الناس وتقوله فى غرفها المغلقة، ولا تتحدث عنه علانية فى الإعلام أو السينما.

■ وهل ترى أن هذا الوقت هو الأنسب لتقديم أعمال سينمائية عن الخطاب الدينى؟

- نحن نحتاج الآن وفى هذا التوقيت تحديدًا لعشرات الأعمال الفنية والدرامية والسينمائية للحديث عن الدين لأكثر من 20 عاما مقبلة، فيلم «مولانا» لا يكفى بمفرده فنحن مازلنا نحتاج للكثير والكثير.

■ ما الوسائل التى اعتمدت عليها فى الفيلم لعدم الدخول فى مغالطات دينية؟

- قدمنا الفيلم بضمائرنا فكنا نهتم بكل حرف يقال فى الدين، وفى بعض الأحيان كنا نعيد المشاهد لو نسيت حرف «الواو» فى الكلام أو المشهد خوفًا من تغيير المعنى فى الحوار، ففى كل آيه قرآنية كانت تقرأ كنا نتأكد من نطقها الصحيح ونهتم بكل تفاصيل الأحاديث وأسانيدها.

■ وهل استعنتم بمشايخ حقيقيين فى العمل؟

- استعنا بعدد كبير منهم، وأيضًا قبل تصوير الفيلم بـ4 أشهر جلست مع شيوخ كبار، وذاكرت الفيلم جيدًا، وقرأت العديد من كتب الفقه، وسيرة «ابن هشام» ووجدت أن غالبية الكتب الأصلية ليست صعبة على أى إنسان لأن يطلع عليها، ويقرأها، ولكن علينا بذل المجهود لفهمها ومعرفة التراث الدينى وتاريخنا وكل ما كتب عنه، فأنا بالفعل أخذت فترة كبيرة وطويلة فى التحضير للفيلم.

وأيضًا وفى مقدمة ما استعنا به وكان المرجعية الكبيرة لنا القرآن، ومن جماله عندما تستسلم له بمشاعرك وعقلك ستفهمه، وسينير لك الله عقلك لاستيعابه.

■ وماذا عن الزمن فى أحداث الفيلم؟

- قررنا فى الفيلم عدم ذكر أزمنة معينة لا قبل مبارك ولا بعده لأن ما يعنينا فى فيلم «مولانا» عدم وجود عصر فما يهمنا هو توجيه رسالة للجميع للتوعية بالخطاب الدينى وغيره فى رحلة صعود حاتم الشناوى، فكان الأهم بالنسبة لى هو الناس وليس زمنا سياسيا معينا وهذا الأهم.

■ قلت بأن شخصية الداعية «حاتم الشناوى» الأفضل فى مسيرتك؟

- الشخصية بالفعل أعتبرها الأفضل فى مسيرتى الفنية لأننى أقدم من خلالها رسالة قوية للناس، فدائما أتمنى أن يشاهد الفيلم أكبر عدد من الناس لرسالته القوية لكن عندما انتهيت منه شعرت أن ضميرى وقلبى أصبحا فى راحة كبيرة لأننى قدمت رسالة أخلاقية مهمة جدًا وهو ما كنت أحلم به منذ أن كنت طفلا وقبل دخولى مجال التمثيل منذ الصغر، فعندما كنت أذهب لصلاة الجمعة كنت أحلم بتقديم هذا النوع من الأعمال السينمائية التى تتحدث عن الدين والخطاب الدينى.

■ وما هى أفضل رسالة تقدمها فى فيلم «مولانا»؟

فيلم مولانا

- لو تعتقد أن دينك هدية وتريد أن تهديه لشخص آخر غير مؤمن به ولم يأخذ هذه الهدية ما الداعى لقتله، فإذا كان لديك شىء جميل غير موجود عند شخص آخر فهو ضحية ومسكين، من أين جاء العنف والدم الذى نعيشه، لأن الخطاب الدينى غاب عنه كما أن وجود الأسرة والأب الذى كان يجمع أطفاله ويحكى لهم الحواديت والقصص من الماضى والأساطير كان ينمى خيالنا، وأيضًا حضن الأب والأم قديمًا أخرج أطفالا لديهم إحساس وحب واستيعاب، وجعله من الصعب أن يمسك «طوبة» يضرب بها زميله وليس سلاحا يقتل به غيره، هذه أكبر رسالة أردت تقديمها من فيلم «مولانا»، لذلك أتمنى من كل الفنانين وكل شخص يتمتع بجماهيرية أن يهتم بذلك وأن يأخذ كل منهم مسؤوليته فى خندقه، أنا أعرف التمثيل وهذا موقعى لذلك كل منا فى مكانه يحاول بقدر الإمكان أن يتحمل مسؤولية نشر الخطاب الدينى الصحيح، فهناك الكثير يحاولون ولكننا نحاول أن نقدم الأكثر.

■ وهل تتوقع أن يحقق العمل إيرادات عند عرضه جماهيريا؟

- راض بما سيحققه الفيلم من إيرادات فأنا قلت بأن الأهم هو أن يشاهده أكبر عدد من الناس ولم أفكر فى غير ذلك.

■ قلت بأن الفيلم رسالة وفى نفس الوقت هناك من يشكك فى أن الفن رسالة؟

- الفن رسالة والترفيه رسالة والضحك أيضًا رسالة فهناك ناس تعيش «مغمومة» لو دخلت فيلم سينمائى وضحكت لمدة ساعتين وخرجت مبسوطة وذهبت تانى يوم لأشغالها وهى تشعر بقدر من السعادة هذا هو المراد من رسالة الفن، وهو موضوع خطير لم نأخذ بالنا منه لأن وقتها هذا الشخص الذى أسعده الفيلم وذهب لعمله سينتج لأن بداخله طاقة كبيرة أخذها من مشاهدته للفيلم، فكل عمل يسعد المشاهدين والناس ويقدم لهم قيمة ويعلمهم شيئا ويدخل الضحك على شفاههم هو أكبر رسالة، فحتى الآن نشاهد أفلام إسماعيل يس بعد أكثر من 50 سنة على إنتاجها وتحقق لنا متعه وتجعلنا فى راحة، من غير السينما والدراما كيف ستكون حياتنا، فالشخص الذى لا يشاهد الفن ولا يسمع المزيكا ولا يشاهد كرة القدم تحس أنه مريض وغير عادى، من منا لا يشاهد فيلما يجعله يبكى ويؤثر فيه، الفن إنسانية فلو شاهدت فيلما سينمائيا وأثر فى وأضحكنى لا أستطيع أن أقتل، فالفن يخرج لنا إحساس الإنسان، روح الإنسان «الفاضية» تسبب العنف، ورسالة الفن هى ملىء هذه الروح.

■ بعد تقديمك «مولانا» هل ستتوقف عن مشروع مسلسل «بشر مثلكم».

- ليس شرطا أن أكون قدمت «مولانا» وأصرف نظر عن مسلسل «بشر مثلكم» لأن العملين مختلفان، فهو عمل قائم حتى الآن ومحتمل تنفيذه، فى أى وقت ولكن مازلنا نحتاج الكثير من الخطاب الدينى فى أعمالنا.

عمرو سعد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية