تبخرت محاولات التهدئة بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل لمنع تصاعد العنف بعد إطلاق 4 صواريخ، مساء الاثنين، من قطاع غزة على جنوب إسرائيل دون أن تسفر عن إصابات، حيث تم إطلاق صاروخين من غزة سقطا فى منطقة غير مأهولة فى مدينة سديروت، بينما استهدف الصاروخان الآخران مدينة عسقلان جنوب تل أبيب، والتى أعلنت ألوية الناصر صلاح «أبويوسف القوقا»، وهى الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية، مسؤوليتها عن قصفها بأحد الصاروخين، وتبنت كتائب أبوعلى مصطفى (الجناح المسلح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) العملية الثانية التى استهدفت المدينة نفسها.
وأكد الجناحان الفلسطينيان فى بيان لهما «مواصلة الجهاد والمقاومة، وفى سياق الرد الطبيعى على كل ما يقترفه العدو الصهيونى من جرائم بحق الشعب الفلسطينى من أطفال ونساء وشيوخ، فلا تهدئة مع المحتل الغاشم وجرائمه التى لن تمر دون عقاب وحساب»، إذ أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عدم التزامها بالتهدئة المطروحة مع إسرائيل.
وعقب إعلان الفصائل الفلسطينية التهدئة، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلى أن الحكومة الأمنية المصغرة قررت فى اجتماع، مساء الاثنين عدم شن عملية برية كبيرة على غزة بعد أن قدم قادة الجيش خيارات مختلفة لإنهاء إطلاق الصواريخ من القطاع المحتل على جنوب إسرائيل.
وجاء التصعيد الأخير رغم تأكيدات «حماس» أن جميع الفصائل الفلسطينية وافقت على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل بهدف وقف الضربات المتبادلة والانتقامية بين الجانبين، وهو الاتفاق الذى تم بوساطة مصرية عندما أبلغت القاهرة الفصائل الفلسطينية بأن إسرائيل ستوقف ضرباتها الجوية إذا توقفت الجماعات الفلسطينية المسلحة أولاً عن إطلاق القذائف على الجانب الإسرائيلى علماً بأن أكثر من 100 صاروخ تم إطلاقها باتجاه إسرائيل منذ الخميس الماضى وفقاً لما أعلنه الجيش الإسرائيلى.
ودعا نائب رئيس المجلس التشريعى والقيادى فى «حماس»، أحمد بحر إلى «تثبيت» التهدئة التى توافقت عليها الفصائل الفلسطينية، معتبراً أن عدم التزام قوى فلسطينية بها «لا يخدم المصلحة الوطنية».
وفى سياق متصل، أكدت وزارة الصحة فى الحكومة الفلسطينية المقالة أن الاحتلال الإسرائيلى استخدم فى هجماته الأخيرة على غزة «أسلحة فتاكة وغريبة لم يسبق أن استخدمها من قبل»، وقال الناطق باسم وزارة الصحة، الطبيب أشرف القدرة، إن معظم جثث الشهداء والإصابات الناجمة عن استهداف الطائرات الإسرائيلية وصلت إلى مستشفيات غزة أشلاء ممزقة وعليها علامات حروق شديدة تخفى معالم الأشخاص المستهدفين.
كما أكد رئيس قسم الاستقبال والطوارئ فى مجمع الشفاء الطبى، أيمن السحبانى، أن صواريخ الاحتلال التى استهدفت فلسطينيين فى غزة خلال الأيام الأخيرة تسببت فى حرق وتقطيع أجسادهم وأطرافهم، مشيراً إلى أن أجساد الشهداء والجرحى الذين استقبلهم المجمع تعرضت لتشوهات كبيرة.