نفى الحزب الجمهوري وفريق الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، السبت، ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) بأن روسيا تدخلت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لمساعدة الملياردير على الوصول إلى الرئاسة.
وذكرت «واشنطن بوست» ان تقييما سريا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، تم بعد أمر من الرئيس باراك اوباما بتقييم عمليات القرصنة اثناء حملة الانتخابات، كشف أن روسيا تدخلت في الانتخابات لمساعدة ترامب.
ورفض فريق الرئيس المنتخب فورا نتائج تحقيق السي آي ايه، مؤكدا ان المحللين الذين توصلوا إلى ذلك «هم انفسهم الذين كانوا يقولون ان (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين يملك اسلحة دمار شامل».
من جهته قال المتحدث باسم الحزب الجمهوري شون سبيسر عبر شبكة سي ان ان، «وكالات الاستخبارات تخطئ. لم تكن هناك» قرصنة روسية.
اما تشاك شومر الزعيم المقبل لكتلة الديموقراطيين في مجلس الشيوخ فطالب الخميس بتحقيق يجريه الجمهوريون والديموقراطيون في الكونغرس. وقال «أن يكون بلد قد تدخل في انتخاباتنا، فهذا يجب أن يزعزع الحزبين السياسيين» الجمهوري والديموقراطي.
وبعد اكثر من شهر على الاقتراع الذي حمل ترامب إلى الرئاسة، ما زالت طبيعة التدخل الروسي في الحملة تثير تساؤلات.
وتزامن ذلك مع حديث وسائل اعلام اميركية عدة السبت عن ان رئيس مجلس ادارة مجموعة اكسون موبيل النفطية العملاقة ريكس تيلرسون الذي تربطه علاقات اعمال وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرشح لتولي منصب وزير الخارجية، حتى ان شبكة «ان بي سي» اكدت ان ترامب اختاره فعلا.
ولتوضيح الوضع قبل تسليم البيت الابيض إلى ترامب في 20 كانون الثاني/يناير، طلب اوباما مطلع الاسبوع الجاري «دراسة كاملة حول ما جرى خلال العملية الانتخابية ل2016»، على ما اوضحت مستشارة الرئيس للامن الداخلي ليزا موناكو.
وبعد ساعات كشفت «واشنطن بوست» ان تقييما سريا لوكالة الاستخبارات المركزية توصل إلى ان اشخاصا مرتبطين بموسكو قدموا إلى موقع «ويكيليكس» رسائل الكترونية تمت قرصنتها من حسابات عدة يعود احدها إلى جون بوديستا المدير السابق لحملة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، وآخر إلى الحزب الديموقراطي.
- «مساعدة ترامب على الفوز»- ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير تم اطلاعه على تقرير قدمته الاستخبارات لاعضاء في مجلس الشيوخ ان «اجهزة الاستخبارات ترى ان هدف روسيا كان ترجيح كفة مرشح على آخر ومساعدة ترامب على الفوز».
وذكر مسؤولو السي آي ايه لاعضاء مجلس الشيوخ ان «من الواضح جدا» ان هدف موسكو كان مساعدة ترامب على الفوز، كما قال مسؤولون للصحيفة.
إلا ان الصحيفة اوضحت ان تقييم وكالة الاستخبارات المركزية بعيد عن ان يكون تقريرا يعكس موقف وكالات الاستخبارات الاميركية ال17.
وبحسب الصحيفة فإن القراصنة الروس هاجموا ايضا نظام المعلوماتية للحزب الجمهوري، لكنهم لم ينشروا شيئا مما عثروا عليه في الموقع.
وقال مسؤول كبير للصحيفة «نحن متيقنون تماما انهم قرصنوا موقعي الحزبين الديموقراطي والجمهوري ولم ينشروا قصدا وثائق» الحزب الجمهوري.
لكن الصحيفة تساءلت عن تاريخ تقديم روسيا دعما لترامب وكتبت «ليس من المؤكد (..) ان نيتهم الاولى كانت دعم ترامب ويعتقد الكثير من مسؤولي الاستخابرات ومسؤولون سابقون في حملة هيلاي كلينتون ان الهدف الاول لروسيا كان ببساطة اضفاء الاضطراب على الحملة وضرب الثقة بشرعية الاقتراع».
- الشك في وجود «وسطاء»- ونقلت الصحيفة عن مسؤول آخر ان الاستخبارات الاميركية لا تملك أي ادلة تثبت ان مسؤولين في الكرملين «امروا» بتسليم الرسائل الالكترونية التي اخترقت إلى ويكيليكس.
وينفي مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج ان يكون خضع لاي تلاعب من قبل روسيا خلال الحملة الانتخابية الاميركية.
ويفيد تقييم «السي آي ايه» ان موسكو لجأت إلى «وسطاء» لتجنب تورطها بشكل مباشر في هذه الممارسات.
وفي واشنطن، وعد البيت الابيض بتقاسم مضمون التقرير الذي طلبه اوباما مع اعضاء الكونغرس، لكنه اوضح ان «الامر لا يتعلق بمحاولة تهدف إلى التشكيك في نتائج الانتخابات».
وكانت وزارة الامن الداخلي ومديرية الاستخبارات اعلنتا مطلع تشرين الاول/اكتوبر ان روسيا تمكنت من اختراق حسابات شخصيات ومنظمات سياسية «بهدف التدخل في العملية الانتخابية الاميركية».
وردا على سؤال عما اذا كان يعتبر دوافع النتائج التي توصلت اليها وكالات الاستخبارات سياسية، قال ترامب لمجلة «تايم» انه «يعتقد ذلك».
وتابع «أصبح الامر مثيرا للضحك. في كل مرة افعل شيئا ما يقولون روسيا تدخلت في ذلك».