بدوره اعتبر السفير البريطانى، جون كاسن، افتتاح كلية الطب بجامعة نيو جيزة، بمنزلة رمز لشىء مهم لمصر والعلاقات البريطانية المصرية، باعتبار بريطانيا شريكاً مثالياً لمصر، خاصة فى مجال التعليم، والتعليم الجامعى تحديداً، الذى يجمع بين الجامعات البريطانية، التى تحتل 4 مراكز فى قائمة أفضل 10 جامعات فى العالم، معتبراً بريطانيا شريكاً مثالياً يرى مهارات المصريين وتطلعاتهم، ويرى أن هناك جيلاً كبيراً لديه تطلعات، ومن ثم لابد من إتاحة الفرص لهم فى القرن الحادى والعشرين.
وتابع «كاسن»: إنه لم يمض أكثر من سنة على زيارة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى لبريطانيا، وتوقيع اتفاقية جديدة بين بريطانيا ومصر لتطوير الجامعات، حتى تم تفعيل التعاون بين بريطانيا ومصر وتطوير الجامعات، وهذا العام نرى أولى ثمار هذه الاتفاقية، إذ حتى الآن توجد 30 شراكة بين جامعات بريطانية ومصرية، أبرزها فى مجال الطب وطب الأسنان، ولذلك نهنئ الجيل الجديد والرواد فى جامعة الجيزة الجديدة، والذين يمكننا بسهولة أن نستشعر الطاقة والحماس لديهم، وأعتقد أنه لابد من الاستفادة من هذه التجربة وهذا الرمز والمثال فى تنفيذ الفكرة نفسها بجامعات أخرى ومجالات أخرى، من أجل أن نمكن (بريطانيا ومصر) الجيل الجديد ونفتح لهم أبواباً جديدة.
وتساءل: فى وجود حوالى 30 شراكة فى مجال التعليم بين بريطانيا ومصر، لماذا تنصب تلك الشراكات على التعليم الجامعى ولا تمتد لمراحل تعليمية أخرى مثل التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى، وحتى الفنى؟
وأشار السفير البريطانى إلى أنهم فى الوقت الحالى يركزون على التعليم الجامعى، إذ أن التعاون فى مجال التعليم الجامعى، يعد واحداً من أقدم المجالات، فضلاً عن أن التعاون فى هذا المجال يعد هو الأكثر نضجاً، والأكثر عمقاً وتجذراً فى علاقات التعاون بالمجال التعليمى، ولهذا السبب نجد العديد من أوجه التعاون بين مصر والمملكة المتحدة، ولا يقتصر الأمر على هذا العام فحسب، وإنما لأعوام عديدة سابقة شهدت تاريخاً طويلاً من تخصيص زمالات بريطانية للمصريين، ويوجد أكثر من 70 زمالة ماجستير، وأكثر من 100 زمالة دكتوراه فى المجال العلمى ضمن برنامج «صندوق نيوتن مشرفة»، وهو صندوق يبلغ تمويله حوالى 50 مليون دولار ومداه الزمنى من 5 إلى 6 سنوات، ومن شأنه إتاحة فرص للباحثين المصريين فى الإسهام بمجال البحث العلمى.
وشدد على أن التعليم الجامعى يعد واحدة من الركائز التى ينضوى عليها مجال التعاون البريطانى المصرى، أما الركيزة الثانية فتتمثل فى مجال التعليم الفنى، وفى هذا الشأن نعمل مع عدد من الوزارات لتعزيز مهارات التدريس فى الكليات الفنية، كما نتواصل مع القطاع الخاص.
ونوه إلى التاريخ الطويل للتعاون بين المملكة المتحدة ومصر، إذ أن قصة البلدين على هذا الصعيد متشابهة، فلدى كل منا مؤسسات تعليمية هى الأقدم فى التاريخ، وتعد من بين المؤسسات التعليمية الأكثر نجاحاً فى العالم، وكلا البلدين لديه الرغبة فى التغيير وتحديث المؤسسات التعليمية لتواكب تطورات القرن الحادى والعشرين، ولهذا فإننا نطبق مناهج صعبة بعض الشىء فى المدارس من أجل صقل مهارات الطلاب، ومصر تعنى وتهتم بالشىء نفسه.
وفيما يتعلق بالجامعات، قال السفير البريطانى، إن بلاده تسعى للتأكد من اتساقها مع خصائص أحدث جامعات العالم، وإمكانية اطلاع طلابها وباحثيها على أحدث الأفكار فى العالم، من خلال ربط ما تتوصل إليه الأبحاث العلمية الحديثة بما يتم تدريسه، وهو ما نفعله على قدم وساق فى بريطانيا أيضاً، ويسعى لأن ينفذه الدكتور أشرف حاتم، رئيس المجلس الأعلى للجامعات، ولقد التقيت هنا بالعديد من المصريين الذين إما تعلموا فى بريطانيا، أو يريدون إكمال تعليمهم فى بريطانيا، والحقيقة أن تطلعهم هذا لبريطانيا يُحمًّلنا مسؤولية أن نكون أكثر فعالية فى ترسيخ التعاون بالمجال التعليمى، إذ أن مستقبل مصر يكمن فى التعليم، ومصر يمكنها أن تحقق كل نجاح إذ ما سعى مواطنوها لبناء مستقبل أفضل من خلال التعليم الجيد، فالتعليم الجيد هو الذى يمكنه إحداث التحول فى البلاد.