في هذا الوقت من كل عام، ومع اقتراب المولد النبوى الشريف، يستعد الكثيرون لزيارة بيت الله الحرام، وأداء مناسك العمرة، وبعد شهور طويلة من الشغف وجمع الأموال والانتظار، داخل بيوت المصريين، غابت مشاهد الاستعداد المعتادة، ووقفت أمام هذه الجموع تغيرات وعقبات، لأداء الشريعة المحببة إلى قلوبهم.
فبعد وقف رحلات العمرة، هذا العام، بسبب مشاكل تتعلق بفرض السعودية مبلغ 2000 ريال على المعتمرين المتكررين، الذين قاموا بأداء مناسك العمرة من قبل، وبعد استثناء السعودية لعام 2016 من هذا القرار، ما زالت الأزمة قائمة.
وما بين تصريحات وزارة السياحة بأن المشكلة تتعلق بشركات السياحة التي لم توثق عقوداً بينها وبين الوكيل السعودى، وبين ردود شركات السياحة بأن وقف التوثيق غير مبرر وغير معروف أسبابه، وبين الأزمات الاقتصادية وارتفاع سعر الريال مقابل الجنيه، ومن ثم غلاء تذاكر الطيران وحجز الفنادق والمعيشة هناك، يقف المواطن حائراً، متمنيا السفر لأداء العمرة بعيداً عن كل هذه المشاكل.
يختار الكثير «عمرة المولد» والتى تتزامن مع المولد النبوى الشريف، وتبدأ من شهر ديسمبر وتستمر حتى فبراير، للسفر إلى السعودية، تفسر عديلة جمعة، 55 عاماً، سبب إقبال الناس على هذا التوقيت بالتحديد لأداء العمرة: «الجو مش بكون حر أوى، والواحد يزور الكعبة وقت ميلاد الرسول».
عديلة التي سافرت لأداء العمرة مرتين من قبل تتعجب من المشاكل التي واجهت السفر هذا العام، وتقول: «أنا كان نفسى أسافر السنة دى مع جوزى عشان هو عمره ما راح يعمل عمرة ولا حج، بس كل شركات السياحة بتقول مفيش سفر ومشاكل عقود توثيق وحاجات كتير».
تقول اعتماد، 57 عاماً: «حتى لو مكنش فيه مشكلة الـ2000 ريال ومشكلة توثيق العقود، الواحد برضه مكنش هيعرف يسافر بعد رفع سعر الريال ده، رحم الله امرئ عرف قدر نفسه»، وتضيف: «الواحد نفسيته وحشة، كان نفسى أسافر، بس كل ما أسأل شركة سياحة تقول مفيش».
تصاعد أزمة السفر، وعدم ذهاب المصريين لأداء العمرة، طال شركات السياحة التي تضررت كثيرا جراء عدم وجود برنامج سياحى يسمح للمعتمرين بالسفر، يقول ممدوح سالمان، مدير إحدى شركات السياحة: «مفيش أصلا فتح لتوثيق العقود بين شركات السياحة والوكيل السعودى، ومفيش تأشيرات عمرة بتطلع، اللى بيحاول يلاقى طريقة للسفر بيعمل تأشيرة زيارة ودى شروطها وتكاليفها أعلى بكتير».