x

الدكتور محمد بن عبدالله باجودة مدير مصنع كسوة الكعبة: تكلفة الثوب الواحد تصل لـ25 مليون ريال ويزن 670 كيلو حرير

الجمعة 09-12-2016 21:28 | كتب: خالد الشامي |
محمد بن عبدالله باجودة محمد بن عبدالله باجودة تصوير : اخبار

قال الدكتور محمد بن عبدالله باجودة، مدير مصنع كسوة الكعبة المشرفة، إن ثوب الكعبة الواحد تتراوح تكلفته بين 20-25 مليون ريال سعودى، ويزن 670 كيلو جراما من الحرير الخالص، والحروف والآيات القرآنية مغطاة بالفضة المطعمة بالذهب، موضحا أن المصنع يعمل به 200 عامل محترف، لافتا إلى أن الكسوة القديمة تذهب إلى إدارة المستودعات التابعة لرئاسة الحرمين الشريفين. وأضاف، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن العمل فى الكسوة لا يحتمل أى خطأ، مؤكدا أن دور مصر تاريخى فى صناعة الكسوة، لكن الخلافات السياسية فى العقود الماضية جعلتها تمتنع لفترات عن إمداد السعودية بالكسوة، ما دفعها إلى إنشاء مصنع خاص، مشيرا إلى أن الآيات القرآنية لم تتغير على الكسوة، وأنها استقرت على اللون الأسود منذ العهد العباسى.. وإلى نص الحوار:

■ بداية متى بدأ تاريخ كسوة الكعبة؟

- فى الأثر قالوا إن أول من كسا الكعبة المشرفة قبل الإسلام هو ملك اليمن ويدعى «تبع الحميرى»، بعد أن زار مكة، كما صنع لها بابا وكساها بالخصف، وهى ثياب غلاظ، وكان للمرأة دور فى كساء الكعبة فعندما فقدت «نتيلة بنت جناب» ابنها العباس، نذرت أنه إذا عاد إليها ستكسو الكعبة على نفقتها الخاصة وحدث ذلك فعلا.

وفى الإسلام عقب فتح مكة، أبقى الرسول محمد على الكسوة حتى احترقت على يد امرأة كانت تريد تبخيرها فكساها بالثياب اليمانية، كما كساها بالقباطى وهو ثوب أبيض رقيق يصنع فى مصر، وكان منسوبا إلى أقباطها، وبعد وفاة النبى محمد كساها الخلفاء الراشدون، وفى عهد عثمان بن عفان وضع كسوتين ولم يذكر أن على بن أبى طالب كساها لانشغاله بمحاربة الفتن.

■ حدثنا عن الخلافات التى أوقفت مصر بسببها إمداد السعودية بكسوة الكعبة؟

- كان لمصر دور كبير فى كسوة الكعبة عبر قرون طويلة، وانفردت بها بعد أن كانت تتناوب بينها وبين اليمن، ومع وقوع أى خلاف بين الحكومة المصرية والقائمين على أمر الحجاز، تمتنع مصر عن إرسالها، وفى عهد الملك عبدالعزيز، عام 1344 هجرية، وقع حادث المحمل المشهور، وامتنعت مصر عن إرسالها بعد عام من تولى الملك عبدالعزيز، وذلك فى الأول من ذى الحجة، فأمر بصناعة ثوب فى بضعة أيام، وأقاممصنع صغير بجانب الحرم على مساحة 1500 متر، يصنع الكسوة لمدة 10 سنوات حتى عادت العلاقات بين مصر والسعودية، وبعدها قامت مصر بإعادة التصنيع لمدة 26 سنة، وصولا إلى انتقال المصنع إلى مقره الحالى بمنطقة أم الجود. كما أن الملك الصالح إسماعيل بن قلاوون اشترى 3 قرى بمحافظة القليوبية لتكون وقفا لكسوة الكعبة، ومن أبرز المشاكل التى أوقفت بسببها مصر إمداد السعودية بالكساء، هو اعتراض سعود الكبير على أمير المحمل المصرى باصطحاب الكسوة بالزمر والطبل.

■ ماذا عن أقسام المصنع؟

- المصنع مقام على مساحة 110 آلاف متر.

وبالنسبة للأقسام، فهناك قسم المصبغة يقوم العاملون فيه بإزالة المواد العالقة بخيوط الحرير «السرسين»، من خلال أحواض ساخنة ومواد كيماوية مخلوطة لضمان ثبات درجة اللون بالكسوة والبطانة القطنية، وعقب ذلك يتم صباغة الحرير باللون الأسود سواء للثوب الخارجى للكعبة أو الأخضر للستارة الداخلية بمقدار 670 كيلو من الحرير الطبيعى. وهناك قسم الطباعة، ويقوم العاملون بطباعة الآيات القرآنية والزخارف الإسلامية من خلال شدة «ضلعين من الخشب يشد عليها البطانة ويثبت عليها الحرير الأسود السادة غير المنقوش الذى يطبع على حزام الكسوة، على أن تتم الطباعة باستخدام «السلك سكرين» مع الحبر الأبيض والأصفر.

■ هل ترى أن قسم التطريز يعتبر هو الأهم؟

- بالطبع، فتطريز الحروف والآيات القرآنية بالخيوط المطلية بالذهب والفضة، تتم من خلال الخيوط القطنية بكثافات مختلفة فوق الخيوط المطبوعة على القماش الأسود، ومن ثم يقوم «المعلمون» بعمل الغرز والحشو والقبقبة بالقطن، وفى هذا القسم تحديدا يتم إنتاج 16 قنديلا و4 سور «الإخلاص» توضع فى أركان الكعبة، و16 قطعة لحزام الكعبة، و6 قطع أسفل الحزام، إضافة إلى الستارة الخارجية للباب.

■ ماذا عن المرحلة الأخيرة بالنسبة لتجميع الثوب قبل إسداله على الكعبة؟

- ثوب الكعبة المشرفة يتكون من 47 قطعة قماش بعرض 98 سم بارتفاع 14 مترا، والجميع يعلم أن الأضلاع غير متساوية، فهناك 10.78 سم من جهة الركنين، و12.25 من جهة الملتزم، و10.29 من جهة حجر إسماعيل، و12.74 من جهة إبراهيم الخليل، وعقب التجميع تتم خياطة الثوب وتوصيله ببعضه البعض حتى يتم إسداله على جدران الكعبة.

■ بالنسبة لألوان الكسوة نريد التعرف على المراحل التى مرت بها؟

- فى عهد بنى أمية تم كساء الكعبة مرتين فى السنة، الأولى فى عاشوراء والثانية فى آخر شهر رمضان، وفى عهد الخليفة العباسى المأمون تمت كسوتها 3 مرات، الأولى فى يوم التروية باللون الأحمر، وفى غرة رجب بالكساء القباطى، وفى ليلة القدر باللون الأبيض، وتم الإبقاء على كسوتها باللون الأسود فى عهد الخليفة العباسى أبوالعباس أحمد.

■ كم تبلغ تكلفة الثوب الواحد؟

- الثوب تتراوح تكلفته بين 20 – 25 مليون ريال سعودى، حسب أنواع الحرير والفضة، كما أن المصنع يعمل به 200 عامل محترف، ويزيد عليهم 30 صانعا جديدا كل فترة من أجل ضخ الدماء لكسب الخبرات من الحرفيين القدامى قبل تقاعدهم عن العمل، فالمهنة دائما تحتاج إلى اكتساب الخبرات.

■ من أين تأتون بالحرير؟

- نأتى بأجود أنواع الحرير من إيطاليا، وحتى الآن لم نجد سواها، كما أننا أوفدنا فريق بحث إلى النمسا وألمانيا واليابان للحصول على الماكينات الحديثة التى تساعد فى تقليل مدة صناعة الثوب.

■ هل اختلفت الآيات القرآنية فى كل ثوب عن الآخر؟

- الآيات القرآنية كما هى، والكسوة السعودية على غرار الكسوة المصرية من كتابة الآيات القرآنية، وكتابة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) على شكل رقم 8، وفى أعلى الرقم جل جلاله.

■ هل هناك أخطاء تحدث أثناء صناعة الثوب؟

- العمل فى الكسوة لا يحتمل أى خطأ، فهناك مراقب لكل 10 عمال، وحرفة التطريز لا ينضم إليها أى عامل قبل 5 سنوات من العمل فى أقسام الحياكة والتبطين.

■ أين تذهب الكسوة بعد ارتداء الكعبة ثوبا جديدا؟

- ما أعرفه فى حدود اختصاصات عملى، تذهب الكسوة إلى إدارة المستودعات التابعة لرئاسة الحرمين الشريفين، برئاسة الدكتور عبدالرحمن السديس.

■ هل طلب منكم أحد الشخصيات العامة الدولية صناعة ثوب لاقتنائه؟

- لم يحدث ذلك والمصنع خاص بكسوة الكعبة فقط.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية