x

خالد صالح: لم أتعمد اختيار عمل له صبغة سياسية لأننى لا أحب ركوب الموجة

الثلاثاء 23-08-2011 18:08 | كتب: نجلاء أبو النجا |
تصوير : other

يعيش خالد صالح حياة الريان بكل تفاصيلها ويتوحد معها قلبا وقالبا.. أطلق لحيته وأنقص وزنه وتغيرت إلى حد كبير ملامحه وزهد فى كثير من الأشياء.. انفصل عن العالم ورمى هاتفه المحمول ليختبئ فى استديوهات مدينة السينما ويعيش مع أحمد الريان ليلا ونهارا منذ أشهر عديدة.. «المصرى اليوم» فاجأت خالد صالح بزيارة غير متوقعة لترصد تفاصيل رحلته مع الريان لحظة بلحظة وتنفرد بأول حوار معه بعد إذاعة المسلسل رغم السياج الحديدى الذى يفرضه خالد وكل العاملين فى المسلسل.. خالد تحدث عن عودته القوية للتليفزيون وسر اختياره لعمل اجتماعى سياسى لعرضه فى تلك الفترة الحساسة، ولتلك السيرة الذاتية، ومشاكل المسلسل وردود أفعال الناس فى الشوارع وهجوم أحمد الريان على المسلسل، وعلاقة العمل بالإخوان المسلمين وشائعة تعمده تجميل صورتهم بعد صعودهم سياسيا فى الفترة التى أعقبت الثورة.. وعلاقة خالد بالثورة فنيا وإنسانيا وحجم تأثيرها على اختياراته المقبلة، ورأيه فى الأوضاع الحالية.


■ هل تعمدت اختيار عمل فنى له صبغة سياسية لتقدمه هذا العام ويتناسب مع ما نعيشه من أحداث؟


- لم أكن يوما فى حياتى من هواة ركوب الموجة لا فنيا ولا سياسيا ولا إنسانيا، ولهذا لا أعترف بمن يفصلون أعمالهم وفق الموجة الرائجة، وأتحفظ بشدة أن يتم وصف الأحداث التى نعيشها أو الثورة بالموضة أو الموجة، فالثورة وكل ما يتعلق بها أجمل وأهم وأضخم وأرقى حدث عاصرناه وكان حلما تحقق على أرض الواقع ليهز العالم بأكمله ويعيد كرامة المصريين وريادة مصر للمنطقة العربية.. لذلك فلم أتعمد اختيار عمل له أى خط سياسى، والثورة أكبر من أن تختزل فى شخصية أو خط درامى أو سياسى.. وقد تعاقدت على مسلسل «الريان» قبل الثورة بأشهر، وبدأنا التصوير قبل شهر يناير وهذا فى حد ذاته دليل يوضح الحقيقة.


■ ما سر اختيار شخصية أحمد الريان لتجسيدها رغم علمنا بعرض حوالى 8 سيناريوهات أخرى عليك فى الوقت نفسه؟


- استقر اختيارى على شخصية الريان منذ منتصف عام 2010 تقريبا، واستمر العمل والتحضير قبل دخولنا التصوير بما يعادل أربعة أشهر على الأقل، ورغم وجود تنوع فى الموضوعات التى عرضت على فى ذلك الوقت لكن كان لدى إحساس داخلى أن هذا الرجل له شخصية أثرت فى الحياة الاقتصادية المصرية وله رحلة صعود مهمة جدا بغض النظر عن النهاية والمشاكل.. اعتبرته ظاهرة اقتصادية مهمة جدا يجب أن يعرف الناس تفاصيلها من البداية للنهاية.. وساعدنى فى حسم أمرى أن حياته العائلية متماسكة جدا وأسرته هى نموذج أسرة مصرية قوية جدا، والشعب المصرى يحب أن نقدم له هدفا ومعنى من خلال حكاية مصرية أسرية يحبها كل أفراد الأسرة ويستطيع متابعتها.. وأعتقد أن العائلة المصرية والشباب على وجه الخصوص بحاجة لمتابعة عمل يتعرض لمدى تماسك الأسرة ولصفة الطموح والنجاح والتعاون التى تربط كل أحداث وأشخاص المسلسل وأبطاله.


■ إذن أنت تعتبر «الريان» وأسرته نموذجاً إيجابياً وهاماً لابد من تقديمه؟


- أنا ضد اتخاذ رأى شخصى فى حياة الريان فلم أنحز له بأى صورة من الصور، فقط أقدمه بحيادية كنموذج اقتصادى له تأثيره فى الحياة الاقتصادية، وهذا لا يمكن الاختلاف عليه لكن تقييمى الشخصى له كنموذج ناجح أو غير ناجح لا يدخل ضمن اختيارى للشخصية أو حتى تجسيدها.. كما أن المسلسل يستعرض تأثير الريان على الناس وتأثيرهم عليه وكيف ساهموا فى صعوده كظاهرة وكيف كان لهم دور فى أزمته.


■ ما كواليس علاقتك بأحمد الريان صاحب الشخصية الحقيقية وكيف حضرت معه للعمل؟


- بصراحة شديدة لم أقابل الريان إلا مرة واحدة فقط يوم المؤتمر الصحفى للمسلسل ولم أجلس معه.. شعرت أن أحمد الريان الذى كنت أريد أن أراه هو الريان أيام رحلته الصاعدة للقمة.. ولكنى رأيت ريانا آخر يوم المؤتمر هو الرجل الذى أنهك فى السجن وخرج متعبا.. وحاولت ألا أتأثر بالمرحلة الأخيرة التى مر بها حتى لا أشعر بإحباط يؤثر على أدائى.


■ لماذا انطلقت الشائعات التى أكدت وجود صفقة مادية مع الريان لتجسيد قصة حياته؟


- هذا كلام مرفوض وعار تماما من الصحة وغير مقبول على الإطلاق فهل من المنطقى أن تحصل أسرة المسلسل على أموال نظير تجسيد قصة حياة الريان؟، بالتأكيد هذا كلام شديد الاستفزاز خاصة أن الناس تعلم الحالة المادية الآن للريان، بمعنى أنه لا يستطيع منح أموال لأى جهة، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بعمل فنى أو تجسيد قصة حياته. الرجل عاش سنوات طويلة بالسجن، فهل من المعقول أن يخرج ليبحث عن عمل مسلسل عن قصة حياته؟ وقد فوجئت بكلام من هذه النوعية وانفعلت جدا فى المؤتمر الصحفى الذى عقد منذ شهور طويلة وقبل الثورة.. وربما لأن شخصية الريان لرجل أعمال واقتصاد ظن البعض أن الأمر له علاقة بالمادة أو أن هناك صفقة، وهذا اعتقاد قد ينشأ مع أى تعامل له علاقة برجال اقتصاد وأعمال.


■ لماذا اخترت نموذجا اقتصاديا مثل الريان قد يثير عاصفة من المشاكل والأقاويل والشائعات؟


- أى فنان من حقه أن يجسد كل الأدوار، بغض النظر عن التفكير فى النتائج، فالممثل يتعامل مع الشخصية بمنطق أنها من لحم ودم ولا يشغله إلا أسئلة، مثل «من هو صاحب الشخصية.. ما هى حياته.. أحاسيسه.. كيف ارتكب أخطاءه.. وكيف صعد.. وكيف هبط؟» وبقدر ما تصل إليه إجابات عن الشخصية يحدد موقفه منها هل تصلح دراميا أم لا.


■ ما ردك على الاتهامات، والهجوم الذى شنه الريان على المسلسل وادعائه أنه يسىء له؟


- لم نسئ للريان ولا لأى نموذج داخل المسلسل، وكل المعلومات التى تناولها المسلسل حقيقية، وقد صاغها المؤلفان حازم الحديدى ومحمود البزاوى بأسلوب وحبكة دراميين.. واستندا فيها إلى تسجيلات مع الريان نفسه قاربت عشرين ساعة حكى فيها عن حياته وأسرته وزيجاته ورحلة صعوده وتفاصيل نجاحه وهبوطه.. وعلى هذا الأساس تمت كتابة المسلسل.. وأعتقد أنه من الاستعجال الحكم الآن على المسلسل بأنه يسىء أو يجمل صورة الريان، وعليه الانتظار لحين استكمال الحلقات.. وأعتبر الوضع الآن مثل قضية تنظر أوراقها أمام القاضى ولا يجب إصدار أحكام إلا بعد الاطلاع على الأوراق كافة.


■ هناك اتهام آخر حيث إن المسلسل مسنود من الإخوان المسلمين لتجميل صورتهم، خاصة أنه يمثل رحلة صعود أحدهم ونحن فى مرحلة سياسية انطلقت فيها التيارات الدينية والجماعات الإسلامية نحو العمل السياسى بعد الثورة.. فما ردك؟


- الآراء تناقض نفسها! فكيف يهاجمنا الريان صاحب القصة الحقيقية وفى الوقت نفسه يقال كلام عن تجميلنا صورة الإخوان أو إن لهم علاقة بالمسلسل والحكاية؟! ببساطة، إن الريان كان ينتمى لإحدى الجماعات الإسلامية، لكننا نقدمه كظاهرة اقتصادية وإنسانية كما كان فى الحقيقة، فلم يكن بزوغ نجمه قائداً لجماعة إسلامية أو على علاقة بتيار دينى، بل كان رجل اقتصاد وإنساناً وظاهرة ليس أساسها الجماعات الإسلامية على الإطلاق.. وليت من شاهد المسلسل يذكر أى مشاهد حاولت تجميل أى جماعة إسلامية أو تعمقت فى هذه النقطة، وأتحدى أن يجد، فنحن نقدم عملا اجتماعيا إنسانيا أسريا، وليس عملا دينيا له رأى يجمل أو يسىء لأى جهة أو شخص.


■ فبم تفسر حالة الجدل التى لم تهدأ منذ عرض أولى حلقات المسلسل حتى الآن؟


- الجدل يعنى ارتفاع نسبة المشاهدة والنجاح والمتابعة.. واختلاف الرأى لا يفسد للود قضية، كما يقولون، هناك من يحبون المسلسل وهناك من لهم بعض التحفظات، وهذا غير مزعج على الإطلاق، لأنه ظاهرة صحية.


■ يتهمك البعض بأنك أربكت الناس، فلم يستطع معظمهم رغم مساوئ الريان اتخاذ رأى سلبى فيه بسبب الكاريزما التى تمتلكها مع الناس وأدائك التمثيلى أيضا الذى يبرر كل أفعاله، حتى الخاطئة مثل حبه الشديد للمال والزيجات!


- بمنتهى الأمانة والصدق، أنا لست خالد صالح فى هذا الدور.. بل أنا أحمد الريان قلبا وقالبا، تعمدت أن انفصل كليا وجزئيا وحركيا عن شخصيتى الحقيقية حتى لا تتأثر الشخصية.. ولا أعتقد أن الناس فى حالة ارتباك فى الحكم على الريان، لأن المسلسل لم ينته بعد، وأدعوهم للانتظار حتى الحلقات الأخيرة.. وأهم ما يجب تأكيده هو أن الريان نفسه له كاريزما وحضور وتأثير وطلة وذكاء، وهذا ما أظهرته فى شخصيته هو على الشاشة ولست أنا كخالد صالح.. وهذا الرجل فى نظرى عبقرى زئبقى ذكى صاحب كاريزما، وإلا ما كان حقق كل هذا النجاح وتزوج 13 سيدة وأسر الكثيرين وأثر فيهم لدرجة أن أصبحوا أتباعه .


■ من انتقادات المسلسل الباروكة التى ترتديها فى الحلقات الأولى لتبدو أصغر فى مراحل الشباب، وأن باسم سمرة الذى يجسد دور شقيقك الأكبر يبدو أصغر منك؟


- نعم ارتديت جزءاً من باروكة لأمثل شخصية الريان فى بدايته وسأتنازل عنها فى المرحلة التى تليها وأظهر بشكلى الطبيعى، فالممثل الذى يجسد مراحل شخصية من البداية للنهاية قد يلجأ لمثل هذه الحيلة، وهى غير ضارة ومتبعة وغير ملاحظة بشكل سلبى من الناس.. وبالنسبة لـ«باسم» يبدو أصغر سنا رغم أنه يقوم بدور الحاج فتحى شقيقى الأكبر، فهناك كثير من الأشقاء الأكبر سنا يمنحهم الله شكلا أصغر من إخوتهم الأصغر، وهذا يحدث كثيرا أيضا ثم إن أداء وشخصية باسم، واضح جدا أنه طغى على مسألة الشكل، لأنه فعلا أداء أخ أكبر ومسيطر وذى هيبة على أشقائه الأصغر.


■ بلغة التسويق والمشاهدة يعيدك هذا العمل إلى منطقة المقدمة والنجومية.. فما سبب ذلك من وجهة نظرك، وما أسباب نجاح المسلسل وكونه من أهم مسلسلات الأسرة المصرية الآن والأعلى تسويقا وعرضا؟


- بدون أى عبارات إنشائية، توقعنا نجاح المسلسل، لأن القصة شائقة وكتبت بشكل جيد جدا، وهى تمثل حالة من الطمأنينة للأسر المصرية التى تشعر ببعض الخوف والارتباك حاليا بحكم بعض الظروف التى تمر بنا.. لكنى لن أبالغ إذا قلت إنى لم أكن أتخيل أن المسلسل سينجح بهذا الشكل، ولم يحلم أى من أسرة المسلسل بنصف هذا الحب الجماهيرى، ولن أدعى أنى أقرأ الجرائد والنقد وأتابع الفضائيات لأرى حجم التسويق والمشاهدة وما إلى ذلك من مؤشرات، لكنى فى الساعات القليلة التى أذهب فيها من الاستديو إلى منزلى أقابل أشخاصا بسطاء أهمهم البوابون الصعايدة والفلاحون وذات مرة استوقفنى بواب صعيدى وقال لى «مش عيب يا أحمد تتجوز على مراتك».. قلت له أنا اسمى خالد مش أحمد.. فقال لى بلهجته الصعيدية.. «لع إنت أحمد أبوالريان».. ومع تكرار مواقف من هذه النوعية اكتشفت أن العمل تسرب إلى وجدان البسطاء والعامة بعمق وهذا النجاح الحقيقى للفنان.


■ أليس أمرا متناقضا أن يهاجم الريان المسلسل فى حين أحبه الناس البسطاء بهذا الشكل؟


- سأقولها بصراحة كل مصر أحبتنا وأحبت أحمد الريان والمسلسل.. لكن أحمد الريان فقط هو الذى كرهنا وكره أحمد الريان وكره المسلسل.


■ هل تعتقد أن الناس ستظل على حبها للريان رغم نهايته وظلمه للكثيرين واعتباره شخصية درامية شريرة؟


- أنا أعشق أدوار الشر وأجمل أدوارى وأهمها حين قدمت دور شرير فى أفلام «تيتو» و«هى فوضى» و«عمارة يعقوبيان» و«حرب أطاليا»، والشر إذا كرهه الناس فهو نجاح للممثل وأنا عموما أحب أداء أدوار المكروهين وهذا إحساس غريب لا أعرف سره حتى الآن فكثيرا ما أجد شخصية المكروه لها أبعاد درامية وهى شخصية مثيرة فنيا وتفتح شهية الممثل.. لكن البعض يخاف منها ومن كره الجمهور، رغم أن جمهورنا أذكى وأكثر وعيا من الخلط بين حقيقة الممثل والشخصية التى يؤديها وإلا كانوا كرهوا محمود المليجى وعادل أدهم وفريد شوقى وزكى رستم.


■ قدمت مع المخرجة شيرين عادل معظم أعمالك الدرامية.. فلماذا الحرص على هذا الدويتو؟


- شيرين مخرجة موهوبة ومتميزة وتفهمنى جيدا وكواليس العمل معها تكون هادئة جدا لذلك يخرج العمل بمنتهى النعومة.. ومع ذلك إذا جمعنا عمل مناسب نقدمه دون تردد، وإذا وجدت عملا آخرا مع ممثل غيرى فلا مانع والحال نفسه بالنسبة لى لذلك تعاونت مع مخرجين آخرين وهى تعاونت مع ممثلين آخرين لذلك فالأمر ليس احتكارا لكنه تعاون وتفاهم.


■ ما رأيك فى التخبط الذى يعانى منه الإنتاج الفنى والاقتصاد بوجه عام وتأثير ذلك على النشاط الفنى وصناعة السينما؟


- نحن فى مرحلة انتقالية وهذا شىء طبيعى جدا ويجب أن نتحمل ونتكاتف حتى نخرج من الأزمة الاقتصادية بالعمل وإنكار الذات والتضحية من أجل استكمال أهداف الثورة والخروج من أى كبوة بسلامة.


■ وكيف تقيم ظاهرة تخفيض أجور النجوم إلى النصف وهل تعتقد أننا عبرنا عنق الزجاجة فى رمضان دراميا؟


- أشجعها جدا لدفع عجلة الإنتاج، ففى الوقت الذى ننادى فيه بالتعاون والعمل لا يجب أن توقفنا المادة عن أهدافنا ويجب النظر للصالح العام حتى لو جاء على حساب المادة، فهذا دور وطنى لكل فنان يحب بلده.. وأعتقد أن جهود النجوم والفنيين والعمال وحبهم لبلدهم جعلتنا نقف على أقدامنا وننقذ الفن المصرى من التوقف، وباستمرار الجهود والحب والتعاون ومراعاة الصالح العام سنعبر ما هو أخطر من ذلك فإرادة المصريين قادرة على صنع المعجزات بدليل ثورة يناير وكل البطولات والمواقف المصرية المحترمة.


■ كيف ترى تغير خريطة الفن بعد الثورة من حيث الموضوعات وسقف الحرية وتناول الفساد وتجاوز الخطوط الحمراء؟


- التغير حدث من داخلنا كمصريين فى كل شىء أصبحنا أكثر ثقة فى نفسنا وأكثر ثقة فى العدل والخير والإرادة والاحترام، فما يحدث الآن هو معجزة بكل المقاييس صنعتها الإرادة والروح المصرية ونحن نعيش أجمل مراحل حياتنا.. مرحلة الحرية وانتصار الإرادة ولو كنا عبرنا عن بعض ما يحدث فى أفلام أو مسلسلات كانوا سيقولون هذا خيال درامى وجو أفلام.. وأحيانا تكون الحقيقة أجمل من الحلم كثيرا وأعتقد أن هناك طفرة نوعية ستحدث فى كل شىء خاصة فى الموضوعات، وهو أمر يحدث بعد كل الثورات وستخرج أجيال جديدة وأجيال قديمة بروح جديدة ثورية يحرصون على أن يقدموا أعمالا قوية ومحترمة تراعى عقلية المشاهد المصرى وتقدر ذكائه وأهميته خاصة أن المشاهد لن يسمح بأى أعمال ضعيفة تستهين به أو تقدم نماذج ظالمة وفاسدة فقط كما لن يسمح بأى إسفاف أو استخفاف فى كل أنواع الفنون حتى الكوميدية.. الشعب المصرى محترم ولن يقبل إلا بمن يحترم عقله وإرادته.


■ هناك كثير من الشخصيات السياسية التى سقطت مع النظام البائد وفتحت شهية الممثلين على تجسيدها فمن تراه أقرب إليك ويثيرك لتجسيده؟


- كل أعمدة النظام السابق تصلح دراميا للتجسيد وبها مناطق درامية رائعة، وسأكون طماعا إذا قلت أنى أتمنى تجسيد كل الشخصيات لكن لا توجد شخصية بعينها تراودنى حتى الآن لأنى مثل الجميع أتابع الأخبار والتحقيقات وأكتشف كل يوم حقائق جديدة وأبعادا جديدة فى دراما وحياة كل هؤلاء لذلك أفضل الانتظار لحين وضوح الرؤية لأن الأيام تحمل كثيرا من المفاجآت.


■ وما حقيقة موافقتك على أداء شخصية الرئيس التونسى المخلوع زين الدين بن على فى عمل سينمائى ضخم مع خالد الصاوى؟


- هذه نصف الحقيقة فقد عرض على خالد الصاوى بالفعل هذه الشخصية لكن فى مسرحية سياسية كتبها بنفسه، وعندما قرأتها أعجبت بها جدا وأعجبت أيضا بالبناء الدرامى لشخصية بن على لكن كل التحضيرات مؤجلة لحين انتهاء الموسم الرمضانى.


■ وكيف ترى الحالة السياسية التى نعيشها الآن وما توقعاتك للأيام المقبلة، وكيف ترى المرشحين لرئاسة الجمهورية؟


- من المهم جدا أن ندرك أننا نعيش فى أجمل أيام حياتنا سياسيا.. وأن ثورة 25 يناير أقوى من تسونامى اليابان وأعظم الظواهر الكونية فى العالم.. ومن الطبيعى أن نمر بمرحلة تتعدد فيها الآراء والاختيارات والمطالب وتختلف فيها الحياة لأننا ببساطة نصنع قاعدة جديدة ونبدأ من الصفر فى حياتنا السياسية لذلك فمن الطبيعى أن نجد تعدداً فى الأحزاب والتيارات والآراء والاتجاهات، هذا ليس غريبا على الإطلاق، وهو ظاهرة صحية جدا فما زال أمامنا وقت نختار من التنوع المطروح ما هو أصلح لبلدنا ولحياتنا.. وسنمر بفترة انتقاء طويلة حتى تستقر الأمور، لكن ما يهمنا فعلا ألا نتوقف عن العمل وألا نؤذى أنفسنا ونفسد فرحتنا بثورتنا بالتفكير فى الذات والتراخى عن تقديم كل ما نستطيع تقديمه من أجل دفع عجلة الاقتصاد، فنحن الآن نملك زمام أمورنا ولابد أن نكون على قدر المسؤولية ونحن «قدها وقدود»، ومن صنع الثورة قادر على أن يحمى بلده ويجعله فى أجمل وأفضل صورة.. وبالنسبة لمرشحى الرئاسة لا يمكن أن أحكم على أى مرشح حتى نرى برنامجه الانتخابى وما يحمله من أفكار ومشروعات تفيد المواطن الكادح الذى عانى كثيرا ولا يجب أن يعانى بعد ذلك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية