تواصلت المظاهرات الغاضبة لليوم الثاني على التوالي في القاهرة والمحافظات احتجاجاَ على حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، وشهد بعضها مصادمات بين المتظاهرين وجنود الشرطة، وأصيب 9 جنود وضابط أمن مركزي في مظاهرة بمنطقة مسرة بشبرا.
بدأت المظاهرات على الطريق الدائري بمنطقة الخصوص، حيث قام آلاف الأقباط بقطع الكوبري للتعبير عن غضبهم، مما تسبب فى اندلاع أحداث طائفية بين المسلمين والمسيحيين، حيث قام مئات المسلمين برد فعل معاكس لمظاهرة الأقباط وذهبوا لكنيسة مارمينا والبابا كيرلس ورشقوها بالحجارة، الأمر الذي أدى إلى تكسير واجهة الكنيسة، وعندما سمع المسيحيون بكنسية مارجرجس بالأحداث ذهبوا إلى كنيسة مارمينا فأطلق الأمن قنابل مسيلة للدموع لفض المظاهرات بين الجانبين.
وشهدت منطقة مسرة وقفة احتجاجية شارك فيها نشطاء سياسيون وأعضاء بحركات شباب من أجل العدالة والحرية، والتيار التجديدي الاشتراكي من المسلمين والمسيحيين، معلنين وحدتهم في التصدى لأعمال العنف ورفضهم الأعمال الإرهابية.
وطالب المتظاهرون بإقالة وزير الداخلية وسرعة ضبط الجناة، وتوقفت حركة السير تماماً، وانتهت المظاهرة في الثالثة فجر الثلاثاء، بإصابة 9 جنود وضابط أمن مركزي إثر الإشتباكات بين المتظاهرين والأمن، وانتقل إلى مكان الأحداث اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول الوزير لمنطقة القاهرة وبصحبته اللواء أمين عزالدين، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة واللواء طارق الجزار، نائب المدير، واللواء حسام رضا مدير المباحث الجنائية، والعقيد هشام جمعة، وعدد من قيادات وجنود الأمن المركزي.
من جانبها تقدمت حركة مصريون ضد التمييز، ومؤسسة الهلالي للحريات، والمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ببلاغ للنائب العام للمطالبة بالإفراج عن 8 معتقلين، ألقت قوات الأمن القبض عليهم في المظاهرة.
واتهم البلاغ كلاً من وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي بصفته، واللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة بصفته، ومساعد وزير الداخلية لجهاز مباحث أمن الدولة بصفته، ورئيس مباحث روض الفرج بصفته، بالمسؤولية عن «اختطاف» المعتقلين الثمانية.
كما نظمت حركة شباب من أجل العدالة والحرية وقفة احتجاجية أمام مكتب النائب العام للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، فيما قال النائب العام لمقدمي البلاغ، إن نيابة روض الفرج حررت محضراً للمعتقلين الثمانية وجاري عرضهم على النيابة الجزئية في العباسية الأربعاء.
وفي مدينة 6 أكتوبر، شهد طريق المحور لليوم الثاني على التوالي مظاهرة حاشدة لعشرات الأقباط الغاضبين أمام كنيسة مار جرجس، رفعوا خلالها الصلبان الخشبية وصور القديسين، ونددوا بـ«التقصير الأمني» في حادث الإسكندرية، وقام بعضهم برشق السيارات المارة بالحجارة، وحاولوا قطع طريق المحور، وحال رجال الأمن دون ذلك، وأحاطوا المتظاهرين بكردون أمني، مما أدى إلى إصابة الطريق بالشلل خاصة أمام نزلة الوراق.
وفي محافظة المنيا شارك المئات في مظاهرة غاضبة بمطرانية ملوي علت فيها الهتافات المنددة بالحادث، و نجح قساوسة الكنيسة فى إحتواء المشاركين داخل المطرانية، و كثفت قوات الأمن من تواجدها حول الكنائس بشكل دائم.
وأخطرت مطرانيات المنيا المسؤولين بالمحافظة، أن الكنائس مفتوحة لتقبل العزاء حتى مساء الأربعاء المقبل، وأن العيد يومي الخميس والجمعة يقتصر على قداس عيد الميلاد، على أن يستأنف إستقبال المعزين والمتضامنين بدءاً من مساء السبت بعد ذكري الميلاد.
وفى بور سعيد إنطلقت مسيرة شعبية حاشدة من امام ديوان عام المحافظة شارك فيها جمعيات أهلية و حقوقية وكتاب ومفكرون من أبناء بورسعيد تضامناً مع الأقباط.
وفى أسوان نظم عشرات المحامين بمحكمة كوم أمبو، وقفة تضامنية أمام المحكمة، استنكرواخلالها استهداف الأقباط وطالبو بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم لمحاكمة عاجلة.
كما نظم نحو 1000 مسلم ومسيحى وقفة تضامنية مع ضحايا الحادث داخل كنيسة ماري جرجس بكوم أمبو، وأدوا الصلاة على أرواح الضحايا ونددوا بالحادث مؤكدين أهمية الاحتفاظ بالوحدة الوطنية ووأد الفتنة.
وفي الأقصر أقام العشرات من طلبة كلية الفنون الجميلة، وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالكلية، وقفة احتجاجية أمام مقر الكلية بشارع كورنيش النيل وسط المدينة.
فى سياق متصل، خرجت مسيرات حاشدة في عدد من الجامعات المصرية تندد بالحادث، ونظم طلاب جامعة الأزهر مسيرة ضخمة لإعلان تضامنهم مع ضحايا حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، ورفضهم التام لكل العمليات الإجرامية والإرهابية التي تستهدف ضرب الوحدة الوطنية وزعزعة الأمن والاستقرار في مصر، وتقدم الدكتور عبد الله الحسيني رئيس الجامعة، المسيرة، التي جابت أرجاء المدينة الجامعية مساء الاثنين.
وفى جامعة المنصورة شارك أعضاء هيئة التدريس، الطلاب، في مسيرة حاشدة طافت أرجاء الجامعة، ووقف الجميع دقيقة حداد على أرواح الضحايا، أمام ساحة إدارة الجامعة وأصدرت الجامعة بياناً نعت فيه الضحايا.
كما خرجت المسيرات الطلابية المنددة بالحادث في جامعات الزقازيق، وسوهاج، وبني سويف، ودمياط، وطنطا، وأصدر الطلاب وأعضاء هيئات التدريس بيانات إدانة وتعازي لأهالي الضحايا.