x

نص كلمة السيسي خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف

الخميس 08-12-2016 13:01 | كتب: محسن سميكة |
كلمة السيسي فى الاحتفال بذكرى المولد النبوى كلمة السيسي فى الاحتفال بذكرى المولد النبوى تصوير : اخبار

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الخميس، الاحتفال الذي أقامته وزارة الأوقاف بمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور الإمام الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وعدد من كبار قيادات الدولة.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام الاحتفال:

بسم الله الرحمن الرحيم

كل سنة وأنتم طيبين جميعا وكل التحية والتقدير والاحترام لكم ..

«بسم الله الرحمن الرحيم»

«فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف السادة العلماء والدعاة الأجلاء..السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اسمحوا لي في البداية أن أتوجه بالتهنئة لشعب مصر ولكافة الشعوب العربية والإسلامية بمناسبة ذكرى مولد نبينا الكريم صلوات الله عليه وسلامه..وأدعو الله سبحانه وتعالي أن يعيد هذه الذكري بالخير على الشعب المصري العظيم وكل مسلم ومسلمة في كافة ربوع الأرض.

«إن احتفالنا بذكرى نبي الرحمة والهدي هو مناسبة طيبة للتعمق بهدوء وسكينة في أحوالنا، مقارنين بين الأمس واليوم وقاصدين الإجابة عن أسئلة العصر الذي نعيش فيه مستلهمين في ذلك عظمة تراثنا ودروسه الخالدة..وأقول لكم بكل صراحة ووضوح أن طريقنا طويلا.. إن طريقا طويلا ينتظرنا إذا ما أردنا إحياء حقيقيا لذكرى النبي العظيم، أنه طريق من العمل الشاق مع الأمل في غد أفضل، ومن الصبر على مشقة الطريق مع التطلع إلى جزاء الصابرين المجتهدين، ومن الجلد على مواجهة الشدائد مع الإيمان بالنجاح في مسعانا نحو التقدم والازدهار».

«خلال هذا الطريق يجب أن نعلم أننا نحتاج إلى مقاربة شاملة لجميع قضايانا وتحدياتنا، وأن التركيز على جانب واحد لا يجدي نفعا، فالرسول عليه الصلاة والسلام قاد ثورة هائلة مع التحولات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ونحن إذ نقتضي بسنته العطرة نأمل في أن نواجه قضايانا بنفس الجرأة والشجاعة التي تحلي به النبي الكريم صلوات الله عليه وسلم».

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الكلمة التي ألقاها في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف «إن أول التحديات التي نعاني منها منذ فترة هو انفصال خطابنا الديني عن جوهر الإسلام ذاته وأن احتياج عصرنا الحالي إننا تحدثنا من قبل في هذا الأمر وأجمع علماؤنا ومفكرونا على احتياجانا الماس لتحديث الخطاب الديني وتصويب ما تراكم داخله من مفاهيم خاطئة سواء تراكمت بفعل مرور الزمن وتعاقب السنين أو بفعل فاعلين أرادوا إخفاء نوايا الشر بداخلهم وراء غطاء مقدس..يبررون به إرهابهم للأبرياء من خلق الله ويعطون لأنفسهم حصانة من العقاب وهو أت لهم لا ريب فيه بقدر ما أفسدوا في الأرض وتسببوا في كثير من الأذي والدمار والألم».

«إننا مطالبون اليوم بوقفة مع النفس نستلهمها من سيرة النبي الكريم ونواجه فيها بجراءة وشجاعة ما نعلم جميعا أنه دخيل على ديننا الحنيف، فنصوبه إلى صحيح الإسلام وأصل رسالة الله سبحانه وتعالي للبشر».

واستطرد الرئيس: «وقفة مع النفس نرفض فيها ما يعادي العقل ويعادي الإنسانية، نقوم بتحديث التفسيرات التي اجتهد فيها من سبقونا، فنجتهد نحن بدورنا لنصنع السلام داخل بلادنا بالإيمان والعلم كي نشهد الله ونشهد العالم أن الإسلام كما هو دين عظيم فإنه قد خلق أمة عظيمة، كذلك تستطيع تجديد ذاتها والمساهمة في تطور الحضارة الإنسانية بما يليق بعظمة دينها».

وتابع الرئيس السيسي: «إننا وإذ نؤكد عزمنا خوض هذه المعركة الفكرية الكبري، معركة تصويب الخطاب الديني وتحديثه، لا تفوتنا الإشارة إلى أننا سنستكمل بنفس العزم، الذي لا يلين، باقي جوانب المعركة، ونؤكد أنه لا مكان للإرهاب وجماعاته وأفكاره وممارساته داخل مصر، وأن مواجهتنا إياه بالوسائل العسكرية والأمنية ستستمر وستظل تضحية أبنائنا من القوات المسلحة والشرطة المدنية مصدر إلهام وإعزاز لكل مصري ومصرية، ولن تضيع هدرا بل ستستثمر وطنا آمنا آبيا ننعم فيه وينعم أبناؤنا بالحياة الكريمة».

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: اسمحوا لي أن أخرج عن نص هذا الخطاب..إننا تحدثنا عن موضوع تصويب الخطاب الديني كثيرا ..ونحن لا نتحدث عن ترف أو رفاهية وإنما عن موضوع يجب التوقف عنده منا جميعا..حتى نرى ما يحدث وما نفعله وما هو المطلوب في هذا الخصوص«.

وتابع الرئيس السيسي قائلا: «منذ عدة أشهر تحدثت مع الدكتور محمد مختار جمعة ووزير الأوقاف عن الخطاب الذي يتم تناوله في خطبة يوم الجمعة على مستوى مصر بالكامل».

واستطرد الرئيس كلمته في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، قائلا «نتحدث في أمر جلل وعظيم فهو أمر دين..ونحن لا نتحدث في أمر دين الإسلام فقط وإنما في فكرة الأديان كلها التي تنتهك اليوم، ويتم التراجع عن فكرة الدين نفسها وليس فكرة الإسلام..وما يراه العالم الآن، جعل بعض الناس تكفر بفكرة الأديان، ونحن لا ندافع عن الإسلام فقط، وإنما نتصدى للذين يحاولون أن يجعلوا الناس تنكر كل الأديان.. القضية التي نتحدث عنها بالغة الأهمية، ونعتبرها من أهم قضايا على الإطلاق».

وأضاف: خلال حديثي مع الدكتور مختار جمعة أوضحت أن تصويب الخطاب الديني لن يكون هناك مس للثوابت، فلا أحد يمكن أن يمس الثوابت..لكن نحن نتكلم هنا عن ضرورة مواكبة مفردات عصرنا، بما يوجب صياغة الفهم الحقيقي للدين، وأن يكون ذلك على مستوى الدولة ككل، علينا أن نستفيد مما قام به الأخرون عندما تصدوا لقضاياهم وفهموها وتعاملوا معها واجتهدوا فيها«.

وأردف الرئيس بالقول: أنا أتصور أنه في ضوء حالة التشرذم الموجودة، فلا يمكننا أن نترك هذه القضية الخطيرة المتمثلة في ضرورة صياغة الفهم الصحيح للدين الحقيقي والخطاب الواجب على مستوى الدولة ككل مع كل التقدير والاحترام لاجتهاد الخطيب«.

وتابع الرئيس «قلت لوزير الأوقاف حتى يمكنا الوصول لهذا الأمر فنحن بحاجة لتشكيل لجنة من كبار رجال علماء الاجتماع والنفس والأخلاق وكبار علماء الدين ونجلس سويًا لندرس ونتباحث كل الموضوع بسلبياته وكل نقاط القوة والضعف في مجتمعنا المصري، ثم نقوم بعمل خريطة طريق من جانب كبار علماء الدين والاجتماع».

واستطرد: السنة فيها 52 أسبوعًا، يتسجل في الـ 52 أسبوع، أهم المناسبات ويتم وضع أجندة خاصة بموضوعات خطب الجمعة على مدار العام، بهدف صياغة فهمنا لديننا الحقيقي في كل أنحاء مصر.. إن ذلك لا يترك فقط لاجتهاد خطيب مع كل التقدير والاحترام لخطيب الجمعة، فهذه أمة يعاد صياغتها بعد حالة تشرذم لسنين طويلة مضت ونتج عنها ما نحن فيه الآن».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية