الدقائق تمر الواحدة تلو الأخرى، والفريق لازال عاجزاً عن تسجيل هدف التتويج بلقب لم تتمكن أندية بلاده من الظفر به على مدار تاريخ المسابقة، الجميع يكتم بملعب القاهرة الدولي، الضيوف على أعتاب الصعود على منصات التتويج، فلم يتبق سوى ثوانٍ معدودة على صافرة النهاية.
هكذا كان هو حال الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي في السادس من ديسمبر لعام 2014، في مواجهة سيوي سبورت الإيفواري، بإياب نهائي الكونفدرالية بالقاهرة، حتى هبت نسائم الفرج وباحت الساحرة المستديرة بأسرارها وأظهرت أبرز مشاهد جنونها، قبل صافرة النهاية بـ 37 ثانية، فيرفع اليساري وليد سليمان الكرة بقدمه اليمنى العكسية، والتي لم يعتاد مطلقاً استخدامها، ليقابلها عماد متعب في الشباك وسط ذهول الفريق الإيفواري، لينفرج ملعب القاهرة فرحاً، وتتنفس أنصار قلعة التتش الصعداء.
وعلى ذكر القدم العكسية التي استخدمها وليد سليمان، لحظة صنع هدف تتويج الأهلي، والذي يتزامن اليوم مع الذكرى الثانية له، نستعرض من خلال التقرير التالي أهداف صنعت أمجاد الكرة المصرية خلال الألفية الثالثة، سُجلت وصُنعت من خلال القدم العكسية لبعض النجوم في مشاهد مفاجئة وغير متوقعة.
أولاً: أبوتريكة «3 يساريات حققت معجزات»
محمد أبوتريكة نجم الأهلي والكرة المصرية السابق، عندما استخدم قدمه اليسرى، حلت الأفراح والليالي الملاح لأنصار القلعة الحمراء ومنتخب الفراعنة، فكانت المرة الأولى في لقاء حاسم وفاصل لا يقبل القسمة على إثنين، يحتاج خلاله منتخب مصر الانتصار على نظيره الايفواري الرهيب، من أجل بلوغ ربع نهائي المسابقة التي ينظمها على أرضه ووسط جماهيره العريضة ، أمم أفريقيا 2006، ومع سيطرة التعادل على المواجهة واحتياج منتخبنا لهدف يمنحه العبور للدور التالي يفاجىء تريكة الجميع بتسديدة يسارية غير معتادة تسكن شباك الأفيال وتعلن عن تأهل أبناء المعلم حسن شحاتة.
أبوتريكة يكرر استخدام القدم اليسرى مجدداً في النسخة ذاتها من المسابقة القارية، كي يأتي واحد من أغلى أهداف الكرة المصرية وأشهرها على الاطلاق، فيرفع "الماجيكو" بيسراه كرة بالمقاس على رأس عمرو زكي ليسكنها الأخير في شباك المنتخب السنغالي معلناً عن تأهل تاريخي للفراعنة لنهائي العرس الأفريقي 2006، وزاد المشهد المثير بين أحمد حسام ميدو ومديره الفني حسن شحاتة، من شهرة هذا الهدف الذي سُجل في الوقت القاتل من عمر المواجهة.
بطولة جديدة تٌكتب بإسم مصر تأتي عن طريق يسارية مثيرة لمحمد أبوتريكة، خلال مواجهة الصفاقس التونسي بملعبه بإياب نهائي دوري أبطال أفريقيا نسخة 2006، مسجلاً أغلى أهداف الكرة المصرية بشكل عام والأهلاوية بشكل خاص، ليعانق الأهلي بهذا الهدف التاريخي الأميرة السمراء، وتستمر القدم العكسية لنجوم اللعبة في بلاد المحروسة مصدراً في فرحة الجماهير.
ثانياً: زيدان يدمر حصون البرازيل والكاميرون والجزائر
محمد زيدان، أحد نجوم الكرة المصرية السابقين، الذي صال وجال بالدوريات الأوروبية، يمتلك في جعبته 3 أهداف تاريخية بقدمه العكسية "اليسرى"، أولهما كان بتسديدة عالمية في شباك المنتخب الكاميروني، بمستهل مشوار الفراعنة بامم أفرقيا 2008، وهو الهدف الذي أنهى المباراة مبكراً وحسم النقاط الثلاثة لمصلحة منتخبنا القومي.
وجاء الثاني في أجمل مباريات المنتخب المصري على مر تاريخه، في شباك نظيره البرازيلي بكأس العالم للقارات نسخة 2009، فاستغل زيزو تمريرة حريرية من أبوتريكة وسدد بقوة بيساره في الزاوية الضيقة لباولو سيزار حارس السامبا، مدركاً التعادل للمصريين، وسط فرحة هيستيرية من زملاءه.
الثالث كان من خلال «تابلو» فني رائع، تلاعب خلاله نجم الفراعنة بالدفاع الجزائري، في لقاء المنتخبين بنصف نهائي أمم أفريقيا 2010، راوغ أكثر من لاعب وسدد بيسراه في أعلى المرمى، في سيمفونية عزفها المصريون أمام محاربي الصحراء.
ثالثاً: حسام حسن يضرب الترجي وبوركينا في مقتل
تعادل ثمين عاد به فريق نادي الزمالك، ممثل الكرة المصرية، مت تونس، جراء تعادله إيجابياً أمام مضيفه الترجي الرياضي، بمنافسات دور المجموعات لرابطة دوري الأبطال 2002، والتي توج أبناء ميت عقبة بلقبها، ولعل التعادل الثمين بالأراضي التونسية كان مفتاح تأهل بطل مصر للدور التالي، فسجل حسام حسن بيسراه الغير معتاد التسجيل بها، هدفاً رائعاً من هجمة مرتدة منظمة للفريق الأبيض.
القدم العكسية لهداف الكرة المصرية سجلت هدفاً اّخراً من أغلى الأهداف لمنتخبنا القومي، فمن خلال "دويتو" مع حازم إمام، مرر الأخيرة بالعكب لحسام، الذي لم يتوانى عن التسديد بهدوء في شباك المنتخب البوركيني، ليعلن تأهل الفراعنة لنهائي أمم أفريقيا نسخة 1998 ببوريكنا، للمرة الأولى منذ 12 عاماً.
رابعاً: صلاح يؤهل مصر للخطوة الأخيرة نحو المونديال
ويضع منتخب مصر اللبنة الأولى في مشواره نحو العودة مجدداً لبطولته المفضلة أمم أفريقيا، عقب غياب دام لثلاث نسخ متتالية، ويحقق انتصاره الأول على حساب تنزانيا بثلاثية نظيفة، حيث اختتم نجم روما الإيطالي ومنتخل الفراعنة محمد صلاح، أهداف منتخب بلاده، من خلال كرة ماكرة سددها بقدمه اليمنى، التي من النادر أن يستخدمها، مسجلاً هدفاً رائعاً للفراعنة.
محمد صلاح ، صاحب القدم اليسرى الذهبية، يمتلك هدفاً اّخراً أغلى من هدفه في شباك تنزانيا، قد سجله أيضاً بقدمه اليمنى، وذلك في شباك المنتخب الموزمبيقي بملعبه ووسط أنصاره، وهو الهدف الذي منح الفراعنة الانتصار والتأهل بشكل رسمي للمرحلة الأخيرة من تصفيات مونديال 2014، والتي واجه خلالها المصريون المنتخب الغاني.