يعلن رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، الاثنين، ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2017 ليزيد بذلك عدد مرشحي اليسار في مواجهة اليمين واليمين المتطرف الجاهزين للمعركة.
وسيتحدث فالس من بلدية إيفري معقله الانتخابي في المنطقة الباريسية كما اعلن مكتبه في بيان، وأوضحت مصادر من أوساط فالس أنه سيعلن بالتأكيد في هذه المناسبة ترشحه للانتخابات الرئاسية، الأمر الذي لم يعد موضع شك منذ إعلان الرئيس فرنسوا هولاند أنه لا ينوي الترشح لولاية ثانية.
وقبل ذلك، التقى فالس الذي يتولى مهامه منذ مارس 2014، الرئيس هولاند في قصر الاليزيه كعادتهما في كل يوم اثنين. ولم تتسرب أي معلومات عن مضمون اللقاء.
وبحسب استطلاع للرأي نشرته «جورنال دو ديمانش» فإن رئيس الوزراء هو الشخصية المفضلة لمناصري اليسار لكي يصبح مرشح الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية.
وينظم الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه فالس انتخابات تمهيدية في 22 و29 يناير لاختيار مرشحه للاقتراع الرئاسي الذي سيجري في مايو.
وحتى في حال الفوز في الانتخابات التمهيدية، ستبقى الطريق مليئة بالعراقيل امام مرشح الحزب الاشتراكي الذي قد يجد نفسه عالقا بين زعيم اقصى اليسار جان لوك ميلانشون ووزير الاقتصاد السابق ايمانويل ماكرون الذي يميل اكثر إلى الوسط. وقد رفض الاثنان المشاركة في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح اليسار.
وبالنسبة لاوساط مانويل فالس فان استقالته الاثنين لم تعد موضع شك. وقال مصدر مقرب منه «بحسب معرفتي برئيس الوزراء، فهو لا يعتبر حين تكون لديه مسؤوليات كبيرة جدا، ان بالإمكان جمع هذه المسؤوليات مع كونه مرشحا لانتخابات رئاسية».
- تعديل حكومي: وقال دومينيك دو فيلبان رئيس الوزراء الاسبق في عهد الرئيس اليميني جاك شيراك إن الرئيس «سيقوم على الارجح بتعديل (تعيين بديل عن فالس)، لكي لا يحصل قصور في هذه الفترة».
ومن بين الاسماء المطروحة لخلافة مانويل فالس على رئاسة الحكومة، وزراء الداخلية برنار كازنوف، والدفاع جان إيف لودريان، والزراعة ستيفان لوفول، والصحة ماريسول توريان، ووزيرة التعليم نجاة فالو-بلقاسم.
ورجحت مصادر وزارية أن يتولى كازنوف رئاسة الحكومة معتبرة ان ليس هناك «من بديل» فيما تحدثت أخرى عن لودريان.
وسيسعى فالس بعد اعلان ترشيحه إلى مواصلة تخفيف الجوانب المثيرة للانقسام في خطابه وتأمين تحالفات جديدة.
ويحاول رئيس الوزراء منذ سنوات فرض برنامج أكثر حداثة لليسار، لكن شخصيته السلطوية وخطابه المؤيد لاوساط الاعمال ودفاعه عن علمانية متشددة تثير انزعاج قسم من معسكره.
وقال النائب فيليب دوسيه وهو احد داعمي فالس السبت «يجب ان يصمت مانويل فالس حول عدد من الامور».
من جهته قال السكرتير الاول للحزب الاشتراكي جان كريستوف كامبادليس «انصحه بكل محبة، ان يعتمد موقفا جديدا جامعا (...) يجب ان يحافظ على ما هو عليه لكن في الوقت نفسه تقديم افق جديد».
ووعد فالس خلال زيارة إلى شرق فرنسا الجمعة «بالدفاع» عن حصيلة حكم الرئيس هولاند.
واعتبر ارنو مونتبور المرشح الوحيد من الحزب الاشتراكي الذي أعلن مشاركته في الانتخابات التمهيدية الأحد، أن هولاند وفالس يعتمدان السياسة نفسها.
وفي هذا الاطار ومع وجود يسار مفكك بعد ولاية هولاند التي سجلت مستويات قياسية من هبوط شعبيته، تشير كل استطلاعات الرأي إلى ان مرشح اليمين فرنسوا فيون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن سيصلان إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في ايار/مايو، وانه سيتم استبعاد اليسار اعتبارا من الدورة الاولى كما حصل عام 2002.